اعلن المستشار بالديوان الملكي و المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة ان إجمالي المساعدات السعودية المقدمة لليمن بلغت 11 مليار دولار أمريكي منها مليار و659 مليونًا و271 ألف دولار أمريكي قدمت عبر مركز الملك سلمان للإغاثة ، فيما بلغ إجمالي المساعدات المقدمة إلى الزائرين اليمنيين ( اللاجئون ) داخل المملكة مليار و130 مليونًا و186 ألف دولار، وإجمالي المساعدات الإنمائية المقدمة لليمن مليارين و950 مليون دولار أمريكي، وإجمالي المساعدات الحكومية الثنائية مليارين و275 مليونًا و718 ألف دولار أمريكي، فيما بلغ إجمالي المبلغ المقدم إلى البنك المركزي اليمني 3 مليارات دولار أمريكي.
وأوضح أن المملكة استجابة لنداء منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف بمبلغ 66.7 مليون دولار لمكافحة وباء تفشي الكوليرا في اليمن، فيما بلغ المشاريع المخصصة للمرأة في اليمن منذ عام 2015 م وحتى الآن 132 مشروعًا بقيمة 281 مليونًا و457 ألف دولار أمريكي، وبلغ عدد المشاريع المخصصة للطفل في اليمن 136 مشروعًا بقيمة 469 مليونًا و867 ألف دولار.
واشار الي الدور الريادي الذي وصلت له المملكة بمجال العمل الإغاثي والإنساني في العالم, حيث دأبت عبر تاريخها العريق على الوقوف مع الدول الشقيقة والصديقة ودعمها، إيمانًا منها بأهمية العمل الإنساني، وتأكيدًا لواجباتها إزاء المجتمعات والدول على اختلاف عقائدها وألسنتها وألوانها، وحرصًا من قيادة المملكة على توحيد وتطوير العمل الإنساني، وتوسيع قاعدته, فقد بادرت بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ليكون الذراع الإغاثية للمملكة ولنقل الصورة المشرقة عن المملكة حكومة وشعبًا.
جاء ذلك في أعمال ندوة (العمل الإنساني السعودي أرقام تتحدث “اليمن نموذجًا) التي نظمها , المركز اليوم بالتعاون مع سفارة المملكة لدى جيبوتي، بحضور معالي رئيس مجلس الوزراء بالإنابة في جمهورية جيبوتي السيد مؤمن أحمد شيخ، ومعالي وزير الداخلية حسن عمر محمد برهان, ومدير العمليات والاستجابة العاجلة في المنظمة الدولية للهجرة محمد عبدي خير، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جيبوتي عبدالعزيز بن عبدالله الداود، وأصحاب المعالي والسعادة، و عدد من سفراء دول التحالف و ممثلون عن المنظمات الأممية والإنسانية العاملة في جيبوتي، و الملحقون العسكريون لدول التحالف الإسلامي.
وأضاف أن مركز الملك سلمان للإغاثة استطاع منذ إنشائه في 13 مايو 2015م تنفيذ 482 مشروعًا بتكلفة تبلغ نحو ملياري دولار في 42 دولة، وشملت هذه المشاريع نطاق الاحتياج الإنساني بناءً على الأولويات المدروسة والمبنية على معايير دولية.
وعرج الربيعة على المساعدات المقدمة لليمن, حيث بين أنه نظرًا لما تمثله الجمهورية اليمنية الشقيقة من أهمية كبيرة للمملكة وشعبها, فقد كان لها النصيب الأكبر من مشاريع المركز ودعمه في مجالات الأمن الغذائي، والصحي، والإيوائي، والدعم المجتمعي، والحماية التي بلغت في مجملها 294 مشروعًا بتكلفة إجمالية بلغت 1.66 مليار دولار، شملت عددًا من البرامج النوعية مثل مشروع تأهيل ودمج الأطفال المجندين، والمشروع السعودي لنزع الألغام “مسام”، ومشروع توفير الأطراف الصناعية للمصابين.
