أفاد تقرير لوكالة “اسوشييتدرس” الأمريكية، اليوم الاثنين بأن الألغام التي يزرعها الحوثيون في اليمن تشكل الخطر الرئيس بعد انتهاء الحرب، إذ تنتشر في معظم المناطق اليمنية، لكنها غير مكتشفة.
وينقل التقرير تأكيد خبراء متفجرات، أن “الألغام التي يزرعها الحوثيون لترهيب السكان ستظل تشكل خطرًا كبيرًا للأجيال القادمة في اليمن، رغم الجهود التي تبذل لإزالتها”.
زرع الخوف
وقال أسامة الغصيبي مدير برنامج إزالة المتفجرات في اليمن: “تنتشر الألغام التي زرعها ويزرعها الحوثيون في مكل مكان باليمن”.
وأضاف لوكالة اسوشييتدرس: “الحوثيون لا يزرعون هذه الألغام لأهداف دفاعية أو حتى هجومية، بل من أجل إرهاب وتخويف السكان في كل اليمن.”
وقال التقرير، إن الحوثيين “يزرعون ألغامًا نهبوها من الجيش اليمني في بداية الحرب، وإنها تشمل ألغامًا مضادة للدبابات والأفراد”، مضيفًا أن ألغام الجماعة “قتلت أكثر من 222 مدنيًّا، وجرحت ما يقارب من 114 حتى الآن”.
ونقلت عن تقرير للأمم المتحدة قوله: “هذه الإحصائية تعتبر أقل بكثير من الواقع، نتيجة صعوبة الحصول على تقديرات دقيقة في الحرب”.
برمجة الألغام
واتهم وزير الصحة اليمني ناصر باعوم بإعادة برمجة الألغام المضادة للدبابات، إذ إنها كانت تستدعي ضغطًا بمقدار 100 كلغم، لتنفجر لتقليل هذا الضغط إلى 10 كلغم؛ ما يعني أن اللغم يمكن أن ينفجر في حال داس عليه طفل صغير.
من جانبه زعم اللواء في ميليشيا الحوثيين يحيى السريع، أن المتمردين يستعملون الألغام فقط في ساحة المعركة وليس في المناطق المدنية، مضيفًا أن الحوثيين “حدَّدوا أماكن الألغام التي زرعوها، وبإمكانهم إزالتها في أي وقت”.
وفي تصريحه للوكالة كشف الغصيبي، أن الحوثيين “يستخدمون تكنولوجيا إيرانية مثل الأشعة تحت الحمراء في عملية زرع الألغام وتطبيق تكتيكات إيرانية أيضًا في طريقة زرعها مثل إخفائها داخل صخور وهمية”.
تهديد الملاحة
ونسبت الوكالة لتقرير الأمم المتحدة قوله، إنه “تم اكتشاف ألغام في البحر الأحمر وهي مشابهة للألغام التي تستخدمها إيران”.
وقال التقرير، إن هذه الألغام “تمثل خطرًا أكيدًا للملاحة البحرية ووسائل الاتصال البحري، وإن هذا الخطر يمكن أن يستمر لفترة ما بين 6 إلى 10 سنوات”.
ووصف الغصيبي اليمن “بأنها أصبحت الدولة الأكثر ازدحامًا بالألغام في العالم منذ الحرب العالمية الثانية”، مشيرًا إلى أن عملية إزالة الألغام “تتطلب سنوات عديدة”.
وختم:”لا يمكنك إعادة إعمار اليمن دون معالجة هذه المشكلة الخطيرة وعندما تنتهي الحرب سنكون نحن أول من يبدأ في الساحة قبل إطلاق عملية إعادة البناء”.