26 سبتمبر
التطورات الخطيرة وحرب الابادة وجرائم الانتهاكات التي ترتكبها ولا تزال ترتكبها مليشيا الحوثية الإمامية الكهنوتية المدعومة من إيران بحق أبناء مديريات حجور في محافظة حجة، أغلقت بذلك آخر نافذة، كان يتلقى منها اليمنيون بصيص أمل إنهاء الحرب في اليمن، والتوصل الى سلام معها على اعتقاد أن يكون كهنة المليشيا عادوا إلى رشدهم و استفاقوا من نوبتهم، وأدركوا أنهم يعيشون في القرن الواحد والعشرين وليس في الالفية الأولى، الفية الخرافة والولاية المزعومة.. الفية الاستعباد والعبيد..
بعد أن ظل لأكثر من 3 أشهر في موت سريري، والمليشيا الحوثية تراوغ في تنفيذ اتفاق السويد المزعوم، في الوقت تحشد المليشيا قواتها وأسلحتها للانقضاض على مديريات حجور في محافظة حجة -شمال غرب البلاد- لذلك اي حديث عن «اتفاق استهكولوم غريفيث» لم يعد مجدي، إثر هذا التصعيد المليشياوي، بالتزامن مع اطلاق وزير خارجية بريطانية «هنت» إعلان شهادة موت اتفاق السلام في اليمن، أواخر الاسبوع الماضي، من رصيف ميناء عدن.
وأكد ذلك ما أعلنته قيادة المليشيا في اجتماع لها، عقدته مطلع الأسبوع، وحضره ممثلو منظمات الامم المتحدة في صنعاء، بأنها لن تنسحب من الحديدة ولن تسلم موانئ الحديدة للحكومة الشرعية أو غيرها؛ وانهم -أي الانقلابيون- سيقاتلون إلى ما لانهاية، لتأتي جرائم الابادة التي ترتكبها مليشيا الحوثي الايرانية ضد ابناء حجور، لتؤكد أن هذه المليشيا لا ينفع معها إلا القوة العسكرية والسلاح؛ لأنها لا تؤمن بالسلام، وهذا هو دندنة تاريخها الدموي.
السلام المخادع وسلام الوهم الذي سوق له المبعوث الأممي «غريفيث»، وخادع مع وزارة خارجية بلاده -بريطانيا- العالم ودفع بالمجتمع الدولي الى ممارسة ضغوطات كبيرة ضد التحالف والحكومة اليمنية لوقف تقدم قوات الشرعية لتحرير مدينة و موانئ الحديدة من قبضة الانقلابيين، واللجوء إلى الحل السلمي، من باب اتفاق» استهكولوم غريفيث»، الذي لم يكن سوى إنقاذ لهزيمة المليشيا الانقلابية الإيرانية في محافظة الحديدة، وحرص الامم المتحدة ومبعوثها على عدم خنق المتمردين، وسد باب تدفق السلاح الإيراني والأممي عليها، وايضا خشية ان يؤدي تحرير الحديدة وعودتها الى سيطرة الشرعية، إلى إغلاق حنفية ضخ عشرات المليارات التي تجبيها المليشيا الانقلابية من الموانئ كعائدات الضرائب والجمارك على البضائع والسلع التجارية والمساعدات الغذائية؛ لتغطية نفقات حربها التي تشنها على الشعب اليمني منذ ما يقارب خمس سنوات.
