ناقشت صحف عربية مستقبل الدور السعودي في الصراع اليمني بعد أن حذرت المملكة من مغبة التصعيد جنوبي البلاد، ولاسيما في مدينة عدن، مؤكدة رفضها “أي محاولة لفرض واقع جديد بالقوة”.
وطالبت الرياض بـ”التزام تام وفوري بفضّ الاشتباك”، ودعت أطراف النزاع إلى الدخول في حوار دون تأخير.
واندلعت الشهر الماضي معارك بين الانفصاليين الجنوبيين من جهة، والقوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي تدعمه السعودية من جهة أخرى.
‘الخروج من الحرب’
يرى طالب الحسني في “رأي اليوم” اللندنية أن: “السعودية تستعد للخروج من الحرب على اليمن وإعلامها الرسمي يمهد لذلك”.
ويقول الكاتب إن “ما نراه حاليا وسط هذه الأزمة المعقدة وصعبة الحلول على السعودية، أنها بدأت الإيعاز إلى إعلامها ، أي الرياض ، والصحفيين والكتاب والمحللين السياسيين والعسكريين الذين يظهرون على شاشة التلفزة بالتوقف عن العنتريات والحديث بلغة واقعية، والاعتراف بوجود أزمة حقيقية، وصعوبة بالغة في تجاوزها، وأكثر من ذلك حاجة السعودية للخروج من هذه الحرب”.
ويضيف الكاتب أن “الخطاب السعودي، بدأ يتجه نحو تحميل الأطراف اليمنية التي تعمل مع الرياض مسؤولية فشل الحرب العدوانية التي تقودها على اليمن منذ ما يقارب الـ 5 سنوات، إنها إرهاصات الخروج من الحرب، ولكن بالتقسيط”.
وفي “الثورة اليمنية” يقول محمد صالح حاتم: “تحالف العدوان بقيادة مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد وعلى مدى أربعة أعوام ونصف يعتدي على اليمن ويشن ّعليه حرب إبادة جماعية ويفرض عليه حصاراً اقتصادياً براً وبحراً وجواً، خلفت عشرات الآلاف قتلى وجرحى من اليمنيين بقصف طيران التحالف … وكل هذا تحت ذريعة إعادة الشرعية ومحاربة الخطر الإيراني وحماية الأمن القومي للخليج ،ولكن للأسف الشديد ما كشفته الأيام والأحداث التي جرت غير هذا تماما، فلاشرعية عادت ولا خطر لإيران وجد في اليمن، بل إنها لم تكن سوى شماعة للتدخل في اليمن”.
ويضيف الكاتب أن “العدو لم يستطع أن يحقق أهداف عدوانه على اليمن بفضل الله سبحانه وتعالى وصمود الشعب اليمني وتضحيات وشجاعة أبطال الجيش اليمني ولجانه الشعبية الذين ضربوا أروع الأمثلة في الإقدام والعطاء والشجاعة في مواجهة الآلة العسكرية الضخمة جدا لتحالف العدوان، بل واستطاع جيشنا اليمني أن يضرب العدو في عمق أراضيه ويستهدف موانئه ومطاراته ومنشآته الحيوية والاقتصادية”.
تقول مها سلطان في “تشرين” السورية إن الحوار الذي دعت إليه السعودية “بين المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن وما يُسمى حكومة الشرعية التي يرأسها عبد ربه منصور هادي المنتهية ولايته وصلاحيته هو حوار بالإرغام”.
وتضيف الكاتبة أن “حوار جدّة لا تبدو عليه الجدية والمسؤولية اللازمتان لإنجاحه، حتى ليبدو وكأن الدعوة له بلا معنى أو هي بهدف تسجيل حضور فقط.. أما ضبط الميدان – بين حليفين, يُفترض أنهما يعملان تحت سقف التحالف الذي يقوده بنو سعود – فلا يبدو على جدول الأعمال حتى وإن كان ميدان الجنوب يشهد حالياً نوعاً من التهدئة”.
‘الإنجازات الباهرة’
أبرزت “الجزيرة” السعودية تحذيرات المملكة قائلة “إن أي محاولة لزعزعة استقرار اليمن تعدّ بمثابة تهديد لأمن واستقرار المملكة والمنطقة، ولن تتوانى عن التعامل معها بكل حزم”.
وشددت على أن المملكة على استعداد “لمد يد العون والمساعدة لمن تضرر من هذه الفتنة والإسهام في معالجة المصابين للتخفيف من آلامهم ومعاناتهم، وانطلاقاً من دورها التاريخي تجاه الشعب اليمني الشقيق”.
على المنوال ذاته، تقول “الخليج” الإماراتية إن ” الحوثي الخارج من كهوف الظلامية الطائفية، ربما مازال يتجاهل حقيقة أن التحالف العربي أجهض مشروع خطف اليمن، ومازال لا يعترف بأن التحالف بما يتوفر عليه من إمكانيات واستراتيجيات واضحة أصبح عنصراً حاسماً في المنطقة، متصدياً بقوة وشجاعة لكل الأجندات الدخيلة”.
وتضيف الصحيفة أن “تجربة السعودية والإمارات في اليمن أسست نموذجاً رائداً ينبع من إيمان عميق بالمصير الواحد، والقناعة الراسخة بأن وحدة الموقف والعمل المشترك هما السبيل لضمان المكتسبات الحضارية والإنجازات الباهرة التي حققها البلدان في مختلف المجالات، بعدما أصبح لهما ثقل سياسي واقتصادي وعسكري كبير، وقدرة على التأثير الفاعل والإيجابي في أمن المنطقة واستقرارها”.