هل كانت تعلم تلك الفتاة اليمنية اليتيمة الأبوين الطالبة في الثانوية في إحدى مدارس الولايات المتحدة أنها ستحقق قفزة نوعية في حياتها نحو النجومية التي طالما استهوتها وتقدم أنموذجاً ناجحاً لمعاناة المواطن الشرق أوسطي في مجتمع تحاصره رياح العنصرية والتمييز العرقي.
نشأت ياسمين ضمن عائلة فقيرة بمنطقة “برونكس” في نيويورك بمعية أخواتها الأربع في كنف عمها الذي يتولى أمرها وأخواتها إلى جانب أسرته وأطفاله، فالتحقت بمدرسة متدنية المستوى، نظراً لانخفاض رسومها وعدم مقدرة الأسرة على دفع التكاليف، مصرة على مواصلة تعليمها رغم الظروف المادية وعدم رغبة أهلها مواصلة تعليمها بسبب الوضع المعيشي والعادات والتقاليد..
عندما عرف مدرسها أن عمها وعمتها لا يؤيدان أحلامها ولم تحظ بفرصة اجتياز امتحان القبول للدراسة في جامعة كولومبيا كانت البداية لتجسيد شخصية الفتاة المناضلة لأجل التعليم وهي تتحدى الظروف المعيشية والعادات والتقاليد وممانعة الأهل إلى الجمهور.
بعد مرور ثلاثة أشهر ووضوح الصورة لدى الأستاذ عن كل شيء حول ياسمين ونظرته الأعمق حول العرق والعنصرية والثقافة والهوية وهويتها كامرأة شرق أوسطية وهويته كرجل أبيض، بدات تكتمل الصورة لديه لتقديم إبداع مكتمل الملامح ينقل الصورة من خلاله إلى الجمهور بوضوح.
خلال فترة وجيزة فقط أتقنت الفتاة الأميركية اليمنية الأصل ياسمين الدور ببراعة لتجسيد شخصية فتاة تدعى “مارلا ميلاني” فيما جسد المعلم شخصية “جيف مارلو”..
وتلقت المسرحية رواجاً في أميريكا بما في ذلك المواطنون الأميركيون من أصل عربي وأجنبي وخاصة ذوي الأصول اليمنية.
وتعد المسرحية “باراديس” التي انطلقت بقوة من على مسرح “لوس أنجلوس” بإنتاج ورعاية خاصة من شركة “جوفي” السينمائية الدولية مؤشر مهم على أن تناول الهوية الأمريكية بات أكثر جدية وعمقاً، وذلك من خلال تسليط الضوء على المواطن اليمني الأميركي خلال فترة الرئيس ترامب ونجاح الجهات والمنظمات الحقوقية في تقديم صورة إنسانية مجسدة لمعاناته وصراعاته في المجتمع الأميركي.