عانت الضالع كثيراً من الإقصاء والتهميش الذي انتهجه النظام السابق وهو ما ولد الشعور بالغبن والجور لسنوات طويلة، وحين أتت الحرب كان الجميع في خندق واحد للدفاع عن أرضهم ومنازلهم، وكانت المقاومة في جهوزية تامة بمختلف قياداتها وأفرادها.
في مارس 2015م شنت المليشيا الانقلابية وقوات حليفها صالح حربها على الشعب اليمني شمالاً وجنوباً، بينها محافظة الضالع، غير أن رجال المقاومة فيها سطروا ملحمة بطولية تمثلت في الانتصار الكبير الذي حققته في دحر المليشيا، عقب حرب مستعرة استمرت لأشهر تمكن الجيش الوطني والمقاومة بمساندة التحالف العربي من تحرير الضالع كأول انتصار سجل للشرعية ضد المليشيا الانقلابية في 5 مايو 2015م إلا أن جزءاً من مساحة المحافظة ما يزال تحت سيطرة الانقلابيين في مديريتي دمت وجبن، في حين ما تزال الحرب مستعرة في أطراف المحافظة الشمالية الغربية، إذ يخوض الجيش الوطني والمقاومة في جبهتي مريس وحمك في مديرية قعطبة مواجهات عنيفة منذ ما يقارب الثلاثة أعوام.
صحيفة «26 سبتمبر» أعدت إحصائية عبر مصادرها الخاصة في محافظة الضالع رصدت من خلالها الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الانقلابية بحق المدنيين في المحافظة، لما يقارب 3 أعوام، أي منذ مارس 2015م، وحتى 31 ديسمبر 2017م.
رصدت احصائية الصحيفة 21922 جريمة وانتهاكاً بحق المدنيين في المحافظة، توزعت بين القتل والاصابة والإعدامات الميدانية والاغتيالات، والإختطافات، والاعتقالات التعسفية، اضافة الى التعذيب والإخفاء القسري والتهجير والنزوح، والقصف العشوائي على القرى والأحياء السكنية، وقنص المدنيين في القرى والطرقات والمدن، وتفجير واقتحام المنازل، وتدمير المنشآت العامة والخاصة، وتدمير المزارع، وزراعة الألغام، وغيرها من الانتهاكات التي تتقنها عصابة الحوثي الاجرامية.
حيث رصدت الصحيفة قيام المليشيا بقتل 817 مدنياً، (296 قتلوا بالقنص) بينهم 23 طفلاً، و26 امرأة، واصابة 1823 مدنياً، بينهم 123 طفلاً، و103 نساء، وحالتي استهداف لطواقم إسعاف نتج عنه قتيلين و3 اصابات.
إضافة الى رصد 11 حالة اغتيال لمعارضين للمليشيا، و17 حالة إعدام ميداني، و4 قتلى جراء التعذيب الوحشي، و18 حالة إعدام أسرى من الجيش الوطني والمقاومة.
الصحيفة وعبر مصادرها الخاصة في محافظة الضالع رصدت 367 حالة اختطاف، و93 حالة تعذيب، و132 حالة اعتقال تعسفي، و38 حالة اخفاء قسري، و84 حالة تهديد واعتداء، اضافة الى قيام المليشيا بتهجير 2213 أسرة قسرياً من منازلها، ونزوح 567 أسرة.
تفجير وتدمير واقتحام
كما رصدت احصائية «26 سبتمبر» قيام المليشيا الانقلابية بأكثر من 274 حالة قصف عشوائي تعرضت لها الأحياء السكنية والقرى الريفية في مديريات المحافظة، وفجرت المليشيا بـ«الديناميت» 83 منزلاً، و9 محلات تجارية، و4 مساجد، واقتحام ومداهمة ونهب 237 منزلاً، واحتلال 39 منزلاً، كما تضرر 1020 منزلاً، منها 241 دمر كلياً، بسبب القصف وتفجيرات المنازل المجاورة التي قامت بها المليشيا الانقلابية.
