تفجرت خلافات قوية داخل معسكر الانقلاب في العاصمة اليمنية صنعاء، بين جماعة الحوثيين وانصار المخلوع صالح، على إثر هيمنة الجماعة على وحدات قوات الحرس الجمهوري التي يعدها صالح جناحه العسكري وقوته التي من خلالها يستطيع الضغط على أية تسوية سياسية مقبلة.
في الوقت الذي يرى معسكر صالح ان غايتهم من تشكيل المجلس السياسي لم تتحقق بإلغاء الاعلان الدستوري للانقلاب ولم يتم حل ما يسمى باللجنة الثورية العليا التابعة لجماعة الحوثيين والتي يرأسها القيادي محمد علي الحوثي، ولا تزال تمارس صلاحياتها في ادارة الدولة كسلطة عليا في البلد، فضلا عن الخلافات المحتدمة بين الحليفين في المواقف من مبادرة السلام التي قدمها المبعوث الدولي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد، الخميس الماضي الى وفد جماعة الحوثي وصالح، والتي رحب بها الاخير ورفضها وفد الجماعة، ما دفع الحوثيين الى ممارسة ضغوطات على المجلس السياسي في اعلان حكومة ابن حبتور لقطع الطريق امام اية مبادرة قادمة يطرحها ولد الشيخ.
وقال مصدر قيادي في حزب صالح لـجريده »المدينة» السعوديه: إن جماعة الحوثيين تريد إزاحة حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه صالح واحلال محله في المشهد السياسي اليمني.
وأضاف المصدر: إن الخلافات بين قيادة الجماعة وصالح بلغت ذروتها بعد تعيين المجلس السياسي المشكل مناصفة من حزب صالح وحلفائه ومن جماعة الحوثيين وحلفائه- شقيق زعيم الجماعة عبدالخالق الحوثي قائدا لقوات الاحتياط الإستراتيجي (الحرس الجمهوري)، خلفا للواء علي الجائف الذي اصيب في حادثة القاعة الكبرى وتم تصفيته بعد اسعافه الى احد مستشفيات صنعاء.
واشار المصدر ، الى ان التراشقات الاعلامية بين حزبه- المؤتمر- وجماعة الحوثيين انتقلت من غرف الاجتماعات المغلقة وصفحات وسائل الاعلام ومنصات شبكة التواصل الاجتماعية الى ساحة المواجهات العسكرية في عدة محافظات منها محافظة تعز واب وعمران ومعسكرات الحرس الجمهوري بالعاصمة صنعاء.
الى ذلك، اكدت مصادر أمنية في محافظة إب- وسط اليمن- لـ»المدينة» أن مسلحين تابعين لجماعة الحوثي هاجموا ليلة امس اجتماعا لقيادات تابعة لحزب صالح في منزل القيادي المؤتمري المقرب من صالح (حمود الرصاص).
وقال المصدر لـإن الهجوم الذي وقع على منزل وكيل محافظة إب والقيادي المؤتمري الشيخ محمد حمود الرصاص استهدف اجتماعًا للقيادات المؤتمرية في المحافظة..
واضاف: ان جماعة الحوثي استهدفت اجتماع القيادات المؤتمرية على خلفية الخلافات الحاصلة بين الطرفين ومحاولة للتخلص من نفوذ المؤتمر الشعبي العام بمدينة إب والمناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين عمومًا. وحسب المعلومات الأولية فقد أصيب القيادي المؤتمري عبدالوهاب فارس ونجله محمد الذي تم نقله إلى مستشفى الثورة.
قال القيادي المؤتمري الشيخ أمين عاطف: إن مليشيا الحوثي قضت مساء الاثنين على آخر وجود مؤتمري في صنعاء.
وكشفت مجريات الاحداث خلال اليومين الماضيين عن اتساع فجوة االخلاف بين شريكي الانقلاب في صنعاء حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حربًا إعلامية شرسه بين ناشطي وإعلاميي الطرفين. واتجهت حدة الخلافات اكثر من ذلك حيث وصلت الى هجوم شرس شنه قيادي حوثي على المخلوع صالح مساء الاثنين، على قناة المسيرة التابعة للجماعة وهدد بسحله في الشارع. واعترف قيادي حوثي بتفجر الصراع داخل معسكر الانقلابيين في صنعاء، في أول اعتراف من نوعه، بتصدع الحلف بين صالح وجماعة الحوثي. وقال القيادي الحوثي صادق أبوشوارب، في مقابلة مع قناة المسيرة التابعة للحوثيين إن «قيادات المؤتمر الشعبي العام التابعة لصالح تلعب على حساب دماء الحوثيين».. مهددًا بأن «الشعب سيثور عليهم».
وكشف أبوشوارب أن الخلاف سببه تقاسم المناصب الحكومية بين المؤتمر والحوثيين، مؤكدًا أن الخلاف لن يُحل قبل تكليف المتحدث باسم الحوثيين في مفاوضات الكويت، محمد عبدالسلام، وزيرًا للخارجية، والقيادي في المؤتمر عارف الزوكة نائبًا له»، في تأكيد لسعي صالح إلى تهميش الحوثيين، الذين يرفضون الآن التبعية له.
وقال القيادي الحوثي إن المفاوضات باسم الحوثيين، وحزب المؤتمر الشعبي العام، تجعل منهم متمردين، وليس حكومةً»، معتبرًا أن استمرار المفاوضات على هذا الأساس «خيانة».
وكشف القيادي الحوثي احتدام الصراع في صنعاء « ما تسبب في» تعذر تشكيل حكومة في صنعاء» وفي «الفراغ السياسي»، وقال القيادي الحوثي «هادي والتحالف ليسوا أعداءً، العدو الحقيقي في صنعاء «في إشارة صريحة إلى جناح صالح «حليف» الحوثيين.
وهدد القيادي الحوثي بكنس صالح على يد الشعب اليمني، إذا لم يقبل المؤتمر بالاتفاق الذي يناسب الحوثيين، قائلًا «سنخرج الأربعاء- اليوم- إلى ميدان السبعين للتظاهر، نريد حكومة، ولا تلوموا إلا أنفسكم»، مضيفًا «والبقر تعرف مؤامراتكم».