كشف مشروع برنامج “ACLED” الدولي، أنّ مليشيا الحوثي الانقلابية حوّلت اليمن إلى أكبر دولة مغلومة على مستوى العالم. وقال البرنامج، المتخصص بجمع بيانات مناطق النزاع حول العالم وتحليلها، إنّ “الحوثيين زرعوا أكثر من مليون لغم أرضي منذ بدء الحرب، ما جعلها أكبر دولة ملغومة منذ الحرب العالمية الثانية”.
وأشار إلى مقتل خمسة خبراء يعملون في مشروع منظمة “مسام” (مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية) أثناء نقل الألغام من مقر المنظمة في مأرب، حيث انفجر لغمٌ كانوا يحملونه في الشاحنة انفجاراً قوياً قتل الخبراء الخمسة وأصاب خبيراً آخر.
وأضاف البرنامج أنّ هذه الحادثة ليست معزولة، بل تكشف عن الخطر الأوسع المتمثل في الألغام المجهولة والأجهزة المتفجرة البدائية (العبوات الناسفة) التي لا تزال تشكل خطراً على المدنيين اليمنيين في جميع أنحاء البلاد.
وبحسب “البرنامج”، قُتل 267 مدنياً على الأقل بفعل الألغام الحوثية في 140 حالة تم الإبلاغ عنها منذ العام 2016، ويشمل هذا الرقم الأسماء المسجلة رسمياً فقط، فيما تشير تقديرات بحسب قناة “العربية” إلى أن عدد المقتولين بفعل الألغام يتجاوز 920 مدنياً، فضلاً عن آلاف الجرحى.
وأوضح أنّ الاستخدام المتفشي للأجهزة المتفجرة يؤدي أيضاً إلى إضعاف النشاط الاقتصادي، وكثيراً ما أصابت الألغام الأرضية التي يتم زرعها في المراعي المزارعين والحيوانات التي تُشكِّل المصدر الرئيس لكسب العيش بالنسبة لكثير من الأسر في المناطق الريفية.
وذكر البرنامج: “ازدادت حدة الانفجارات الناجمة عن الألغام الحوثية منذ بدء تحالف من القوات اليمنية المشتركة بحملة عسكرية في محافظة الحديدة الغربية، والتي تشكل حوالي 60% من مجموع الوفيات المدنية المرتبطة بالألغام التي زرعها الحوثيون في عام 2018، كما ازدادت حوادث الألغام تدريجياً خلال العام الماضي، وبلغت ذروتها في ديسمبر 2018 ويناير 2019 وهي الأشهر الأكثر دموية منذ أن بدء توثيق أحداث العنف”.
وتابع: “تفحص البيانات عن كثب، يمكن أن يساعد في تفسير العوامل التي تقف وراء هذه الزيادة، حيث تفيد التقارير بأنّه بين يناير ومايو من العام الماضي، قتلت الألغام التي زرعها الحوثيون، ما يبلغ متوسطه ثلاثة مدنيين في كل شهر في الحديدة”.
يُشار إلى أنّ “مسام” كان قد أعلن أمس الأول الجمعة، أنّه تمكّن خلال الأسبوع الأخير من شهر يناير الماضي، من تفكيك 7182 لغماً زرعتها مليشيا الحوثي في عدد من المحافظات.
وإجمالي ما نزعه المركز منذ بداية المشروع (ثمانية أشهر) بلغ 38817 لغماً زرعتها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، في الأراضي والمدارس والبيوت في اليمن، وحاولت إخفاءها بأشكال وألوان وطرق مختلفة راح ضحيتها عددٌ كبيرٌ من الأطفال والنساء وكبار السن سواء بالموت أو الإصابات الخطيرة أو بتر للأعضاء.