نشر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في الايام الماضية تسجيلا مرئي مرعب لعملية اعدام جماعي لاربعة من الشباب اليمني من منطقة يكلا الواقعة في مديرية قيفة بمحافظة البيضاء وهي المنطقة التي ينشط فيها تنظيما القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.
وليست المرة الاولى التي يبيح فيها هذا التنظيم ارواح الاخرين بحجة الردة، فقد سبق ان حدثت في السنين السابقة وقائع مماثلة عبر بث تسجيلات مرئية لهذا التنظيم يظهر فيها قيامهم بمثل هذه العمليات ارهابية.
-ملابسات وتفاصيل الحادثة.
وبحسب ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، فان احد الشباب الذين اعدمهم التنظيم عامل سابق في احد المطاعم في البيضاء و يدعى( زايد قايد الشجاع ) وهو عامل في أحد المطاعم في البيضاء.
وفي السياق وضح اخ الضحية “عبدالفتاح الشجلع” ملابسات وتفاصيل الحادثة وقال ان القتلى كانوا في طريقهم للإلتحاق بصفوف الجيش الوطني.
وحمل الشجاع السلطات الشرعية ما حل بالمغدورين وطالب بكشف ملابسات استدراج هؤلاء الشباب وقتلهم، كونها حسب قوله هي المسؤولة عن تأمين الطرقات الرابطة بين المدن والمناطق المحررة.
وطالب شجاع الجهات الشرعية وعلى رأسها الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة والأجهزة العسكرية والأمنية بالكشف عن مكان الجريمة واستعادة جثامين الشهداء لإكرامها بالدفن وبما يليق
بهؤلاء الأبرياء المغدورين اضافة تحديد الجماعة أو الجهة التي تقف خلف هذا الوجع ومحاسبتهم و استئصال عروقهم بما يضمن عدم تكرار ما حصل حسب قوله.
وشدد مراقبون على ضرورة رفض اهالي البيضاء اي جماعات متطرفة في ارضهم تحت اي صفة دينية فهدف تلك الجماعات اذلال اليمنيين وقتل كل مخالف ورافض لوجودهم .
اين دور المنضمات ووسائل الاعلام؟
بينما ادانت الاعلامية رندا محمد هذه الجريمة البشعة و تساءلت عن دور المنظمات الإنسانية وسكوتها عن ما يحدث مطالبة الناطقين الرسميين بإسم الشعب اليمني في المؤتمرات والقنوات الرسمية بالضغط الاعلامي وايصال ما يحدث للمجتمع الدولي!
اراء مختلفة في اسباب الحادثة.
فيما كان للناشط السياسي حسام الملاكي رأي أخر حيث يرى ان عملية الاعدام التي قامت بها ما تسمى داعش في البيضاء، ان الحوثيين لهم يد فيما حصل بشكل او بأخر على حسب قوله.
وقال: الشباب الصغار الذين اعدموا امس اعدموا بسبب انهم مرتدين حسب قولهم ، و اخ احد الضحايا يقول انهم كانوا يريدون الالتحاق بالجيش .
لو لاحظتم امس من قاموا بالاعدام يرتدون زي عسكر الطواغيت الكفرة الذين يتبعون للتحالف !
لماذا لم ما يلبسوا للبس الافغاني المعروف الاسود ؟
ويستطرد:
بأختصار لاجل ان يظهروا للعالم ان هذا هو الجيش الذي يؤسس في المناطق المحررة وهو ما يعتبر ورقة ضغط قوية في المفاوضات القادمة و التسوية السياسية .
ويتابع الملاكي:
هذا لا ينكر ان هناك فكر ارهابي داعشي موجود، لكن في اغلبية المرات يدار هذا الفكر على يد جهات استخباراتية لتنفيذ اجندتها .. !
وفي سياق متصل استنكر الداعية والمصلح الاجتماعي عادل الحسني ماقامت به داعش بالقتل اربعة من الشباب الابرياء بحجة انهم ينتمون للجيش الوطني في مأرب المرتد بنظرهم .
وقال : مليشيات الامارات تحتجز كل من يذهب الى مارب مع الجيش الوطني الذي تعتبره عدو “
واضاف الحسني: هل فهمتم ان المخرج والداعم واحد ولكن في الاخير سينتصر الشعب اليمني العظيم وتذهب كل هذه العصابات والمخابرات وثقتنا بالله عظيمة “
لعن الله الإرهاب ومن يدعمه.
وتابع الحسني:
كلما أنظر إلى هذه الصور والتي تمثل الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه، أتذكر كم عانينا – نحن في أبين خاصة – منه ومن طغيانه، ولا يستطيع أحد أن ينكر الدور البارز لرجال أبين في مواجهته، والتضحيات الجسيمة التي بُذِلت في الخلاص منه.
لم ولن نتراجع في مواجهة الإرهاب، ولا نحتاج شهادة أحد من الأقلام المأجورة ولا المليشيات المرتزقة؛ فالأحرار لا يحتاجون لشهادة العبيد، وسنظل في خدمة ديننا ووطننا ما حيينا.
-السبل الصحيحة لمواجهة الارهاب؟
وفي حديثه عن كيفية مواجهة الارهاب وما هي السبل الصحيحة في ذلك.. قال الحسني:
لابد من قيام مؤسسات وزارة الدفاع والداخلية من اعتبار أي مليشيات تنشأ خارج نطاق الدولة مساعدةً في انتشار الإرهاب، بل هي إرهاب بشكل آخر. وإنَّ كل من يؤيد تلك المليشيات سيعلم يوماً قريباً مدى قبح الجرم الذي ارتكبه تجاه وطنه اضافة الى ان على أجهزة الدولة تفعيل دور جهازي الأمن السياسي والأمن القومي؛ فهما الجهازان الحقيقيان في معرفة كل عناصر الإرهاب وأماكنهم.
ويتابع الحسني :يجب تفعيل دور المجتمع بكل شرائحه، وخاصة دور العلماء والدعاة في التوعية والنصح، والذي يساهم بشكل فعال جداً في تخفيف انتشار الإرهاب، وهو ما كان جلياً حين قيام الدعاة في القيام بواجبهم قبل عدة أعوام.
وكذلك فتح باب التوبة والقبول لمن أراد أن يرجع عن هذا الفكر، وتتكفل الدولة ومؤوساتها في انخراطه في المجتمع وجعل منه عنصراً صالحاً.
ويضيف الحسني:
في الأخير، ليعلم القاصي والداني أن الإرهاب صنيعة خبيثة لأجندة وأغراض استخباراتية هدفها زرع الفتنة والخلاف وإراقة الدماء ونشر الفتنة والكراهية بين أبناء المجتمع الواحد، مستقلين بذلك غياب الدولة وزرع مليشيات يكون هدفها الظاهر مكافحة الإرهاب، غير أن حقيقتها تتمثل في الدفاع عن أهدافهم ومطامعهم في السواحل والموانئ وغيرها.