تنفست مديرية حيس الساحلية القابعة في الجهة الجنوبية من محافظة الحديدة الصعداء عقب تحريرها من سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية.
عاش سكان المديرية ومديرية الخوخة المجاورة لها فرحة عارمة عقب تحريرهما من قبل الجيش الوطني والمقاومة المساندة له مدعومين بقوات التحالف العربي المساند للشرعية.
“سبتمبر نت” نفذ جولة استطلاعية في المديريتين والاطلاع عن كثف لعملية تطبيع الاوضاع فيها وكيف بدأ الناس معاودة نشاطهم اليومي بصورة اعتيادية.
وتحدث العشرات من المواطنين لـ “سبتمبر نت” خلال الزيارة الاستطلاعية معربين عن شكرهم للاهتمام البالغ الذي توليه الحكومة والسلطة المحلية بتطبيع الاوضاع وبذل الكثير من الجهود الكبيرة لاستتباب الامن فيهما.
وخلال الايام الماضية تفقد المحافظ وقائد المقاومة التهامية المديريتين ترافق ذلك مع ما يبذله التحالف العربي من دعم سخي من المواد الاغاثية وكذلك الاهلال الاحمر الاماراتي.
عودة تدريجية للأمن
يقول مدير امن مديرية حيس العقيد عبدالله معيمره في تصريح لـ “سبتمبر نت” يعود الامن بشكل تدريجي لمدينة حيس بعد عملية تحريرها وما يؤكد ذلك أن حياة الناس هنا في مدينة حيس اصبحت طبيعية كما رأت اعينكم اثناء تجولكم في سوقها الواقع وسط المدينة.
ويضف: رغم محاولات المليشيات تعكير الحياة ونشر الخوف التي يقومون من خلالها باستهداف المدنيين بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون الا انهم لم يستطيعوا التأثير على سير الحياة بشكل طبيعي في المدينة.
ويؤكد ان قوات الجيش والمقاومة تتعامل مع تلك المحاولات وتعمل بشكل متواصل لإنهاء أي تهديدات تستهدف المواطن الآمن في منزله وزرع الخوف في اوساط المدنيين.
خطر قذائف المليشيا
لا تزال قذائف مليشيا الحوثي الانقلابية تشكل خطرا على حيات الكثير من المدينيين خصوصا في مديرية حيس حيث تتعرض عدد من الاحياء والمناطق لقصف مدفعي وصارخي متواصل من قبل المليشيا.
ويأتي ذلك امتدادا لجرائمها التي ترتكبها المليشيا بحق المدنيين العزل متجردة من كل الأخلاق والقيم الإنسانية التي يحرمها الدين والمواثيق الدولية.
حياة طبيعية
رصد “سبتمبر نت” بالصور حركة الناس وتحركاتهم في مديريتي حيس والخوخة عكست مدى نجاح السلطات والحكومة في تطبيع الاوضاع.
وعاد السكان لممارسة حياتهم الطبيعية بعد ثلاثة اعوام من الاضطهاد والقمع والملاحقات من قبل المليشيا الحوثية.
وحكى عددا من الباعة في حيس والخوخة عن عودة انتعاش حركة السوق وان كل يوم تنتعش الحركة اكثر من اليوم اللي سبقه. مؤكدين ان حركة السوق افضل بكثير مما كانت عليه في فترة سيطرة المليشيا الحوثية.
حيس واهمية الموقع
تحتل حيس موقعا جغرافيا استراتيجيا يربط ثلاث محافظات يمنية هي الحديدة- إب – وتعز، وحيس هي ثاني مديرية يتم تحريرها في محافظة الحديدة بعد الخوخة، وتقع مديرية حيس ومركزها مدينة حيس، جنوبي الحديدة، وتبعد عن الشاطئ بمسافة 28 كم، يحدها من الشمال مديريتا الجراحي وجبل رأس، ومن الجنوب مقبنة بمحافظة تعز، ومن الغرب الخوخة، وتقع أيضا إلى جنوب مدينة زبيد بمسافة 35 كم. وتبلغ مساحتها 268 كم2، وعدد مساكنها 7.490 مسكنا، وأسرها 6.964 أسرة، وسكانها 45.436 نسمة، وفق إحصاءات عام 2004.
اهمية حيس الاستراتيجية
تعد مديرية حيس ثاني مديريات محافظة الحديدة التي يتم تحريرها ضمن معركة تحرير الساحل الغربي التي تقودها قوات الجيش الوطني والمقاومة التهامية والجنوبية وبدعم من التحالف العربي.
وتشكل مديرية حيس من حيث الاهمية الاستراتيجية وفق خبراء عسكريين مفتتحا حقيقيا لتحرير مديرية الجراحي المجاورة ومنطلقا لتحرير كامل الساحل الغربي اضافة الى قطع خطوط امداد المليشيا الحوثية القادمة عبر زبيد واب.
ويؤكد الخبراء ان تحرير حيس يحد كثيرا من التهديدات التي تمثلها المليشيا الانقلابية لحركة الملاحة البحرية الدولية في البحر الاحمر ومضيق باب المندب.