رفض أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية فى حوار مع رئيس تحرير “الأهرام العربى” السلوك الإيرانى المزعزع للاستقرار فى الشرق الأوسط، داعيا تركيا وإيران للتوقف عن السياسات الحالية، واتباع سياسات تتفق مع حسن الجوار .
ونفى أبو الغيط أن تكون الجامعة العربية تم إطلاعها على ما يسمى بصفقة القرن، وقال إن الخطوات الأمريكية المتمثلة فى نقل السفارة من تل أبيب للقدس، ووقف تمويل الأونروا تشكل تراجعا عن المبادئ الدولية المتفق عليها لحل القضية الفلسطينية، وفى مقدمتها حل الدولتين.
● من المؤكد أنكم تتابعون محاولات الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق إستوكهولم بين الحكومة الشرعية فى اليمن والمتمردين الحوثيين.. فكيف يمكن الدفع بالحل السياسى لإنهاء الحرب فى اليمن فى طل تعنت الحوثيين؟
– هذه الأزمة تكتنفها أيضا تعقيدات ناتجة عن الحرب التى دارت بين الحكومة الشرعية والحوثيين، المدعومين بقوة من إيران، التى نتجت عنها مأساة إنسانية كبيرة، ومعاناة لقطاعات واسعة من أبناء الشعب اليمنى، سواء على المستوى الصحى أم على مستوى توفير الغذاء اللازم، ونحن نتابع الجهود التى يقوم بها المبعوث الأممى مارتين جريفيث، والتى كان على رأسها التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى إستوكهولم، وإن كان لم يحدث حتى الآن تواصل مباشر بينه وبين الجامعة العربية حول هذه الجهود، وهو الأمر الذى سنسعى لمعالجته خلال الفترة المقبلة.
بشكل عام يقلقنى كثيرا استمرار عدم التزام الحوثيين بصورة كاملة باتفاق وقف إطلاق النار، خصوصا فى منطقة الحديدة، إضافة بالطبع للتدهور المستمر للأوضاع الإنسانية خصوصا للأطفال والنساء والشيوخ، مما فتـح الباب للحديث حـــول إمكانيـة دخــول اليمــن إلى مجاعـة كاملة، وتفشى وباء الكوليرا بشكل واسع، وبالطبع سيكون هذا الملف حاضرا بقوة خلال قمة تونس.
● أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار فى الشرق الأوسط مصدر للقلاقل فى المنطقة العربية.. ما رؤيتكم لوقف التدخلات الإيرانية فى الأراضى العربية؟
التدخلات الإيرانية فى الشئون الداخلية لعدة دول عربية هو أمر معلوم للجميع، وهناك قرارات تصدر باستمرار عن الجامعة العربية فى هذا الإطار، سواء من مجلس وزراء الخارجية أم على مستوى القمة، وذلك فى ضوء خطورة هذه التدخلات، واتساع دائرة تأثيرها على أمن واستقرار عدة دول عربية، وأيضا على السلام الاجتماعى والتوازنات الداخلية فيها فى ضوء ما تشهده من استخدام نبرة طائفية، وفى بعض الأحيان نبرة استعلائية، وهو أمر نرفضه تماما.
ورسالتى للجانب الإيرانى هى: ضرورة أن يكف يده عن القيام بمثل هذه التدخلات، وأن يسعى لإقامة علاقة صحية مع العالم العربى، لا تتأسس بالتأكيد على استخدام النعرات الطائفية أو السعى لإحداث انقسامات داخلية فى الدول العربية، أو محاولة استغلال مثل هذه التدخلات كأوراق ضغط فى إطار توازناته مع الأطراف الدولية.
الأمر يحتاج إلى التعقل من الطرف الإيرانى، خصوصا أن هناك بعض التصرفات التى جرت، التى كانت من الممكن أن تدفع بالمنطقة كلها إلى حافة الهاوية على غرار إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية العام الماضى من جماعة الحوثيين على المملكة العربية السعودية.