قالت صحيفة “اليوم” في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان ( الحرس الثوري وحدة نازية ) : تشبيه أحد الباحثين الأمريكيين البارزين الحرس الثوري الإيراني بالوحدات العسكرية النازية تشبيه صائب وسديد، فهذا الحرس المكلف بحماية النظام الإيراني الدموي أشبه ما يكون بالوحدات العسكرية النازية التي كانت تحمي أدولف هتلر، وتصنيف هذا الحرس منظمة إرهابية يعود لارتكابه سلسلة من الجرائم الشنيعة ضد أبناء الشعب الإيراني المطالبين بانتزاع حريتهم من براثن نظام فاشي أذاقهم أصناف الظلم والتعسف والجبروت خلال عقود، ويبدو أن هذا التصنيف وحده غير كاف، بل لابد من اقترانه بمزيد من العقوبات لمواجهة إرهابه وإرهاب زبانيته، فالممارسات القمعية ضد الإيرانيين من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني لابد من مواجهتها بحزم وعزم في ضوء مواجهة ظاهرة الإرهاب والإرهابيين.
لقد ارتكب الحرس الثوري الإيراني وما زال يرتكب جرائمه الكبرى لحماية نظام طهران على حساب حقوق الشعب الإيراني وإرادته وحريته فهو جيش أيديولوجي أنشئ للدفاع عن النظام من أعدائه في الداخل والخارج، وهو شبيه بالحزب النازي الألماني الذي أنشئ عام 1925 لحماية هتلر، وكان له دور بارز ضمن الرايخ الثالث، ولعل من أبرز جرائم الحرس الثوري الإيراني إرهابه في بيروت عام 1983، وإرهابه في بوينس أيرس عام 1994، وإرهابه في أبراج الخبر بالمملكة عام 1996، ومخطط الاعتداء الإجرامي الشهير بواشنطن عام 2011، وجرائمه في بورغاس عام 2012.ورغم الانقسامات الواضحة داخل منظومة الحرس الثوري إلا أن سقوط النظام الإيراني المرتقب يستلزم بالضرورة تفكيك تلك المنظومة وانهيارها، ويتطلب ذلك تحديد نقاط الضعف فيها وتعميقها، فكل الإصلاحات أو التغييرات التي لابد من حدوثها في إيران ليتمكن شعبه من الحصول على حريته لا يمكن أن تظهر على السطح ما لم يتأتى التخلص من تلك المنظومة الإرهابية التي يعتمد عليها النظام اعتمادا كليا ومطلقا ليبقى في سدة الحكم ويسيطر على زمام الأمور في طهران.
وتابعت : ويبدو أن تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية غير كاف وحده لتصفيته والخلاص من شروره، فرغم أن التصنيف يمثل عقوبة جديدة ضمن العقوبات المضروبة حول طهران إلا أن النيل من النظام يستدعي النيل من تلك المنظومة الإرهابية التي يعتمد عليها النظام لحمايته وحماية ممارساته التعسفية ضد أبناء إيران وضد دول المنطقة كما هو الحال في اليمن وسوريا ولبنان، فأخطبوط تلك المنظومة لا يزال ممتدا لدعم التنظيمات الإرهابية في تلك الدول وغيرها من دول الشرق والغرب.التوجه الدولي الحثيث لاحتواء ظاهرة الإرهاب وتقليم أظافر الإرهابيين أينما وجدوا يستلزم الاهتمام بتسليط الأضواء على الحرس الثوري الإيراني للتخلص من جرائمه بحكم أن ما يمارسه من إرهاب غير موجه لأبناء الشعب الإيراني فحسب ولكنه موجه إلى كثير من دول العالم لانغماسه في بؤر دعم المنظمات الإرهابية في كل مكان، والشواهد عديدة وتؤكد كلها على ضلوعه في عمليات إرهابية تستهدف استقرار وأمن وسيادة دول المنطقة العربية والعالم.