قدّم محافظ نينوى نوفل العاكوب، اليوم الأحد، استقالته إلى مجلس المحافظة، وذلك قبل تصويت البرلمان العراقي على إقالته أيضًا، المقرر اليوم؛ على خلفية حادثة غرق العبارة في مدينة الموصل.
وذكر مصدر مطلع لـ“إرم نيوز“، أن محافظ نينوى قدم استقالته إلى مجلس المحافظة؛ بعد تعرضه إلى ضغوط من قيادات مقربة من الحشد الشعبي في العاصمة بغداد، والتي كانت داعمة له في مسألة بقائه بمنصبه محافظًا لنينوى، بالرغم من الجدل المثار بشأن اتهامه بالفساد المالي والإداري.
وأضاف المصدر، أن ”مجلس المحافظة قبل تلك الاستقالة، وفق القوانين العراقية“.
ويوم الخميس، لقي نحو 100 عراقي، أغلبهم من النساء والأطفال، مصرعهم بغرق عبّارة في نهر دجلة، بمحافظة نينوى شمال العراق، في حادثة هزت البلاد، فيما واجه محافظ نينوى نوفل العاكوب اتهامات بالتقصير والفساد المالي والإداري.
وأعلن مجلس النواب، أمس السبت، أن جلسة اليوم الأحد، ستتضمن التصويت على إقالة محافظ نينوى.
يأتي ذلك بعد أن أحال مجلس نينوى المحافظ إلى التحقيق؛ على خلفية الحادثة واعتداء رجال حمايته على المواطنين الغاضبين بشأن الحادثة في الموصل.
ونفى العاكوب، الاتهامات الموجهة إليه بالتقصير والإهمال، قائلًا إنه ”أدى عمله كمحافظ“ بشأن إبلاغ تحذيرات للمنشآت السياحية والتجارية القريبة من النهر بارتفاع مناسيب مياه نهر دجلة، مبديًا: ”استعداده للمثول أمام القضاء“.
وقال العاكوب في تصريحات تلفزيونية، إنه ”كلّف القائم مقام بأخذ تعهدات خطية من جميع المنشآت السياحية والتجارية والمنازل القريبة من النهر، بأخذ الحذر من ارتفاع مناسيب مياه نهر دجلة بعد زيادة الإطلاقات المائية من السد، ويمتلك الوثائق التي تفيد ذلك“.
وقال ناشطون في نينوى، إنه تم التثبت من تورط مقرب من عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي بالإهمال والتقصير في حادثة العبارة، إذ يدير الجزيرة السياحية في المدينة ريان الحديدي، وهو مدعوم من عصائب أهل الحق، ضمن ما يعرف بالمكاتب الاقتصادية التي يديرها الحشد الشعبي.
ويواجه العاكوب، اتهامات بالفساد المالي والإداري من قبل الأوساط السياسية في محافظة نينوى، لكن الحماية التي يحصل عليها من الحشد الشعبي حالت دون إقالته سابقًا.
ويتلقى العاكوب، الدعم السياسي الرئيس من أحد أبرز حلفاء إيران في العراق، وهو السياسي المثير للجدل جمال جعفر، المعروف بأبي مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي.
وبرز العاكوب إلى الواجهة السياسية في نينوى، بعد الإطاحة بأثيل النجيفي محافظ نينوى السابق من منصبه؛ إثر توجيه عدة تهم له، من بينها التخابر مع تركيا وتسهيل إدخال تنظيم داعش إلى المدينة.
لكن الدعم الذي يوفره المهندس والحشد الشعبي إلى العاكوب، يبدو أنه لا يصمد كثيرًا أمام الغضب الشعبي والسياسي من حادثة ”العبارة“، إذ من المتوقع أن تبدأ تحقيقات مكثفة؛ للكشف عن ملابسات الحادث.