وأوضح أن من المركز يولي اهتماماً كبيراً باللاجئين اليمنيين, خصوصًا في جمهورية جيبوتي، بإضافة إلى الجهود الكبيرة التي تقدمها حكومة جيبوتي لاحتواء هؤلاء اللاجئين قام المركز بتنفيذ برامج متعددة لدعمهم منذ بداية وصولهم إلى منطقة تواجدهم في محافظة أبخ، كما بادر بإنشاء القرية السعودية في أبخ التي حوت 300 وحدة سكنية وعيادتين طبيتين ومدرسة ومسجدًا تم تزويدها جميعًا بكل المتطلبات والاحتياجات اللازمة، وسيتم اليوم توقيع عقود تشغيل هذه المشاريع، وتدشينها غدًا إن شاء الله.
وأكد الدكتور الربيعة حرص المملكة على دعم جمهورية جيبوتي بالعديد من البرامج والمشروعات التنموية والإنسانية خلال السنوات العشر الماضية والتي بلغ عددها 18 مشروعًا وبرنامجًا بمبالغ تجاوزت 166.3 مليون دولار، كما واصلت تقديم دعمها السخي إلى جميع الدول ذات الاحتياج الإنساني سواءً بسبب النزاعات أو الحروب أو الكوارث الطبيعية، إيمانًا منها برسالتها النبيلة في مجال العمل الإنساني، وتأكيدًا لدورها في إثراء الجهود والمبادرات الدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار والسلام العالمي.
وبين أن المركز يراعي في برامجه تطبيق مبدأ المعايير والقوانين الدولية الإنسانية وتقديم المساعدة دون تمييز، مشيرًا إلى تنفيذ المركز لبرنامج نوعي لإعادة وتأهيل الأطفال اليمنيين الذين جندتهم ميليشيات الحوثي وجعلتهم دروعًا بشرية، حيث أن المركز ينفذ حاليًا برنامجًا لتأهيل 2000 طفل وقدم لهم الرعاية ودمجهم في المجتمع من خلال تقديم دورات وبرامج اجتماعية ونفسية وثقافية ورياضية، إضافة إلى تقديم برامج توعوية لأسر الأطفال عن المخاطر النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها الأطفال المجندون.
وتناول في هذا الخصوص إنشاء مراكز للأطراف الصناعية في مأرب وعدن ومستشفيات المملكة بالحد الجنوبي لتركيب أطراف جديدة للذين فقدوا أطرافهم إثر تعرضهم لانفجارات الألغام العشوائية التي زرعها الحوثيون في المناطق الآهلة بالسكان.
وأبرز المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن “مسام” الذي يتولاه أكثر من 400 متخصص لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام عبر 32 فريقًا للعمل داخل الأراضي اليمنية خلال مرحلة الإعداد، و5 فرق متخصصة للتدخل السريع وتفكيك العبوات الناسفة، يستفيد منه 9 ملايين مستفيد بقيمة 40 مليون دولار أمريكي في محافظات مأرب وعدن وتعز وصنعاء.
وأشار إلى أن المركز أوصل المواد الغذائية والإيوائية والطبية عبر 50 طائرة تحمل على متنها أكثر من 1.049 طن في مطار الغيظة لعدن ومأرب والمهرة ، فيما حملت سفينة درب الخير 3.540 طن تشمل التمور والمواد الطبية والسلال الغذائية وتحمل سفينة النوى اكسبريس 4.500 طن تشمل المواد الطبية والغذائية، فيما حملت 2.612 شاحنة أكثر من 50.660 طن من المواد الغذائية والإيوائية والطبية، فيما جرى إسقاط 85 طنًا من المواد الغذائية والطبية عبر الجو لتعز.
وعدد الانتهاكات التي تعرض العمل الإنساني في اليمن حيث صادرت المليشيا الحوثية ونهبت 65 سفينة مساعدات و124 قافلة إغاثية و628 شاحنة مساعدات ، واستخدمت أسلحة مضادة للطائرات في المواقع المدنية وجندت الأطفال، فيما هاجمت أراضي المملكة ب 205 من الصواريخ الباليستية وقذائف الهاون والمدفعية والكاتيوشا مما أوقع 122 شهيدًا مدنيًا و946 جريحًا وإلحاق أضرار ب 41 مدرسة و6 مستشفيات و20 مسجدًا ، مع نزوح أكثر من 20 ألف مواطن سعودي.
