مطلوب في هذه اللحظة التاريخية من الرئيس عبده ربه منصور “الانتصار” على مراوحته وتردده، وإلا سنبقى ندور في حلقة مفرغة من الأزمات المتكررة والاستعصاءات التي لا تنتهي … ونقطة البدء ترتسم بالاعتراف بأننا في أزمة مركبة: أزمة في علاقاتنا مع بعض دول التحالف العربي، وأزمة في علاقة حكومته المفخخة مع بعض الأطراف والقوى الأنانية والمتمصلحة التي كانت بعضها محسوبة الى وقت قريب على الشرعية، وما تخبئه لنا قدم الايام من كوارث.
والأهم والأخطر، من كل هذه الأزمات المتراكبة، هو الفساد المستشري في حكومة الشرعية، والاعتراف بفشل إدارة مسؤوليها لمؤسسات الدولة في المناطق المحررة، مع استطالة المراوحة على مسار الإصلاح السياسي، والممانعة في محاسبة الفاسدين، ما يعني أزمة ثقة تزداد عمقاً بين الدولة ومواطنيها.
الشكوى المريرة تُسمع في كل مكان، وحيثما حللت وارتحلت، وهي تصدر عن فئات بمرجعيات اكاديمية و إعلامية واجتماعية وسياسية مختلفة، لا يجمعها سوى الغضب من الوضع القائم، وانعدام الثقة بالحكومة ومسؤوليها في ظل غياب خطط واضحة ومعايير شفافة للتعيينات وتقييم الأداء، وكلما دخلنا في دورة جديدة من دورات الأزمات المتكرّرة، كلما ارتفع منسوب الغضب، ومعها الأصوات والكتابات المعبرة عنها، وكلما ارتفعت سقوفها، وهذا الأمر يتعين أخذه بالجدية التي يستحق، بدل الغرق في تقليل شأنه من جهة أو تصنيف هذه الأصوات والكتابات على جهات معينة.
ثمة حيرة في الإجابة على أسئلة كثيرة قد تعطي تفسيرا لما جرى ويجري في المشهد السياسي والعسكري في اليمن ، تحتاج من صانع القرار في الدولة أن يجيب عليها من باب مسؤوليته الوطنية تجاه شعبه، وحق شعبه في معرفة الحقائق التي تمس مصيره وكيانه .