كتبت صحف ومواقع عربية، اليوم الأربعاء،عن سيطرة الجيش اليمني المدعوم من قوات التحالف بقيادة السعودية، على مطار الحديدة ستقلب الموازين وتعيد حسابات طهران من جديد في اليمن، فيما يؤكد الجيش اليمني أنه فرض معادلة جديدة في معركة الساحل الغربي، وتحوّل إلى العمليات الهجومية.
و وفق الصحف وفي الوقت الذي تسير فيه معارك الحديدة إلى نهايتها المحتومة، والأوضاع في اليمن إلى الاستقرار بعودة الشرعية إليها بالتدريج، فاجأ الحوثيون والإعلام الموالي والمؤيد له يمنياً وإيرانياً وقطرياً أيضاً، بعودة “صحاف العراق” وخطاب الانتصار الباهر والكبير في الحديدة كما في سائر المحافظات اليمنية الأخرى، ما يُذكر بالمسؤول العراقي السابق، من جهة، وبما تورطت فيه قناة الجزيرة القطرية، منذ انطلاق معركة الحديدة.
طهران وحساباتها
نقلت صحيفة الرأي الكويتية، عن الكاتب وليد إبراهيم الأحمد، في مقال بعنوان “إيران وأمريكا وأشياء أخرى”، أن “سيطرة الجيش اليمني بمساعدة دول التحالف على مطار الحديدة اليمني ودحر الميليشيات الحوثية في رابع أيام العمليات العسكرية على المطار، ستقلب الموازين وتعيد حسابات طهران من جديد في اليمن”.
وأضاف الأحمد أن “الضغط على الحوثيين يجب أن يستمر، والدعوة للتهدئة لا تنفع مع هؤلاء الانقلابيين الذين بغفلة من الزمن السياسي، سيطروا على زمام الأمور واحكموا قبضتهم على الشعب بالآلة العسكرية التي هدفت إلى رسم خريطة جديدة بأجندات طائفية نتنة أساسها تنفيذ قاعدة تصدير الثورة الخمينية للخارج والاستحواذ على خارطة طريق الشرق الأوسط!”.
وأكد أن “استقرار المنطقة لن يتحقق ما دامت الاجندات الطائفية تطفو على السطح، وقد عانينا كثيراً من تلك الأجندات التي تظهر معالمها اليوم في سوريا واليمن على حد سواء، وكادت أن تظهر معالمها في البحرين لولا صحوة دولنا في الوقت المناسب وإيقاف الزحف الطائفي وإغلاق باب التمرد!”.
المشروع الحوثي إلى مثواه الأخير
من جهته نقل موقع نيوزيمن عن الكاتب جلال الشرعبي، في مقال بعنوان “هل يدفن المشروع الحوثي في الحديدة”، أن “معركة الساحل الغربي أصبحت أم المعارك بامتياز، وهناك يدفن الأبطال المشروع السلالي الطائفي العنصري”.
ويضيف: “باعتقادي أن معركة الساحل تضع الحوثيين بين سيناريوهين الأول: أن يعودوا إلى النشأة الأولى، مليشيات تتمركز في أعالي الجبال، تحفر الكهوف وتقوم بعمليات بين الحين والآخر، وقد بشر بهذا زعيمهم في خطابه الذي أقر فيه بالهزيمة بالحديدة. والثاني: أن تحدث عمليات انشقاق داخل الحركة الحوثية، شق يدعو للسلام والحوار والمشاركة السياسية، وشق ينحصر في الحوثية كأسرة ومنهج مسلح ومتطرف، على شاكلة داعش والقاعدة وبوكوا حرام وطالبان، لتكون في مواجهة مع الدولة اليمنية والإقليم والعالم”.
ويؤكد الشرعبي أنه “في كل الحالات فإن ما يظهر على السطح هو أن اليمنيين، ومن الحديدة تحديداً، يشيعون المشروع الحوثي إلى مثواه الأخير”.
غابة القتلة الحوثية
أما الكاتب محمد عايش، فتوجه إلى جماعة الحوثي، في مقال بعنوان” لا قيمة لكل ادعاءاتكم الوطنية والدينية”، على موقع نيوزيمن، قائلاً: “نسخة بدون تحية إلى كل قيادات وناشطي الحوثيين المدافعين عن القتلة في صفوفهم.. قلنا لكم لقد صرتم غابة يسرح القتلة بداخلها ويمرحون كما يحلو لهم.. ولأنهم واثقون في حمايتكم لهم كما حميتم قتلة محمد عاطف ومفضل البنوري وغيرهما؛ فإن جرائمهم وجرائمكم ستزدهر أكثر”.
وأضاف: “لا قيمة لكل ادعاءاتكم الدينية والوطنية والأخلاقية الزائفة طالما الدماء صارت لديكم أرخص من الماء”.