اضافة الى تدمير 18 منشأة حكومية، واحتلال 21 منشأة ومؤسسة حكومية، و7 مقرات حزبية، وتعرض 12 منشأة خاصة الى النهب والتخريب، كما تعرضت 6 منشآت تراثية، و5 مواقع أثرية للهدم والتدمير، و31 مسجداً للقصف والتدمير والاعتداء وتحويل بعضها مساكن ومقار للمليشيا الانقلابية، واقتحام 12 مسجداً، واغلاق 5 مساجد ودور عبادة.
وتضرر 48 مرفقاً صحياً ما بين التدمير الكلي والجزئي وفقدان للأثاث والمستلزمات الطبية ونفاد الأدوية الأساسية والإغلاق، ونهب وتدمير 38 مزرعة، ونهب وتدمير 38 سيارة ومركبة.
ودمرت المليشيا 14 محلاً تجارياً، واحرقت 18 آخرين، اضافة الى نهب 17 محلاً ومؤسسة تجارية خاصة، وتدمير 7 آبار مياه للشرب، وتضرر 5 مضخات للمياه، وتدمير 381 خزاناً للمياه كلياً أو جزئياً، اضافة الى تضرر 3120 خزاناً لمياه الشرب.
مصادرة وسجون وتجنيد أطفال
وحسب احصائية «26 سبتمبر» قامت المليشيا الانقلابية بمصادرة 12 حالة لاملاك خاصة، ونهب 32 ممتلكات عامة، واقتحام 15 منشأة حكومية، و5 مؤسسات أهلية وحولتها إلى ثكنات عسكرية ومقار لعناصرها، إضافة إلى استحداث 81 نقطة تفتيش، و6 سجون خاصة، كما قامت المليشيا بتجنيد 87 طفلاً، واطلاق نحو 500 سجين محكوم عليهم، ومن المدانيين بقضايا جنائية من سجن الضالع المركزي، وسجن أمن قعطبة.
حصار ونهب المساعدات
فرضت المليشيا الانقلابية حصاراً خانقاً على محافظة الضالع استمر لأشهر، اضافة الى قيامها بحصار خانق على 6 قرى في شمال غرب المحافظة مستهدفة كل من يحاول ايصال الغذاء والمتطلبات الأساسية إليها، كما تعرضت 9 قرى وأحياء سكنية للقصف العشوائي من قبل مليشيا الانقلاب.
كما قامت المليشيا الانقلابية باحتجاز ومصادرة 14 شاحنة كانت معظمها تحمل مساعدات دوائية للمحافظة في مثلث العند، و23 شاحنة كانت محملة بمساعدات غذائية وايوائية للفقراء والنازحين، تم حجزها ونهبها في المنافذ الشمالية للمحافظة، كما نهبت أكثر من 145 سلة غذائية، ما أدى الى حرمان آلاف الأسر الفقيرة والنازحة من هذه المساعدات التي كانت مخصصة لهم، إضافة الى قيامها بانشاء 8 اسواق سوداء لبيع المشتقات النفطية والمعونات الانسانية.
انتهاكات بحق التعليم
احصائية الصحيفة رصدت 57 مدرسة تعرضت لجرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي الانقلابية، منها 15 مدرسة دمرت كلياً، و14 مدرسة تعرضت للتدمير الجزئي، واغلاق 8 مدارس، و5 مدارس تعرضت للقصف العشوائي، و4 مدارس حولتها المليشيا الى ثكنات عسكرية لعناصرها، إضافة الى 5 مدارس سكن لنازحين، وتوقف الدراسة في 6 مدارس أخرى إما بسبب المواجهات أو بسبب القصف العشوائي الذي تشنه المليشيا، كما حُرم أكثر من 4 آلاف طالب وطالبة من التعليم بسبب حرب المليشيا. إضافة الى حرمان 800 طالب من مواصلة تعليمهم جراء استهداف المليشيا للطرقات التي تؤدي إلى المدارس.
