لليوم الرابع علي التوالي تدور مواجهات عنيفة في محافظة صعدة، بين ميليشيا الحوثي الانقلابية التابعة لعبد الملك الحوثي، وأتباع رجل الدين الزيدي محمد عبدالعظيم الحوثي، بعد فشل الوساطة القبلية مساء السبت الماضي، والتي تدخلت للتهدئة وإيقاف الاقتتال بين الطرفين.
وإثر ذلك، تصاعد التوتر المسلح في مختلف مديريات محافظتي صعدة وعمران، وارتفعت حصيلة المواجهات خلال الأيام الماضية، إلى أكثر من 40 قتيلاً من الجانبين، فيما شنت ميليشيات الحوثي الانقلابية قصفاً عشوائياً بالمدفعية، على قرى آل حميدان في صعدة، بعد محاصرتها، وفجرت بيوتاً على رؤوس ساكنيها.
ومن جهتهم، طالب أنصار محمد عبد العظيم، في محافظة حجة، ميليشيا الحوثي بفك الحصار عن آل حميدان فوراً، ومغادرة المنطقة، مهددين بأنهم “لن يقفوا مكتوفي الأيدي”.
محمد عبد العظيم
وفي تقرير لموقع 24 الاماراتي اشار الي ان محمد عبدالعظيم الحوثي اشتهر بمعارضته لجماعة الحوثيين المتمردة منذ 2004، بعد طرده من ضحيان شمال صعدة، وهدم منزله، بسبب خلافه معهم ورفضه التلاعب بالطائفة الزيدية لخدمة مصالح إيران.
ويُعد محمد عبدالعظيم، من أبرز علماء المذهب الزيدي في اليمن، ويتبع المرجعية الزيدية التاريخية في صعدة، مجد الدين المؤيدي، الذي كان على خلاف كبير مع بدر الدين الحوثي، والد زعماء المتمردين والانقلابيين في اليمن، والذين يقودهم حالياً نجله عبد الملك الحوثي.
وتربطه صلة قرابة بابن عمه اللدود عبد الملك الحوثي، إذ يلتقي نسب الاثنين عند جدهم الحسين، وهو الجد الثاني لمحمد بن عبد العظيم بن الحسن بن الحسين الحوثي.
خلافه مع الحوثيين
كان محمد عبدالعظيم الحوثي، أوضح في حوار صحافي سابق، أن حقيقة خلافه مع ميليشيا الحوثي، هي “أنهم يحاولون الهيمنة على الحكم مستغلين المذهب الزيدي وهم غير مأمونين عليه”، واصفاً إياهم بـ”الفسّاق والطغاة والمجرمين”.
وأضاف “نرى أنهم فساق وبغاة ومجرمون، ويعتدون على دين الإسلام، تجنوا على الزيدية عموماً وعلى أهل البيت خصوصاً، لعدوانهم الدموي”.
وإثر المواجهات الأخيرة، استنفر محمد عبد العظيم الحوثي في بيان، أتباعه في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، للتدخل العاجل لإنقاذ أهالي آل حميدان من “العدوان الغادر والغاشم الجبان من قبل من يسمون أنفسهم أنصار الله الحوثيين”، واصفاً إياهم بـ”المجرمين اللصوص السلاليين”.
عداء إيران
وسبق لمحمد عبد العظيم الحوثي أن أفتى في بداية خلافه مع أنصار حسين الحوثي، بكفرهم، داعياً إلى “قتالهم حتى قبل اليهود والنصاری” مضيفاً أن “جهاد الحوثيين الكفرة خير من الجهاد ضد اليهود، لأن هؤلاء الحوثيين أعداء لله ورسوله وللمؤمنين”.
وأكد مراراً رفضه التدخل الإيراني في شؤون اليمن وتسخير الدين والطائفة الزيدية لخدمة إيران، مشدداً على رفضه تبعية عبدالملك الحوثي لطهران وفرض ميليشياته ما تمليه إيران، بالقوة، على أبناء محافظة صعدة.
ومن جانبهم، يرفض أتباع المذهب الزيدي الأمور الغريبة، التي أدخلتها ميليشيات الانقلابيين على المجتمع اليمني، بعد أن تحولت المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي إلى ساحة لتطبيق الأفكار الخمينية المتطرفة في عملية نسخ للمظاهر الإيرانية الدينية والسياسية، تهدف إلى إدخال اليمن تحت ولاية طهران.
نفوذه
ويتركز أتباع وأنصار تيار محمد عبدالعظيم الحوثي في مختلف مناطق محافظات صعدة وصنعاء وعمران وحجة وذمار، فيما تعتبر منطقة آل مسعود الواقعة في مديرية سحار، المعقل الرئيس لمحمد عبدالعظيم الحوثي.
وكان سبق لعبد العظيم أن خاض وأنصاره عدة مواجهات مسلحة ضد ميليشيات عبد الملك الحوثي الانقلابية، في مناطق مران وسحار في صعدة، ومناطق أخرى في صنعاء.
وقامت ميليشيات الحوثيين من جهتهم، سابقاً، بالاعتداء عدة مرات على أنصاره، بتفجير مسجد ومدرسة وعدد من المنازل في منطقة كدم وقلقة بمديرية حيدان في صعدة، بزعم موالاتهم لمحمد عبدالعظيم.
وأرجعت مصادر ميدانية، سبب الاشتباكات الأخيرة، إلى قيام ميليشيات عبد الملك الحوثي بحملة مداهمات واعتقالات استهدفت أنصار وأتباع محمد عبد العظيم، لمعارضتهم للانقلابيين وممارساتهم.
ويرى مراقبون، بحسب صحيفة “المستقبل” اليمنية، أن هذا الصراع الحوثي الحوثي، المتجدد، “يوحي بهشاشة الفكر الحوثي” وأنه سيمهد إلى تآكل الميليشيات الحوثية وإضعافها مادياً ومعنوياً، وأنه سيثبت لجميع المغرر بهم أن الحركة الحوثية مجرد ميليشيات انقلابية ومتمردة، تستغل الدين لصالح أطماعها وأهدافها السياسية والطائفية والسلالية، وأنها “تسعى دائماً للإمامة والحكم بدعوى الحق الإلهي حسب فكرها”.