تعددت أوجه الحرب، وما من امل يلوح بعد على انقضائها، بعد ان قضت على أحلام أطفال اليمن واحالت حياتهم الى جحيم مطبق.
لم تترك الحرب زاوية بيضاء إلا واسدلت عليها غبار الحزن والموت والألم ولم تستثني أحد من تداعياتها بل وجهت سهامها بكل غل إلى أعناق الصغار، وصار الموت يتربص بأجسادهم الضئيلة بعد أن تداعت أسبابه للآلاف منهم.
وعلى إيقاع طبول الحرب، يضطر الآف الأطفال لدفع تكاليفها الباهظة، وتخترق رصاصات الموت ارواحهم بكل وحشيه، ومن لم تنله تلك الرصاصات ناله الموت بأشكال شتى، فهناك المرض والفاقة، يعلوهما المرض الذي يلتهم أجسادهم دون رحمة.
وتشير تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى إرقام مفزعة لضحايا الحرب وتداعياتها من الأطفال في اليمن، إذ كشفت تقديرات حديثه أن ما يقدر بنحو 85 ألف طفل دون سن الخامسة ربما ماتوا بسبب الجوع الشديد أو المرض منذ تصاعد الحرب في اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات وفقا لمنظمة انقذوا الطفولة.
وقد وثقت منظمات دوليه مقتل واصابة الالاف من الأطفال منذ بدء النزاع ووفق لأرقام نشرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) فإن حرب اليمن أدت إلى مقتل وإصابة خمسة آلاف طفل منذ مارس/آذار 2015،حيث تشير المنظمة المعنية بالطفولة الى ان حوالي 2.2 مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية الحاد، ويحتاجون إلى رعاية فورية ،و66 ألف طفل يمني دون سن الخامسة يموتون كل عام، بأمراض يمكن الوقاية منها.
ومن المتوقع أن يعاني ما يقدر بنحو 400 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الشديد في عام 2018 بزيادة قدرها 15،000 عن العام الماضي.
ولفتت المنظمة إلى وفاة طفل واحد على الأقل في اليمن كل 10 دقائق، لأسباب يمكن الوقاية منها، مثل سوء التغذية والإسهال والتهابات الجهاز التنفسي، وحاجة حوالي 11 مليون طفل يمنى إلى مساعدة للحصول على الغذاء والعلاج والتعليم والمياه والصرف الصحي.
والقى الصراع العنيف في اليمن بظلاله على العملية التعليمية وهو ما أثر بشدة على تعليم ملايين الأطفال، حيث تسببت الحرب في حرمان نصف مليون طفل من التعليم، بالإضافة إلى 3.7 ملايين آخرين معرضون لخطر فقدان هذا العام الدراسي إذا لم يحصل المعلمون على أجر وفق تقديرات منظمتي اليونسكو واليونيسيف.
أضرار نفسية
وإضافة إلى الظروف المعيشية المتردية التي يعانيها أطفال اليمن جراء الحرب، يتهدد الآلاف منهم خطر التعرض لعواقب نفسية نتيجة الصراع.
وتعالت التحذيرات التي اطلقت من قبل منظمة انقذوا الطفولة من الضرر النفسي الذي قدد يتعرض له الأطفال في اليمن جراء الحرب والذين باتوا يعانون من صدمات نفسية وعقلية.
وفي تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني قالت المنظمة إن هناك احتمالات من حدوث ضرر نفسي طويل الأمد لجيل من الأطفال اليمنيين نتيجة للصراع المستمر في البلاد ما لم يتم توفير المزيد من الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي.
وتطرقت المنظمة لدراسة استقصائية نشرت هذا العام عن قرابة ألف طفل في صنعاء، وأظهرت أن 79 في المائة منهم أظهروا علامات تدل على عواقب نفسية خطيرة نتيجة للصراع.
وتواصل مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران حربها الشعواء على اليمنيين، منذ انقلابها على الحكومة الشرعية في سبتمبر 2014، تكبدت خلالها البلاد خسائر بشرية كبيرة، علاوة على التدمير الكبير الي لحق بالاقتصاد الوطني.