* جمال شنيتر :
عزز تأخر صرف رواتب اعضاء الهيئة التعليمية بجامعة صنعاء اليمنية، حركة الاحتجاجات التي تشهدها الجامعة منذ عدة اشهر، بسبب ما يقول اساتذة وطلاب الجامعة إنها تدخلات من جماعة الحوثي في شؤون اكبر جامعات اليمن.
احتجاجات
تشهد جامعة صنعاء اكبر جامعات الجمهورية اليمنية، حركة احتجاجات واسعة بين اوساط الهيئة التدريسية للجامعة وطلابها، احتجاجًا على ممارسات سلطة الامر الواقع في صنعاء المتمثلة بتحالف الحوثي وأتباع الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
يشكل تأخر رواتب الهيئة التدريسية في الجامعة أحد اسباب احتجاج الهيئة التعليمية للجامعة، بعد أن اقرت نقابة مدرسي الجامعة عددًا من الخطوات التصعيدية للضغط على حكومة صنعاء لدفع رواتب اعضاء النقابة المتراكمة منذ عدة اشهر.
وشهدت الجامعة استجابة واسعة للتصعيد الذي اقرته نقابة هيئة التدريس برفع الشارات الحمراء في وقت سابق من هذا الشهر.
منذ اندلاع الحرب اليمنية في شهر مارس من العام الماضي، عيّنت جماعة الحوثي موالين لها في ادارة الجامعة وسط احتجاجات من الهيئة التعليمية وطلاب الجامعة.
ذر للرماد في العيون
يقول عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة محمد يحيى ، إن “الهيئة التعليمية في الجامعة تحملت بما فيه الكفاية حرصًا منها من اجل استمرار العملية التعليمية”، مشيرًا الى ان اعضاء الهيئة “باتوا اليوم يعانون من اوضاع معيشية واقتصادية ونفسية كبيرة، تجبرهم على رفع صوتهم بقوة للمطالبة بحقوقهم المادية التي تماطل ادارة الجامعة المعينة من قبل جماعة الحوثي في صرفها”.
يضيف: “تتعذر ادارة الجامعة بالأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وأزمة السيولة النقدية، ونقل البنك المركزي الى عدن، لكن في اعتقادي ان ذلك مجرد تبريرات واهية من باب ذر الرماد على العيون، فالجامعة لديها موارد مالية خاصة بها وتستطيع بها حل مشكلة الرواتب، لكن للأسف هناك تبذير للأموال من قبل ادارة الجامعة وسوء إدارة”.
تصحيح الاوضاع
يقول علي الابي، عضو هيئة التدريس بجامعة صنعاء، إن اعضاء هيئة التدريس “مستمرون في مطالبهم الاحتجاجية لتصحيح الاوضاع الادارية والمالية والحقوقية ومن ضمنها صرف رواتبهم المتأخرة منذ عدة اشهر”.
يضيف : “بدأنا بتعليق الشارات الحمراء استجابة لدعوة النقابة كمرحلة اولى من حركتنا الاحتجاجية، ولقيت هذه الخطوة استجابة واسعة من اعضاء هيئة التدريس، وحتى لا يقال ان مطالبنا مجرد الحصول على الرواتب فقط، فإن الكثير من اعضاء النقابة يسعون للاحتجاج على تدخلات الحوثيين في شؤون الجامعة، خاصة قيامهم بتعيين رئيس للجامعة موالٍ لهم دون الاستناد إلى قوانين الجامعة”.
سجن جماعي
الى ذلك، شن عضو آخر في الهيئة التدريسية للجامعة هجوماً لاذعاً على ادارة الجامعة الموالية للحوثي متهمًا اياها بأنها تنشر الرعب بين منتسبي الجامعة، استاذة وطلابًا.
ويقول الاستاذ (م . ش) والذي طلب عدم نشر اسمه كاملاً خوفاً من اعتقال سلطات صنعاء له: “جامعة صنعاء تحولت الى سجن جماعي بفعل الحوثيين الذين فرضوا ادارة تابعة لهم، قيادة جديدة للجامعة لا تمتلك الصفات الاكاديمية المطلوبة لتحمل مسؤولية الجامعة، وكل ما تملكه هو الولاء المطلق لفكر الحوثي متجاوزين اللوائح والأنظمة الجامعية الاكاديمية، وللأسف هذه الادارة الموالية لهم تركت لهم حرية التصرف والتعسف بحق اساتذة وطلاب الجامعة، وخاصة اولئك الذين يعارضونهم، وهو الامر الذي اثار استياء اساتذة الجامعة الذين يرفضون سيطرة الجماعة على اهم صرح اكاديمي في البلاد”.
حزمة انتهاكات
واستعرض نفس الاستاذ في حديثه عدّة انتهاكات ترتكبها جماعة الحوثي بحق جامعة صنعاء.
يقول: “ليست الرواتب والمستحقات التي نعاني منها فقط، فهذه مجرد تفصيل يسير من انتهاكات بحق الحرم الجامعي، فهذه العصابات لم تحترم الجامعة، فقد نشرت عسكرها ومخبريها بين اوساط الاساتذة والطلاب، وهي تنشر الفوضى والرعب، وعملت للسيطرة على جميع كليات الجامعة من خلال تعيين اشخاص موالين لها في قيادة الجامعة، وهناك عدد من الانتهاكات قامت بها الجماعات داخل الحرم الجامعي، من اعتقال للأساتذة بسبب مواقفهم السياسية المناهضة للحوثي، او بسبب اعتراضهم على تدخلهم في السياسية التعليمية في الجامعة”.
يتابع: “تعرّض عدد من أساتذة الجامعة للاختطاف في فترات سابقة من هذا العام، منهم البروفسور عبد الله السماوي ورئيس نقابة التدريب الدكتور محمد الظاهري، فيما تعرض آخرون للاعتداء بالضرب المبرح، كما قام عناصر الحوثي باقتحام عدد من الكليات الجامعية في الاشهر القليلة الماضية”.
الاولى يمنيًا
جامعة صنعاء هي أول جامعة افتتحت في اليمن الشمالي قبل وحدة شطري اليمن عام 1990م، تضم حالياً 124 تخصصاً وشعبة علمية يدرس فيها ما لا يقل عن ثمانين ألف طالب وطالبة.
وأنيط بالجامعة مهمة إعداد الكوادر المؤهلة والمدربة التي تسهم في عملية التنمية بمختلف المجالات، ولأهمية دور الجامعة فقد تم إنشاء العديد من الكليات الفرعية في عدة محافظات منها (تعز، اب ، ذمار، عمران، مأرب، الحديدة)، حيث أصبح البعض منها جامعات مستقلة.
وجامعة صنعاء تتكون حاليًا من اثنتين وعشرين كلية، إثنتا عشرة منها في المركز الرئيسي بصنعاء، وعشر كليات فرعية.
* إيلاف.
.