حذر القائد السابق للقوات البريطانية الجنرال سير مايكل جاكسون، من الآثار المروعة التي ستخلفها مئات الآلاف من الألغام الأرضية التي زرعتها مليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن.
وقال الجنرال جاكسون في صحيفة فايننشال تايمز، إن آثارا مروعة ستخلفها الألغام الأرضية التي زرعتها جماعة الحوثي، معتبرا إياها “محنة طويلة الأمد”، مضيفا أن الإرث الأكثر ديمومة للحرب هو الخسائر البشرية المروعة لهذه الألغام مما يجعل حجم التحدي هائلا.
وقال إن الإرث الأكثر ديمومة للحرب هو الخسائر البشرية المروعة لهذه الألغام التي خلفها الحوثيون هناك.
وأوضح، في مقالة عبر صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أن حجم التحدي هائل، بسبب وجود عدد كبير جدا من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي تم زرعها هناك، إلى جانب بقايا الذخائر غير المتفجرة، التي يتبين من كثير منها أنها من إيران وحزب الله.
وأشار إلى أن الأمر الأكثر قلقا، أن هذه الألغام تستهدف المدنيين، مع وجودها داخل المنازل والحقول والموانئ، لكن بعيدا عن تسببها في وقوع خسائر بين صفوف المدنيين والجيش، هذه الاستراتيجية جعلت العودة إلى الحياة الطبيعية أمرا بالغ الصعوبة في تلك المنطقة التي تحررت من سيطرة الحوثيين، وستكون عملية إعادة بناء البنية التحتية الأساسية التي دمرتها الحرب، أكثر صعوبة وأبطأ وأكثر إيلاما.
وأكد أنه يجب مساءلة المسؤولين عن ذلك يوما ما، حيث إن الآثار الضارة لتلك الألغام الأرضية ستمتد لأجيال قادمة.
وقد لا يكلف زرع لغم إلا بضع دولارات لكن نتائجه وخيمة، إذ تستمر هذه الألغام في القتل وتدمير الحياة والأرزاق حيث تقوم الميليشيات بتطويق مناطق واسعة بشبكات الألغام والعبوات الناسفة، إضافة إلى زراعتها في القرى وطرقات المزارعين ورعاة الغنم في عدد من المديريات مما أودى بحياة عدد من المدنيين أو فقد أطرافهم وهم يطأون إحداها.
وبحسب تقرير ميداني لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، جعلت مليشيا الحوثي اليمن أكبر دولة ملغومة على مستوى العالم، حيث زرعت المليشيا أكثر من مليون لغم أرضي منذ بدء النزاع أي بمعدل لغم لكل 30 يمنيا وبمستوى هو الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية..
وكشف برنامج ACLED الدولي المختص، عن خطر أوسع متمثل في الألغام المجهولة والأجهزة المتفجرة البدائية. وبحسب البرنامج فقد قدر عدد القتلى بـ267 مدنيا على الأقل بفعل الألغام الحوثية فيما تشير تقديرات إلى أن عدد المقتولين يتجاوز 920 مدنيا فضلا عن آلاف الجرحى.
وقد ازدادت حدة الانفجارات الناجمة عن ألغام الحوثيين منذ بدء تحالف من القوات اليمنية المشتركة وشكلت 60% من مجموع الوفيات المدنية المرتبطة بألغام العصابات الحوثية المزروعة عام 2018، وكان شهرا ديسمبر 2018 ويناير 2019 الأكثر دموية.
وأعلن مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لنزع الألغام في اليمن “مسام”، أنه انتزع 1,274 لغماً حوثياً خلال الأسبوع الماضي.
وقال المشروع في بيان، إنه تمكّن من “نزع 22 لغماً مضاداً للأفراد و581 لغماً مضاداً للدبابات، و654 ذخيرة غير متفجرة، و17 عبوة ناسفة”، وذلك خلال الأسبوع الرابع من شهر فبراير (شباط) الماضي.
وبحسب البيان، بلغ إجمالي ما تم نزعه منذ بداية المشروع حتى الآن 46,130 لغماً زرعتها الميليشيا الحوثية “المارقة” في الأراضي والمدارس والبيوت في اليمن، وحاولت إخفاءها بأشكال وألوان وطرق مختلفة راح ضحيتها عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن سواء بالموت أو الإصابات الخطيرة أو بتر للأعضاء.