“سبتمبر نت”
منطقة قانية تعرضت كغيرها من مناطق اليمن لمرور الجائحة الحوثية فحل بها ما حل بأغلب المناطق اليمنية التي مرت بها هذه الجائحة, ولكن ما يعانيه أبناء هذه المنطقة, هو فجأة النزوح وغياب دور المنظمات الإغاثية، وتقع منطقة قانية في الحدود الغربية الجنوبية بين محافظتي مأرب والبيضاء, وتدور فيها الاشتباكات منذ أربعة أشهر دون توقف بعد أن كانت منطقة آمنة ومنطقة عبور للمسافرين.
المليشيا الانقلابية لم تكترث لما سيحل بالمواطنين المدنيين من تهجير ودمار وتشريد, فعملت على التمركز في المنطقة وأوساط السكان وحاولت التقدم باتجاه مركز مديرية ماهلية، تصدى أبطال الجيش الوطني لهذه الجائحة وأفشلوا محاولتها بالتقدم, وحاصروها في أكثر من منطقة, متجنبين دخول المناطق السكنية والآهلة بالسكان, فعملوا على دحر المليشيا من المنطقة دون الإضرار بالمدنيين.
أوضاع مأساوية
تعيش عشرات الأسر النازحة من أبناء منطقة قانية, أوضاع مأساوية صعبة نتيجة ما تعرضت له المنطقة من انتهاكات من قبل المليشيا الانقلابية وقصفها العشوائي على منازل المواطنين والأسواق الشعبية فيها، وأسفرت انتهاكات المليشيا عن قتلى وجرحى مدنيين, وتشريد عشرات الأسر من أبناء منطقة قانية والمناطق المجاورة لها.
ويقول مدير عام مديرية ماهلية الشيخ محمد احمد العجي: تعاني عشرات الأسر أوضاع إنسانية صعبة, نتيجة ما ارتكبه المليشيا الانقلابية من انتهاكات بحق المواطنين.
قصف عشوائي
ويضيف الشيخ العجي” في البداية تمركزت المليشيا في منازل المواطنين في قانية, وفي المناطق السكنية المجاورة لها, وبعد دحرها من المنطقة تقوم باستهداف هذه المناطق خصوصا المنازل التي كانت متمركزة فيها, بقذائف وصواريخ الكاتيوشا, مما اضطر اغلب المواطنين للنزوح إلى مناطق بعيدة في مديرية ماهلية.
ويؤكد أن عشرات من الأسر النازحة تعيش أوضاع مأساوية صعبة, في ظل غياب للمنظمات الإنسانية والاغاثية, وكأن هذه الأسر والمنطقة لم تتضرر من هذه الجائحة الحوثية التي مرت من المنطقة وشردت عشرات الأسر من أهلها.
ويطالب مدير عام مديرية ماهلية المنظمات المحلية والدولية لسرعة الاستجابة وإغاثة الأسر النازحة التي تعيش بعضها في العراء, ولم تجد سكن او مأوى.
محاولة تخفيف المعاناة
يقول مدير عام منظمة حماية للتوجه المدني د/على التام, أن المنطقة تعرضت كغيرها من المناطق اليمنية لموجة نزوح, وهناك عشرات الأسر هربت من بطش المليشيا الانقلابية, لكنها لم تجد لها مأوى, ولا إغاثة.
وأوضح أن منظمة “حماية” قامت برصد ميداني للأسر النازحة من منطقة قانية ووجدت مآسي إنسانية كثيرة, ولم يلتفت لها أحد, مشيرا إلى جهود المنظمة في إغاثة المنطقة, ووزعت معونات غذائية استهدفت فيها 70 أسرة نازحة.
كما تحدث الدكتور على التام, عن أن هذه اللفتة الإنسانية التي قامت بها المنظمة وبتمويل من جمعية, CSSW , ويقول: هذه المساعدات التي قدمناها لا تكفي هذه الأسر ولكنها محاولة منا لتخفيف بعض الأعباء عن هذه الأسر,مؤكداً أن هناك الكثير من الأسر في المنطقة, لم يستطيعوا توفير المساعدات الإغاثية لها.
ويضيف” النازحين يعانون أوضاع مأساوية صعبة, والمنظمات المحلية والدولية لم تصل إلى هذه المنطقة, ونحن سنعمل بكل جهدنا لتوفير مواد اغاثية, بحسب ما يمليه علينا الواجب الإنساني والأخلاقي.
وناشد المنظمات الإغاثية بالنظر إلى هذه المنطقة كونها منطقة منكوبة جراء الانتهاكات التي تعرضت لها من قبل المليشيا الانقلابية.
معاناة نازح
من جهته يتحدث المواطن “ع. م” أحد النازحين, عن المعاناة التي يعيشونها, ويقول: تعرضت بيوتنا للقصف والدمار من قبل المليشيا الانقلابية, وخرجنا من منازلنا مضطرين, وتركنا كل ما نملك فيها, هربا من صواريخ وقذائف المليشيا.
ويضيف” نزحنا مع أسرنا إلى مناطق بعيدة عن قصف المليشيا, وخيمنا فيها لكن هذه المخيمات لا تقينا من حر الشمس, ونعاني من نقص المواد الغذائية, ولم تصل إلينا المنظمات الإغاثية, ولا ندري ما السبب لتجاهلها لنا, بالرغم من ان المعاناة التي نعيشها لا يتصورها أحد.
وطالب المنظمات الإنسانية والاغاثية بسرعة الاستجابة وتوفير المساعدات الإنسانية للنازحين خصوصا المخيمات كونها أهم احتياجات النازحين, بالذات هذه الأيام مع هطول الأمطار, حيث بعض الأسر لم تتمكن من توفير مخيم يقيها من المطر أو حرارة الشمس.
أسر رفضت النزوح
ويشير المواطن وليد الجوبي إلى أن أغلب الأسر ما زالت في منازلها رغم القصف والدمار التي خلفته المليشيا وما زالت ترتكبه, بعد أن علمت بحالتنا وما نعانيه جراء النزوح, وفضلت البقاء في منازلها.
ويضيف” هناك معاناة إنسانية صعبة يعيشها النازحين, كونهم بعيدين عن منازلهم وأموالهم, ولم يستطيعوا ان يوفروا لأنفسهم ابسط الاحتياجات الضرورية.
ويؤكد ذلك المواطن “وليد العبدلي” قائلاً” هناك أسر رفضت النزوح وفضلت البقاء في منازلها نتيجة لعدم توفر مخيمات, ونظرا لما تلاقيه الأسر التي نزحت سابقاً, فهناك أسر لم تجد سكن أو مأوى, وهذه الأخبار تصل إلى المواطنين في المنطقة مما جعلتهم يفضلون البقاء تحت قصف المليشيا عن معاناة النزوح خارج المنطقة.
المليشيا تستهدف الجيش من مناطق سكنية
أما قائد اللواء 117 العميد عبد الرب الاصبحي: يقول حاولت المليشيا الانقلابية استهدافنا والضرب علينا من المناطق السكنية, في محاولة منها لجرنا إلى الرد عليها واستهداف المدنيين, لكن تجنبنا أن نرد عليها ولم نستهدف أي منطقة سكنية، ويؤكد” لم نتسبب في نزوح أي مواطن بالرغم من أن بعض المواطنين كانوا يأوون المليشيا في منازلهم, هؤلاء اعطيناهم الأمان ما لم يقترفوا جريمة اخرى, لكن المليشيا لم تسمح لهم واستهدفت منازلهم بصورة مباشرة