فالجرائم البشعة والفظيعة التي تمارسها مليشيا الانقلاب في مناطق مديرية كشر بمحافظة حجة، قضت على كل الحجج والذرائع الواهية لأدوات إيران داخل مؤسسة الشرعية الدولية ومنظماتها في الحل السلمي.. فمسؤولو المنظمات الدولية والحقوقية لم تتوقف مساعدتهم ودعمهم للمليشيا الإيرانية عند الصمت وغض الطرف وارتدائهم النظارات السوداء- كعادتهم- حتى لا يشاهدون جرائم هذه المليشيات في مناطق حجور، بل زاد صلفهم وحقدهم على الشعب اليمني، إلى إقرارهم وشرعنتهم لتلك الجرائم من خلال حضورهم بصورة مستمرة طوال الاسبوع الماضي- أثناء عملية الهجوم على مناطق حجور- إذ إن اجتماعات كبار القيادات العسكرية والأمنية لمليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء، اقرت فيه تنفيذ خطتها الإجرامية العسكرية في الهجوم على قرى مديرية كشر، بحضور نائب رئيس البعثة الأممية للحديدة «يانز توبارك فرانديز» ومديرة مكتب المبعوث الأممي «نيكولا ديفيد»، حيث أبلغت المليشيا في هذا الاجتماع، المسؤولين الأمميين رفضها التعاطي مع أي خطة لإعادة الانتشار من الحديدة وموانئها الثلاثة إذا كانت تقضي بإنهاء وجودهم الأمني والإداري في المدينة، وأنها مستعدة للحرب ولن تنسحب من الحديدة أو تقوم بتسليمها للسلطات الشرعية ولا أي من الموانئ، بشكل فعلي، وأن كل ما في مقدورها هو أن تنسحب شكليا، مع بقاء وجودها الأمني والإداري.. وزادت على ذلك، قولها: أنها ستلجأ إلى المواجهة العسكرية من اجل تثبيت وجودهم في الحديدة، بما في ذلك استعادة السيطرة على مطاحن البحر الأحمر الخاضعة حاليا لسيطرة القوات الحكومية».
طبعا اعلان المليشيا الانقلابية رفضها الانسحاب من موانئ ومدينة الحديدة تنفيذا لاتفاق السويد، لم تكن هي المرة الأولى، ولكنها سبق وأن قالتها في اجتماعاتها مع رئيس فريق المراقبين الدوليين، الجنرال الدنماركي «مايكل لوليسغارد»، أكثر من مرة، لكن هذا الاعلان وفي اجتماع لكبار قيادتها، جاء بعد فشل محاولات ومساعي حثيثة للمبعوث «غريفيث» في إقناع الشرعية اليمنية بتلبية مطلب المليشيا الانقلابية والقبول بالانسحاب الشكلي للمليشيا الايرانية الحوثية من موانئ ومحافظة الحديدة مع بقاء وجودها الأمني والعسكري والاداري.
ولا يستبعد أن تكون مليشيا الانقلاب تعمدت ابلاغ المسؤولين رفضها تنفيذ اتفاق السويد في اجتماع، بإيعاز من المسؤولين الأمميين انفسهم لرفع عنهم الحرج في إصدار بيان رسمي يعلنون فيه فشلهم تنفيذ اتفاق السويد الخاص بالحديدة، والاعلان عن موت الأمل والتفاؤل الذي أطلقهما المبعوث الأممي «غريفيث»، في إحاطته الاخيرة لأعضاء مجلس الأمن الدولي، والتبشير بالسلام اللامحدود في اليمن، فضلا إلى تأكيدات مبعوثهم في إحاطته عن استجابة الحوثيين لتنفيذ بنود اتفاق السويد.
على وقع جرائم مليشيا الحوثي الإمامية المستمرة وتصعيدها العسكري، وإعلانها رفضها الجنوح للسلام والانصياع لقرارات مجلس الأمن الدولي وخطط المجتمع الدولي المتماهي أساسا مع مليشيا إيران في اليمن والمنطقة العربية، ولم يعد هناك من خيار أمام الشرعية اليمنية والتحالف العربي، إلا العودة إلى خيار الحسم العسكري مع المليشيا الحوثية، والابتعاد عن وهم السلام الذي ظلت الأمم المتحدة طوال السنوات الماضية ترفعه في وجه الشرعية والتحالف العربي، كلما عزما على تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي وحسم المعركة مع الانقلابيين واستعادة مؤسسات الدولة المغتصبة.