تتواصل حدة الأزمة السياسية بالعراق عقب الكشف عن نية الحشد الشعبي شراء طائرات مسيرة لحماية معسكراته ومواقعه من أي أعتداء، خاصة عقب تعرضه لعدة اعتداءات خلال الفترة الأخيرة.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، فإن هذه الأزمة تتصاعد في ظل الكشف عن نية الحشد شراء منظومة روسية من الصواريخ لتدعيم حماية مؤسساته ومعسكراته، الأمر الذي يثير جدالاً واسعاً في بغداد الآن.
طيران الحشد
أكدت قوى سياسية مشاركة في الحكومة العراقية صحة الوثيقة المسربة التي أعلن فيها نائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس، تشكيل قوة جوية تابعة للحشد لحماية معسكرات الحشد.
وكشفت صحيفة المدى العراقية عن تصاعد حدة الخلافات داخل قوى الحشد الشعبي السياسي نتيجة لتداعيات المشهد السياسي المتعلق بهذه الوثيقة، وأشارت مصادر مسؤولة إلى أن الخلاف اشتعل مع نفي مصدر مخول لصحة هذه الوثيقة.
ورأت الصحيفة أن هذه المرة الثانية في غضون أسبوعين التي تتوتر فيها العلاقة بين جناحي الحشد الشعبي سواء جناح فالح الفياض، أو جناح أبو مهدي المهندس، بسبب المواقف من التفجيرات المجهولة التي استهدفت ترسانة الحشد في عدد من المعسكرات، ورغبة قوى بالحشد في إدخال سلاح الطائرات المسيرة لحماية هذه المعسكرات، خاصة وأن بعض من التقارير زعمت أن هذه التفجيرات حصلت نتيجة لضربها بطائرات مسيرة جاءت من الخارج.
ونبهت إلى عدم كشف الحكومة حتى الآن عن نتائج التحقيقات بملابسات تلك الحوادث، واعتبرت بعض القراءات أن إعلان فريق من الحشد ومن جانب واحد تشكيل قوة جوية خاصة بالحشد بأنه رد فعل على تأخر إعلان نتائج التحقيق.
طائرات روسية
وبدورها، كشفت مصادر عربية لصحيفة الشرق الأوسط، أن مستشار الأمن الوطني العراقي ورئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، طلب خلال زيارته لموسكو شراء منظومة صواريخ.
وحددت المصادر في حديثها للصحيفة نوعية هذه الصواريخ وهي “إس 300” المطوّرة أو “إس 400” الأكثر تطوراً، مشيرة إلى أن طهران شجعت بغداد على هذا الخيار.
وتوقعت مصادر دبلوماسية أن هذا الطلب العراقي سيقابَل باعتراض أمريكي مماثل للاعتراض على شراء أنقرة “إس 400″، وهو ما يزيد من دقة هذه الأزمة.
ضغوط سياسية
ويبدو أن أزمة الطائرات المسيرة وحديث قوى من الحشد عن شرائها لا يمثل وحده الأزمة التي تعيشها العراق، حيث كشفت صحيفة الجريدة الكويتية أن رئيس الحكومة العراقية عادل عبدالمهدي يتعرض لضغوط قوية من القوى الأساسية الموالية لحكومته، وعلى رأسها تحالف “سائرون” المقرب لإيران الذي يرعاه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
وأشارت الصحيفة إلى أن عبدالمهدي تلقي إشارات متضاربة من “سائرون”، موضحة أنه وبعد يومين على إعلان الصدر أن ما يحدث في العراق من أزمات نتيجة لسياسات الحكومة يعتبر إعلانا بنهايتها، فإن جواد الموسوي وهو نائب عن “سائرون”، اعتبر أن إقالة عبدالمهدي قريبة جداً، بسبب فشل حكومته في حفظ سيادة العراق وإبعاده عن الصراعات الإقليمية بين أمريكا وإيران.
ونبهت الصحيفة في ذات الوقت إلى أن عبد المهدي موجود في مدينة قُم الايرانية، وهو ما يزيد من حساسية ودقة هذه التصريحات، لافتة إلى تصريحات النائب في نفس التحالف أيضاً وهو برهان المهموري، والذي تحدث بنبرة مختلفة، وقال إن “تصريحات زعيم التيار الصدري ليست تخلياً عن الحكومة أو سحباً للثقة منها، بل من أجل تقويم عملها”.
دمج القوى
ومن جهتها، أشارت صحيفة العرب إلى دعوة رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي، إلى تشكيل قيادة عامة للقوات المسلحة تضم ممثلين عن البيشمركة والحشد الشعبي، موضحة أن أهم ما في هذه الدعوة أن علاوي بررها بأنها تأتي لتلافي ما سماها بـ”التداعيات السلبية الخطيرة الناتجة عن تعدد القوى العسكرية”.
وأوضحت أن علاوي برر دعوته بأنها تمثل الحل الوحيد لتلافي أي أزمة متوقعة، وبالتالي فإن الحل يكمن في تشكيل قيادة عامة للقوات المسلحة تضم ممثلين عن البيشمركة والحشد المقاتل بقيادة القائد العام للقوات المسلحة ونائبه وزير الدفاع.
ونبهت الصحيفة في معرض عرضها لهذه التصريحات إلى اتهام مسؤولون سنّة، مجموعات مسلحة شيعية باختطاف المئات من سكان المناطق السنّية في محافظات بابل (جنوب)، والأنبار (غرب) وديالى (شرق)، خلال عمليات عسكرية منذ 2014، ولا يزال مصيرهم مجهولاً.