وأفاد المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أنه بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – استطاع المركز أن ينشئ أول منصة شفافة في المنطقة؛ وهي “منصة المساعدات السعودية” لتكون مرجعا دقيقًا وموثوقًا يقدم المعلومات ويرشد الباحثين ورجال الإعلام والصحافة عن مساهمات المملكة الخارجية التي يجري بناؤها على ثلاث مراحل؛ الأولى توثيق المساعدات من عام 2007 م وحتى الآن، الثانية توثيق المساعدات من عام 1996 م وحتى الآن، والثالثة من عام 1975 م وحتى الآن.
وأضاف : مرت المنصة بثلاث خطوات؛ الأولى إدخال البيانات؛ والثانية عمليات التحقق من هذه المعلومات؛ والثالثة توثيقها دولياً باسم المملكة، والجهات الداعمة هي 14 جهة؛ فيما الدول المستفيدة 78 دولة؛ وهناك منصة التطوع الإلكترونية وهي من المنصات المهمة، وجاءت توجيهات الملكية الكريمة للمركز بأن يكون حاضناً لهذه المنصة واستقطاب الكوادر السعودية في كل المجالات.
وشاهد الحضور عرضَا مرئيًا عن القرية السعودية للاجئين اليمنيين التي سيتم تدشينها في محافظة أبخ يوم غد بإذن الله.
بعد ذلك, ألقى معالي وزير الداخلية الجيبوتي حسن عمر محمد برهان كلمة تحدث فيها عن استقبال بلاده النازحين اليمنيين منذ بدء الأزمة الإنسانية في اليمن وتقديمها لهم الدعم اللازم بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة، متناولاً المشاريع التي نفذها المركز لخدمة اللاجئين اليمنيين لتحسين ظروف معيشتهم.
وأشاد الوزير الجيبوتي بالدعم السعودي الكبير المقدم للاجئين اليمنيين في جيبوتي، منوهًا بالروابط الوثيقة التي تجمع جيبوتي والمملكة العربية السعودية في مختلف المجالات.
عقب ذلك, ألقى معالي رئيس مجلس الوزراء بالإنابة مؤمن أحمد شيخ كلمة نقل فيها تحيات فخامة رئيس جمهورية جيبوتي إسماعيل عمر جيلة، مشيدًا بدعم المملكة العربية السعودية لبلاده منذ استقلالها ، مشيرًا إلى أن المملكة تعد مثالاً يحتذى به في العمل الإنساني والأخوّة والتعاون وهي مهد الإسلام، مشيرًا إلى الدور المهم الذي تؤديه المملكة ممثلة بالمركز في التعاون مع حكومة جيبوتي في استقبال النازحين من اليمن، مبينًا أن المملكة دعمتنا بسخاء في تغطية فجوات لم نقدر عليها في استقبال النازحين اليمنيين وتقديم المساعدات الأولية لهم.
وقدم شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين, ولسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – لما يبذلانه من جهود إنسانية وإغاثية كبرى لبلاده، مبينًا أن ذلك يعكس عمق العلاقات الطيبة التي تجمع ما بين البلدين الشقيقين, ثم قام الدكتور عبدالله الربيعة بتسليم درع تذكاري لمعالي رئيس مجلس الوزراء بالإنابة السيد مؤمن أحمد شيخ، ودرعًا آخر لمعالي وزير الداخلية حسن عمر محمد برهان.
بعد ذلك, شاهد الحضور فيلمًا وثائقيًا عن المكتب الوطني لإغاثة اللاجئين والمتضررين في جمهورية جيبوتي “الأونارس”.
وفي الختام, أجاب الدكتور عبدالله الربيعة على أسئلة ممثلي وسائل الإعلام المختلفة التي تمحورت حول دور المملكة في دعم اللاجئين اليمنيين في جيبوتي.