تجمع مئات الأشخاص وسط العاصمة الجزائرية، تلبيةً لدعوة حركة “مواطنة”، للتعبير عن رفضهم ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
شهدت العاصمة تجمعات حاشدة، استجابة لدعوات أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي، وردد المتظاهرون “الجزائر حرة ديمقراطية”، و”لا للعهدة الخامسة”، فيما حاولت الشرطة تفريقهم بقنابل الغاز المسيل للدموع.
في هذا اليوم الأول من أيام العمل الأسبوعي، كان عدد المتظاهرين ضعيفًا بالمقارنة مع احتجاجات يوم الجمعة الماضي الحاشدة، عندما نزل عشرات الآلاف إلى الشوارع في مدن الجزائر، خصوصًا في العاصمة التي يمنع فيها التظاهر تمامًا، تلبيةً لدعوات أطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ومع ذلك، لا يزال الحشد الذي بدأ بنحو خمسين شخصًا، يتزايد في منتصف النهار، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
منعت الشرطة لاحقًا مئات الأشخاص من التحرك في أحد الشوارع الرئيسة في العاصمة.
ونزل عشرات الآلاف إلى الشوارع يوم الجمعة الماضية، خصوصًا في العاصمة، حيث التظاهر ممنوع تمامًا، استجابةً لدعوات مجهولة أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي.
تأسست حركة “مواطنة” في يونيو 2018، لمعارضة ولاية خامسة لبوتفليقة، تتألف من (مثقفين أحزاب معارضة، ناشطين من جمعيات، صحفيين، محامين).
قال سفيان جيلالي، منسق حركة “مواطنة”، “لا نتوقع حشدًا كبيرًا لأن اليوم يوم عمل، لكن الهدف هو مواصلة الضغط ضد السلطة”.
أشار جيلالي، الذي عارض في عام 2014 ولاية بوتفليقة الرابعة، إلى أن اختيار هذا اليوم جاء، لأنه كان من المقرر أن يدشن الرئيس خلاله “مسجد الجزائر الكبير” ومطارًا جديدًا، وهو ما لم يُؤكد رسميًا.
أعلنت الرئاسة أخيرًا، أن رئيس الجمهورية، البالغ من العمر 81 عامًا، غادر الجزائر، أمس الأحد، متوجهًا إلى جنيف لوقت قصير من أجل القيام بفحوص طبية دورية، علمًا بأنه تعرض في عام 2013 لجلطة في الدماغ، ولا يظهر إلا نادرًا في العلن.
وضع بوتفليقة، الذي يحكم الجزائر منذ 1999، حدًا للتكهنات في 10 فبراير، معلنًا سعيه لولاية خامسة في انتخابات 18 أبريل في “رسالة إلى الأمة”.
وفي رسالته، استبق بوتفليقة الانتقادات المتعلقة بصحته، التي يرى بعض المعارضين أنها تجعله غير قادر على الحكم.
كتب بوتفليقة حينها “بطبيعة الحال لم أعد بالقوة البدنية نفسها التي كنت عليها، ولم أخفِ هذا يومًا على شعبنا، إلا أن الإرادة الراسخة لخدمة وطني لم تغادرني قط، بل ستمكنني من اجتياز الصعاب المرتبطة بالمرض”.