من عدن إلى المكلا والمخا إلى الحديدة
وفي المستقبل اللبنانية قال الصحافي خير الله خير الله، في مقال بعنوان “التريّث في الحديدة ليس ضعفاً”
إن المقاومة اليمنية والتحالف العربي، والقوى المناهضة للحوثيين تمضي في تحرير الحديدة غير مكترثة بالحرب النفسية التي أطلقها الإعلام الموالي والمؤيد لحكام صنعاء الحوثيين، عن تأخر حسم المعركة، وعن نجاح الحوثيين في وقف الهجوم العسكري على مواقعهم.
وأوضح خير الله: ” ليس هناك، في الوقت الراهن، من هو في عجلة من أمره في دخول مدينة الحديدة والميناء ما دام كلّ شيء يسير حسب الخطة المرسومة، تقضي الخطة المرسومة بتوجيه ضربات متتالية إلى المشروع الإيراني في اليمن، وصولاً إلى محاصرته كلياً تمهيداً لتوجيه الضربة القاضية في صنعاء” ، قبل أن يضيف “من يعتقد أن الحديدة لن يُستعاد، عليه أن يتذكر أن ميناء عدن كان في يد الحوثيين أيضاً، كذلك ميناء المخا الذي يتحكم بمضيق باب المندب. استُعيد الميناءان، كما استُعيد ميناء المكلا”.
ويتزامن مقال خير الله مع مؤشرات على محاولة الحوثيين “الصمود” في حرب نفسية إعلامية بفضل بعض الجهات الإعلامية مثل الجزيرة القطرية، والميادين اللبنانية الموالية لحزب الله، أو الإعلام الإيراني الرسمي، فضلاً عن الإعلام اليمني للحوثيين.
وفي هذا السياق يؤكد خيرالله أن التريث في حسم معركة الحديدة لا يعني ضعفاً أو تراخياً من قبل قوات التحالف العربي والمقاومة اليمنية، لكنه يعني حرصاً على المدنيين ” تفادياً لسقوط خسائر كبيرة لدى المهاجمين وفي صفوف السكان المدنيين. ساعة الحسم تقترب، لكنها لن تكون غداً أو بعده. يستطيع المهاجمون الانتظار، خصوصاً أنّ الطفل في اليمن يعرف أن الحديدة ليست بيئة حاضنة للحوثيين”.
ويمضي الكاتب قائلاً أن عاصفة الحزم، أظهرت “أن هناك قوى عربية مستعدة لخوض معركة طويلة في مواجهة الخطر الإيراني الذي يجسده مشروع توسعي من بين ضحاياه العراق وسوريا ولبنان. سعى هذا المشروع إلى تدمير البحرين. إضافة إلى ذلك، أراد هذا المشروع التمدد في مصر أيام كان محمد مرسي رئيساً، كما لم يعد خافياً أن المغرب وضع له حداً نهائياً عندما وصل به الأمر إلى الدخول على خطّ المسّ بالسيادة على الصحراء المغربية”.
وفي الوقت الذي تعرض فيه الحوثي إلى ضربة مؤلمة في معارك الحديدة، أطل المتحدث الرسمي “الجيش واللجان الشعبية” اليمنية الحوثية، شرف لقمان، ببدلته العسكرية وصخبه الإعلامي بما يُذكر بوزير الإعلام العراقي الشهير في عهد صدام حسين، سعيد الصحاف، متحدثاً كما نقل موقع صحيفة الثورة اليمنية، عن نجاح الحوثيين في صد الهجوم على الحديدة “حسب استراتيجية الدفاع المتحرك والهجوم المعاكس المُعدة لاحتواء مثل هذه المواقف”، جازماً بـ”استحالة تمكنه من تجاوز الخطوط الدفاعية” المقامة في مطار الحديدة!.
وتحدث المسؤول الحوثي عن حرب أخرى، في الحديدة وانتصارات وهمية مذهلة تؤكد مضي قيادات الميليشيا الحوثية في سياسة الهروب إلى الأمام.
مكابرة حوثية
نقلت قناة الميادين اللبنانية الموالية لحزب الله، الشريك في الحرب وذراع إيران في تنفيذ المشاريع العسكرية الحوثية فيه، عن المتحدث الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام، أن التحالف “فشل في تحقيق أي تقدم في الحديدة” مهدداً الأخير “بمعركة استنزاف لا يستطيع الصمود فيها”، وذلك في الوقت الذي نقلت فيه التقارير الإخبارية المختلفة تفاصيل سقوط المطار، واندحار الدفاعات الحوثية تباعاً بالصوت والصورة تمهيداً للمرحلة المقبلة من مراحل تحرير المدينة ومينائها.