أبرزت الصحف الخليجية، اليوم السبت، العديد من القضايا في الشأن اليمني، على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والإنسانية وغيرها.
وتحت عنوان “فرصة للسلام في اليمن” قالت صحيفة البيان أن دولة الإمارات العربية المتحدة رحبت بالانعقاد المبكر للمباحثات حول اليمن في السويد، والتي سترعاها الأمم المتحدة، كما رحبت بها باقي دول التحالف العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، حيث أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود دعم المملكة للوصول إلى حل سياسي، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل. مشيرا جلالته إلى أن وقوف المملكة إلى جانب اليمن لم يكن خياراً، بل واجب اقتضته نصرة الشعب اليمني بالتصدي لعدوان ميليشيا انقلابية مدعومة من إيران.
وأوضحت انه في مقابل دعوة التحالف العربي في اليمن للاستفادة من هذه الفرصة لإعادة إطلاق المسار السياسي، كانت ميليشيات الحوثي الإيرانية تراوغ كعادتها للبحث عن مخرج من هذه المحادثات، مثلما سبق أن فعلت في جنيف سبتمبر الماضي، ولم يحضر وفدها بينما كان الجميع في انتظاره هناك مع وفد الحكومة الشرعية.
وأكدت أن الأمل في نجاح المباحثات المقبلة في السويد قائم، لكن مشكوك في تحققه، خاصة مع تصريحات قيادة ميليشيات الحوثي الإيرانية، وخرقها المتكرر للهدنة، وكذلك دعوة قائدها عبد الملك الحوثي أنصاره مجدداً إلى الاستعداد للقتال في جميع الجبهات القتالية، والتي تأتي مناقضة لإعلانه قبل يوم واحد العزم على إيقاف إطلاق الصواريخ، وتجميد العمليات العسكرية في الجبهات كافة.
وقالت في الختام ..اليمن يستعد لخوض تجربة مباحثات جديدة برعاية أممية، وعد الحوثي بحضورها.. هي فرصة للسلام، فهل يصدق ويكف عن المراوغة العبثية؟!.
من جانبها اهتمت صحيفة “الشرق” القطرية بالحديث عن مجلة نيوزويك الأميركية والتي أفادت أن متاعب الصحفي جمال خاشقجي الكاتب في صحيفة واشنطن بوست، بدأت فعليا أواخر عام 2016 عندما انتقد الرئيس الامريكي المنتخب حديثا دونالد ترامب، على الرغم من كونه انتقد قبل ذلك الحرب التي تخوضها السعودية في اليمن كما انتقد حملة ولي العهد محمد بن سلمان على المعارضين والناشطين.
وقالت المجلة، إن معاناة الكاتب مع بلاده بدأت في نهاية عام 2016، إذ تم منعه من الكتابة والظهور على شاشة التلفزيون وحضور المؤتمرات، وذلك نتيجة لملاحظات انتقد بها رئيس الولايات المتحدة الجديد. كما ألغي عموده الصحفي في صحيفة الحياة السعودية بسبب الضغوط السياسية، وغادر بلاده إلى الولايات المتحدة خوفا من الاعتقال. وكتب خاشقجي في أحد مقالاته “إن توقع أن يكون ترامب الرئيس مختلفا تماما عن ترامب المرشح إنما هو أمل زائف”، كما وصف مواقف ترامب في السياسة الخارجية بأنها “متناقضة”.
وتساءل “هل يعي ترامب عندما يعرض عليه مستشاروه خططهم وخرائطهم أن دعمه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنما هو دعم لإيران؟”. وأثارت هذه التصريحات المخاوف السعودية التي تنظر إلى إيران على أنها منافس إقليمي، وعلى إثر ذلك تم منع الصحفي من الكتابة والتحدث للإعلام، خصوصا أنه أشار في الوقت ذاته إلى عدم تماسك مواقف ترامب.
وأشارت المجلة إلى أنه بعد أسابيع من مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية وتقطيع أوصاله وإخفائها، أصدر ترامب بيانا أكد فيه دعمه للنظام في السعودية، مشيرا إلى العلاقات الاقتصادية التي تربط واشنطن بالرياض، ووصف السعودية بأنها “حليف عظيم”. وانتقد مشرعون جمهوريون بارزون بيان الرئيس، واعتبروه مناقضا لشعار “أمريكا أولا”، وقال السيناتور راند بول من ولاية كنتاكي “أنا متأكد جدا من أن بيان ترامب يعني السعودية أولا”.
وأضاف السيناتور ماركو روبيو من فلوريدا “إن من مصلحتنا الوطنية الدفاع عن حقوق الإنسان”، بينما أكد السيناتور جيف فليك من ولاية أريزونا أن “الحلفاء الكبار لا يؤمّنون قتل الصحفيين”.
وسلطت صحيفة “الشرق الأوسط” الضوء تجدّيد رئيس مجلس الوزراء اليمني، الدكتور معين عبد الملك، ترحيب الحكومة اليمنية بجهود المبعوث الأممي إلى اليمن، بما في ذلك جولة المشاورات القادمة في السويد، لكنه أكد في الوقت ذاته، «عدم وجود أي بوادر حقيقية من الحوثيين على الأرض للسلام فيما يتعلق بإدخال وتلغيم كل مدينة الحديدة».
وقال: «يبدو أنه غير واضح بالنسبة للمبعوث الدولي حجم التدمير الذي يطال هذه القرى والمدن في كل مرحلة أو هدنة تتخذ، تفجير المدارس، تلغيم، إحراق مخزن لمواد كهربائية تحمل النور لكل اليمنيين، لا يهمهم أن تصل الكهرباء إلى كل قرية، لا يهمهم أن يتعلم أبناء اليمن، كل ما يهمهم أن تبقى اليمن غارقة في عصور الظلام مجدداً، مع ذلك – كما ذكرت – نحن مع اتفاق سلام وفقاً للمرجعيات مع أطر لا تخرج أو تحيد عن ذلك».
جاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية أجراها رئيس الوزراء اليمني في قناة «أبوظبي» الفضائية أمس، أكد خلالها أن تركيز حكومته في المرحلة الحالية ينصب على الجانب الاقتصادي والخدمي، وقال: إن «المواطن لا يريد الاستماع للسياسة ووضعه مضطرب، ولا يستطيع أن يجد قوت يومه»، لافتاً إلى أن المواطن إذا لم يجد فارقاً في وضعه لن يستمع إلى خطاب من السياسة الداخلية.
ووفقا للصحيفة تطرق رئيس الوزراء الذي جرى تعيينه الشهر الماضي خلفاً للدكتور أحمد عبيد بن دغر، إلى موضوع التحسن الملموس في الخدمات، وبخاصة في عدن، واستقرار أسعار الصرف، وقال: «موضوع السياسة الاقتصادية والنقدية أعاد الثقة نوعاً ما، النظام البنكي كان على وشك الانهيار وأتكلم عن قطاع البنوك التجارية، الآن دور البنك المركزي وأدواتنا تحسنت، هذا يعكس بصورة سريعة أثراً سريعاً على المواطن».