جرائم ضد الطفولة والمرأة
انتهاكات مروعة رصدتها احصائية «26سبتمبر» مارستها المليشيا الانقلابية طالت الأطفال والنساء في محافظة الضالع خلال الحرب التي شنتها على المحافظة، توزعت بين القتل، والاصابة، والاختطاف، والنزوح، والألغام، وتوقف الدراسة، وحرمان الطلاب من الدراسة، حيث قتلت المليشيا 23 طفلاً، منهم 10 حالات نتيجة القصف العشوائي على المنازل والقرى، و6 حالات نتيجة القنص، و7 حالات في انفجار ألغام ومقذوفات. كما قتلت المليشيا 26 امرأة، منهن 12 حالة نتيجة القصف العشوائي، و8 حالات نتيجة القنص، و6 حالات بانفجار ألغام ومقذوفات. اضافة الى 15 حالة نتيجة تسمم حملي، منهن 4 حالات لم يتم اسعافهن بسبب الحصار وقصف الطرقات، و11 حالة لعدم وجود العناية الطبية اللازمة.
وبلغ عدد الجرحى من الأطفال 123 جريحاً، منهم 28 حالة نتيجة القنص، و14 حالة بإنفجار الغام وسقوط مقذوفات، و84 حالة جراء القصف العشوائي على المنازل والقرى والأحياء السكنية. واصابة 103 نساء منهن 19 جرحن بطلقات نارية وقنص، و11 حالات في انفجار الغام، و75 حالة نتيجة استهداف القرى والمنازل والأحياء السكنية.
كما تم اختطاف 111 طفلاً دون سن الـ18، منهم 13 طفلاً كرهائن، و87 طفلاً تم تجنيدهم والزج بهم في الجبهات، اضافة الى نزوح 3780 طفلاً -ذكوراً واناثاً- دون سن الـ18 من بين اجمالي عدد الأسر النازحة. اضافة الى حرمان أكثر من 400 طفل دون الـ18 من مواصلة تعليمهم الأساسي بسبب فقدان أسرهم لمصادر الدخل ورحلوا بحثاً عن الرزق.
ضحايا الألغام
وعن ضحايا الألغام الأرضية والمقذوفات والعبوات الناسفة التي زرعتها مليشيا الحوثي الانقلابية في المحافظة، والتي تنوعت بيـن القتل والإصابة وتفجير منازل وتفخيخ مركبات، فقد رصدت صحيفة «26 سبتمبر» 35 حالة قتل، بينهم 8 أطفال، و6 نساء، حيث قتل 26 مدنياً بينهم 4 أطفال وامرأتين بالألغام المضادة للافراد، و4 حالات قتل نتيجة انفجار مقذوفات من مخلفات حرب المليشيا على المحافظة، اضافة الى 5 حالات قتل نتيجة تفخيخ السيارات والمركبات.
كما رصدت الصحيفة 54 حالة اصابة، بينهم 14 طفلاً، و11 امرأة، منها 31 اصابة بانفجار ألغام أرضية زرعتها المليشيا الانقلابية، بينها 8 أطفال، و6 نساء، و23 حالة اصابة نتيجة استهدافهم في أماكنهم أو في سياراتهم، و10 حالات اصابة بانفجار مقذوفات مخلفات الحرب، بينهم 6 اطفال، و3 نساء. ومن بين هذه الاصابات 19 حالة اعاقة دائمة.
وفيما يخص الأضرار والخسائر المادية نتيجة الألغام الأرضية والمتفجرات، رصدت الصحيفة عبر مصادرها الخاصة تعرض 42 منزلاً فجرتهم مليشيا الحوثي الانقلابية باستخدامها ألغاماً شديدة الانفجار مصنعة محلياً من مادة TNT المعروفة بـ«الديناميت»، منها 27 منزلاً دمر كلياً، و15 منزلاً دمر جزئياً، اضافة الى تدمير 8 سيارات ومركبات مدنية بألغام مضادة للدروع، كما قامت المليشيا الانقلابية بتفخيخ وزراعة الغام 9 مواقع يرتادها مدنيون، و3 مزارع، و5 منازل تم تهجير سكانها قسراً.
اضافة الى قيام المليشيا بزراعة كافة أنواع الألغام الفردية منها والمضادة للدروع، وبأحجام وأشكال مختلفة، في مداخل القرى وعلى جانبي الطرقات الرئيسية والفرعية، وطرق عبور المشاة ومداخل القرى وحتى الجبال زرعتها المليشيا بالألغام.