إرهاصات العدوان الإيراني على اليمن بدأت منذ وقت مبكر، وقد سبق أن نبه فخامة الرئيس هادي عن أطماع المخطط الإيراني الذي يستهدف الأمة العربية والاقتصاد العالمي من البوابة اليمنية، وحذر فخامته عن خطورة وكثافة النشاط الإيراني بمختلف أوجهه العسكرية والتجسسية والثقافية والعقائدية، وتبين ذلك من قضية معتقلي الحرس الثوري وسفينة الأسلحة (جيهان 2،1 ) وممارسة إيران ضغوطها قبل الانقلاب مقابل تهدئة الضغط الحوثي على صنعاء، واستكملت إيران مخططها بانقلاب مليشيا الحوثي بمشاركة الرئيس السابق صالح، واختاروا لانقلابهم يوم ٢١سبتمبر مناسبة تعيين البدر إماماً ليعلنوا بذلك إسقاط الجمهورية واستعادة الإمامة، ومثل هذا الانقلاب عدوان على اليمن والشعب والوطن والجمهورية والشرعية والمشروع، وبداية عدوان على المنطقة والممرات المائية في البحار التابعة لليمن، فكان لا بد من مواجهة هذا العدوان وردعه، فكان اتخاذ قرار المواجهة والحرب هو الخيار الأمثل، بالرغم من أن خيار الحرب هو من أصعب القرارات التي تواجه القادة، فله تداعياته التي تؤثر على حياة الناس والإعمار والتنمية والاقتصاد، لكنه قد يكون قرار الواجب والضرورة، لحماية الوطن والناس من عدوان غاشم يستهدف الوطن وشعبه، هنا تكون كلفة قرار مواجهة العدوان أقل من كلفة نتائج العدوان، فلقد فُرضت الحرب من الحوثيين على الشعب اليمني خدمة لمصلحة إيران في المنطقة، والتي تستخدمهم كأدوات لزعزعة أمن واستقرار الأشقاء في دول الجوار من قبل طهران كما أشار فخامة الرئيس هادي.
إن ما قامت به إيران وحلفائها من المليشيا الحوثية وسلطة الرئيس السابق بعدوان الإنقلاب يوم ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م على الشرعية اليمنية ومشروعها، والمناورات العسكرية على الحدود السعودية اليمنية والجسر الجوي المباشر بين طهران وصنعاء، وما أعلنته طهران من أن صنعاء العاصمة العربية الرابعة التي أصبحت تحت هيمنتها، وإعلانها أنها بذلك أصبحت سيدة البحار وباب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر، مما جعلها المهيمنة على طريق التجارة والطاقة، وأن الحوثي هو سيد الجزيرة العربية، وبهذه المواقف أعلنت إيران الحرب على اليمن والمملكة والأمة العربية والعالم.
في هذا المشهد تم اتخاذ أعظم موقف عروبي في تاريخ العرب المعاصر، حيث أعلن ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود انطلاق عاصفة الحزم وقيام تحالف دعم الشرعية استجابة لطلب أخيه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، في منتصف ليلة الـ26من مارس/آذار عام 2015م، فكان قراراً تاريخياً شجاعاً لقادة تاريخيين أوجد منعطفاً تاريخياً لتوحيد الأمة العربية، فكانت عاصفة الحزم وتحالف دعم الشرعية عاصفة لردع العدوان والصلف الصفوي، وعاصفة لإنقاذ اليمن وشعبه والأمة العربية، وعاصفة أمل وإغاثة وإعمار لليمن والوطن والشعب، ومثلت تجسيد لإرادة الأمة، وخيار الواجب والضرورة، وبداية للمشروع العربي وهزيمة للمشروع الصفوي.