دشن سفير الامارات في اليمن سالم بن خليفة الغفلي برفقة الدكتور محمد بن عتيق الفلاحي، الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبحضور محافظ حضرموت، قائد المنطقة العسكرية الثانية، اللواء الركن فرج سالمين البحسني، أمس، في مدينة المكلا، مدينة الشيخ خليفة السكنية بمنطقة «فوة» للمتضررين من إعصار عام 2008م. وتتضمن المدينة 204 وحدات سكنية تخدم أكثر من 300 أسرة، وتأتي ضمن المساعدات المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة للتخفيف من معاناة الأسر المتضررة جراء الإعصار الذي ضرب حضرموت في عام 2008.
وخلال التدشين، أكد السفير سالم بن خليفة الغفلي، والأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي الدكتور محمد بن عتيق الفلاحي، أن دعم الإمارات سيتواصل خدمة للإنسانية. بدوره، أعرب محافظ حضرموت عن سعادته بتدشين هذا المشروع الإنساني الكبير الذي نفذته الإمارات ضمن جهودها الأخوية ومساعيها للتخفيف من أوضاع الأسر التي فقدت منازلها جراء الكارثة الطبيعية التي اجتاحت حضرموت في العام 2008. وقال المحافظ «إن هذا اليوم يعد من أسعد الأيام للأهالي المتضررين الذين يتسلمون منازلهم بعد انتظار دام أكثر من 10 سنوات»، مؤكداً أن أهالي حضرموت عامةً تغمرهم الفرحة بهذه المكرمة الإماراتية التي ستسهم في حل معاناة الكثير من المتضررين من الأعاصير والسيول.
وأعرب المواطنون المستفيدون من المنازل عن سعادتهم التي لا توصف بتسلم منازلهم ضمن مشروع مدينة الشيخ خليفة السكنية، متقدمين بالشكر والعرفان لدولة الإمارات العربية المتحدة لإقامتها هذا المشروع الإنساني الذي يعد علامة مضيئة.
في غضون ذلك، أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر صندوق أبوظبي للتنمية، وإشراف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، حزمة مشاريع تنموية لتعزيز القطاع الصحي في محافظة حضرموت، بتكلفة إجمالية وصلت إلى نحو 66 مليون درهم إماراتي. وتشمل المشاريع، إعادة تأهيل وصيانة واستكمال بناء 7 مستشفيات وتزويدها بالمعدات الطبية والتجهيزات اللازمة، وهي مستشفيات «الشحر والديس الشرقية والريدة الشرقية والمكلا وقصيعر وغيل باوزير»، وإعادة تأهيل وبناء مستشفى حضرموت للأمومة والطفولة بالمكلا سعة 150 سريراً، وصيانته وتزويده بالمعدات والتجهيزات الطبية، بالإضافة إلى دعم وتوفير الأدوية للمستشفيات والمراكز الصحية في ساحل ووادي حضرموت.
وفي سياق متصل، سيرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قوافل إغاثية تضمنت السلال الغذائية للأسر الأشد فقراً وذوي الدخل المحدود في عدد من مديريات محافظة شبوة، وذلك استمراراً لسلسلة الحملات التي تنفذها «الهيئة» لدعم عموم محافظة شبوة إنسانياً، إضافة إلى وصول فريق الهيئة إلى مناطق نائية مكتظة بالأهالي الذين يعانون وضعاً إنسانياً ومعيشياً صعباً للغاية. وفي هذا الإطار، وزع فريق الهيئة خلال الفترة من 14 حتى 24 فبراير الجاري 2800 سلة غذائية تحتوي على الاحتياجات الأساسية من المواد التموينية الضرورية، مستهدفة أكثر من 16 ألفاً و920 فرداً من الأسر الفقيرة والمحتاجة في مديريات «عسيلان وحطيب وبيحان» في محافظة شبوة. وأسهمت تلك المساعدات الغذائية في التخفيف من معاناة الكثير من الأسر والأهالي، جراء تدهور اقتصاد البلاد، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والاحتياجات المجتمعية. وأشاد المستفيدون من قوافل المساعدات بما تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة من مساعدات في مختلف المجالات، خاصة ما يمس منها حياة الناس المعيشية بشكل مباشر، وذلك عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
جدير بالذكر، أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي قد وزعت خلال «عام التسامح» 7092 سلة غذائية، استفاد منها أكثر من 45 ألفاً و807 أفراد.
إلى ذلك، تواصل العيادات الطبية المتنقلة الأربع التابعة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، زياراتها الميدانية إلى مختلف القرى والمناطق النائية في الساحل الغربي، لتقديم الخدمات الصحية والعلاجية المجانية، حيث بلغ عدد الحالات التي تم إجراء الفحوص لها وتقديم العلاج المجاني اللازم 16 ألفاً و350 مواطناً. وقال الدكتور مصطفى الكازمي، رئيس الفريق الطبي بالعيادة الطبية المتنقلة الرابعة، إن العيادة استقبلت أمس 80 حالة مرضية في منطقة «السقف» التابعة لمديرية التحيتا، وأجرت لها الفحوص وقدمت العلاج اللازم مجاناً، مشيراً إلى أن العيادة منذ تدشينها مطلع يناير الماضي، قامت بزيارات ميدانية إلى مناطق «الغويرق والبقعة والسقف والفازة والمجيلس والطائف والحيمة»، وقدمت الرعاية الصحية والعلاجية لسكان تلك المناطق النائية، مؤكداً اهتمام فريق العيادات المتنقلة الأربع بفئات الأطفال والنساء وكبار السن، وتقديم خدماتها لجميع الحالات المرضية على امتداد القرى والمناطق المستهدفة. من جهتهم، عبر عدد من أهالي منطقة السقف، عن تقديرهم للدور الإنساني الذي يقوم به الهلال الأحمر الإماراتي، من خلال هذه العيادات الطبية المتنقلة التي تجوب مختلف القرى والمناطق النائية، لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية المجانية للمرضى، فضلاً عن دوره في إنجاز العديد من المشاريع الخدمية والتنموية التي أسهمت في إعادة تطبيع الحياة في مختلف المناطق المحررة بالساحل الغربي.