وفي حين اعتبر الاتحاد الأوروبي عبر الناطق باسمه أن مشروع الضم الذي أعلنه نتانياهو يقوض “إمكانات حل الدولتين وفرص السلام الدائم”، أثار إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي موجة تنديد في العالم العربي.
ودان وزراء الخارجية العرب بشدة إعلان نتانياهو في بيان صدر مساء الثلاثاء بعد اجتماع طارئ عقد عقب ختام الدورة العادية الـ152 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في القاهرة.
وجاء في البيان أن “هذا الإعلان يشكل تطوراً خطيراً وعدواناً إسرائيلياً جديداً بإعلان العزم انتهاك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بما فيها قراري مجلس الأمن 242 و338”.
واعتبر مجلس الوزراء العرب أن “هذه التصريحات إنما تقوض فرص إحراز أي تقدم في عملية السلام وتنسف أسسها كافة”.
وأكد المجلس “تمسكه بثوابت الموقف العربي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف بما فيها حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1968 وعاصمتها القدس الشرقية وحق اللاجئين بالعودة والتعويض وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية”.
وبعد الإعلان مساء الثلاثاء، وصفت المسؤولة الكبيرة في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي تعهد نتانياهو بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي” و”سرقة للأراضي وتطهير عرقي ومدمر لكل فرص السلام”.
واعتبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الثلاثاء أن إعلان نتانياهو يعد “تصعيداً خطيراً ينسف الأسس التي قامت عليها العملية السلمية ويدفع المنطقة برمتها نحو العنف وتأجيج الصراع”.
كما اعتبر رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة أن تعهد نتانياهو يضع اتفاقية السلام الموقعة بين المملكة واسرائيل منذ عام 1994 “على المحك”.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية نقلاً عن الطراونة قوله إن “مجلس النواب، وإذ يرفض كل التصريحات العنصرية الصادرة عن قادة الاحتلال، ليؤكد إن التعاطي مع هذا المحتل يتوجب مساراً جديداً عنوانه وضع اتفاقية السلام على المحك، بعد أن خرقها المحتل وأمعن في مخالفة كل المواثيق والقرارات الدولية”.
من جهتها دانت دمشق الأربعاء “بشدة” إعلان نتانياهو معتبرة أنه “انتهاك سافر” للقانون الدولي، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
واعتبر مصدر في وزارة الخارجية السورية، وفق سانا، أن هذا التعهد “يأتي في سياق الطبيعة التوسعية لكيان الاحتلال وخطوة جديدة في الاعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية”.
ندّدت الرياض ليل الثلاثاء الاربعاء بالوعد الانتخابي الذي أطلقه نتانياهو معتبرة إياه “تصعيداً بالغ الخطورة”.
وقال الديوان الملكي في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية “تعلن المملكة العربية السعودية عن إدانتها وشجبها ورفضها القاطع” لما أعلنه نتانياهو و”تعتبر هذا الإجراء “باطلاً جملة وتفصيلاً” مضيفا أنّ “هذا الإعلان يعتبر تصعيداً بالغ الخطورة بحقّ الشعب الفلسطيني، ويمثل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي والأعراف الدولية”.
من جانب آخر، تعقد منظمة التعاون الإسلامي الأحد في جدة اجتماعاً استثنائياً على مستوى وزراء خارجيتها لبحث “التصعيد الإسرائيلي” غداة إعلان رئيس الوزراء.
وكتبت منظمة التعاون في حسابها على تويتر الأربعاء “بطلب من السعودية، ستعقد المنظمة في جدة الأحد (…) اجتماعاً استثنائياً على مستوى وزراء الخارجية لبحث التصعيد الإسرائيلي الخطير”.
من جهتها قالت وزارة الخارجية القطرية في بيان “تدين دولة قطر بأشدّ العبارات إعلان” نتانياهو وتعتبره “امتداداً لسياسة الاحتلال القائمة على انتهاك القوانين الدولية وممارسة كافة الأساليب الدنيئة لتشريد الشعب الفلسطيني الشقيق وسلب حقوقه دون وازع من أخلاق أو ضمير”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان في بيان إن إعلان نتانياهو “يعتبر تصعيداً خطيراً ينتهك كافة المواثيق والقرارات الدولية ويعبّر عن الاستغلال الانتخابي في أبشع صوره”.
وفي المنامة، اعتبرت وزارة الخارجية أنّ الإعلان “يمثّل تعدياً سافراً ومرفوضاً على حقوق الشعب الفلسطيني، ويعكس إصراراً على عدم التوصل لسلام عادل وشامل”.
وعبّرت موسكو عن قلقها بشأن الخطة الإسرائيلية وقالت ان تنفيذها يمكن أن يؤدي إلى “تزايد التوتر بشكل حاد في المنطقة ويقوض آمال التوصل إلى خطة سلام بين إسرائيل وجيرانها العرب”.
وأضافت أن هذا الوعد الذي يأتي قبل الانتخابات أثار “ردود فعل سلبية للغاية” من الدول العربية، وجددت دعوتها لإجراء محادثات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين.
من جانب آخر، وصفت تركيا وعد نتانياهو بأنه “عنصري”. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أن أنقرة “ستدافع حتى النهاية عن حقوق ومصالح” الفلسطينيين.
وفي نيويورك قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان إن تنفيذ ما وعد به نتانياهو سيشكّل “انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي” وسيكون “مدمّراً لاحتمال إعادة إطلاق المفاوضات والسلام الإقليمي” و”سيقوّض بشدّة حلّ الدولتين”، أي دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية، تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن.
من جانبها، دعت باريس إلى “الامتناع عن أي إجراء يحتمل أن يقوّض حلّ الدولتين وهو السبيل الوحيد لإرضاء التطلّعات المشروعة للإسرائيليين والفلسطينيين”.
وجاء إعلان نتانياهو قبل أسبوع من الانتخابات التشريعية التي يبدو أنها ستشهد منافسة حامية جداً.
وكان نتانياهو تصدر مع ائتلافه اليميني والديني نتائج انتخابات أبريل (نيسان) لكنه فشل في تشكيل حكومة واختار التوجه إلى إجراء انتخابات مبكرة.
ويواجه نتانياهو في الانتخابات المقبلة تحدياً صعباً بوقوفه أمام رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس وتحالفه الوسطي الممثل بحزب “أزرق أبيض”.