فيما يتظاهر الحوثيون بمعاداة أميركا، ويرفعون شعارات كاذبة توحي بذلك، كشف لقاء وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الأخير بالمتحدث باسم الحوثيين، رئيس وفدهم التفاوضي، محمد عبدالسلام، في العاصمة العمانية مسقط، زيف ذلك الشعار، وحرص بعض القوى الدولية على بقاء الحوثيين كقوة مسلحة على الأرض،
وانتقد محللون اللقاء بوصفه شرعنة للانقلاب. في الوقت الذي تتعرض فيه الحكومة اليمنية لضغوط لحملها على القبول بالمبادرة الأخيرة التي قدمها المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، رغم تجاهلها المرجعيات الدولية المعتمدة، مشيرين إلى أن الشعارات التي ترفعها جماعة الحوثيين مجرد مزايدات سياسية لا أساس لها على أرض الواقع.
اكد مصدر رفيع في الحكومة اليمنية في تصريحات لجريده الوطن السعوديه أن زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إلى مسقط، ولقائه رئيس وفد الحوثيين محمد عبدالسلام، يعبران عن اهتمام الجانب الأميركي ببقاء الحوثيين كقوة مسلحة على الأرض،
واشار إلى حجم الضغوط التي يتعرض لها التحالف العربي، بهدف التوصل إلى تسوية سياسية غير عادلة مع جماعة الانقلاب، تتعارض مع المرجعيات الدولية المتفق عليها، موضحا أن خارطة ولد الشيخ الأخيرة تمت صياغتها بالشكل الذي يراعي مصالح الانقلابيين، وأن رفض الأخيرين لها جزء من الخطة التي ستفضي في النهاية إلى قبولهم بها.
وطالب المصدر بعدم الرضوخ لأي ضغوطات أميركية غربية، مبينا خطورة الوضع في المنطقة لما تمثله جماعة الانقلاب المدعومة من إيران من خطر على أمن المنطقة العربية،
مشيرا إلى أن شعار المقاومة الذي ترفعه جماعة الحوثيين قد انتهى تماما، وأن الحرص على بقاء الحوثيين كقوة فاعلة على الأرض يأتي ضمن الاتفاق النووي مع إيران، وأنه بينما أشارت عدة وسائل إعلامية أميركية إلى عمق الصداقة مع الحوثيين، فإن الطرفين يحرصان على التظاهر بغير ذلك.
قال نائب رئيس الوزراء عضو مشاورات الكويت، عبدالعزيز جباري، إن شعارات الحوثيين للاستهلاك، ومع أن الشعب اليمني ليست له مصلحة في معاداة أحد، فإن الانقلابيين يرددون هذه الشعارات للتغرير بالشعب، مع أن الجميع يعلم أنهم ينفذون أجندة مشروع إيراني يستهدف كل ما هو عربي وإسلامي، وكل يوم يكتشف الشعب زيف شعاراتهم وعدم صدقيتها، ومع أنهم يرددون عبارة “الموت لأميركا”، فإنهم يسارعون إلى إطلاق سراح الأميركيين ونقلهم إلى عمان، بينما يقبع اليمنيون في السجون، وهذه الشعارات الكاذبة تكشف حقيقة موقفهم”.
شهوة السلطة
يقول السكرتير الصحفي للمخلوع، عضو المؤتمر الشعبي العام، أحمد الصوفي “الولايات المتحدة لم تصنف الحوثيين كجماعة تهدد الأمن القومي الأميركي، وتتجاهل شعاراتهم المعادية لها، وليس لنا أي غضاضة في أن يتصالحوا مع الأميركيين، لكنا نحرص على أن يتصالحوا مع البيئة التي يعيشون فيها، وأن ينفتحوا على كل الأطراف، فجماعة الحوثيين خرجت من بيئة لا تدري شيئا عن شؤون السياسة، وهي تعيش شهوة السلطة، وغير خاف أنهم ينطلقون بشعارات طائفية تعادي الآخر، وهي شعارات كاذبة لا صحة لها على أرض الواقع، حتى إيران التي ابتدعت تلك الشعارات تستخدمها لأهداف سياسية محضة”.
شعارات كاذبة
يؤكد المحلل السياسي علي البخيتي، كذب الشعارات الحوثية، قائلا “مع مرور الوقت ثبت للناس أن الحوثيين يرفعون شعارات كاذبة، وعندما اتهموا باستهداف بارجة أميركية قرب باب المندب سارعوا إلى الاعتذار، وتركيزهم العملي يتوقف على استهداف المواطن اليمني في الداخل، والحوثيون التقوا سرا خلال مشاورات الكويت بأميركيين، وأنكروا ذلك أمام أتباعهم، وأطلقوا الكثير من الأميركيين المعتقلين في صنعاء، وتعاونوا إلى أبعد الحدود مع الجانب الأميركي، وفي نفس الوقت يرفضون إطلاق المعتقلين السياسيين اليمنيين، ويرفضون حتى السماح لعائلاتهم بزيارتهم”. ووصف البخيتي المخلوع علي صالح بأنه “مجرد كومبارس”، بعد إنشاء ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى، ووصف ذلك بأنه “نهاية مؤسفة لحزب المؤتمر الشعبي العام”.