عززت دولة الإمارات العربية المتحدة سجلها الإنساني والإغاثي والتنموي في اليمن خلال عام 2017م، عبر سلسلة مشاريعها التي نفذتها في المحافظات اليمنية المحررة من سيطرة ميليشيات الحوثي الإيرانية، والتي أسهمت في تخليص اليمنيين من آثار الدمار والخراب التي خلفها الانقلابيون في كل مكان. وقد شهد العام الماضي تتويج جهود الإمارات في مساندة الأشقاء من أبناء الشعب اليمني بالعديد من المواقف والمبادرات لتخفيف المعاناة وإعادة الأمل ودعم صمودهم في مواجهة عصابات الموت من جانب ميليشيا الحوثي الكهنوتية.
ةفي رصد لجريده الاتجاد الاماراتيه لهذه الجهود اشار الي اتساع خريطة العمل الإنساني والتنموي الإماراتي لنصرة الشعب اليمني، حيث زادت فرق «الهلال الأحمر» من جهودها للتخفيف من معاناة الأهالي بتقديم مساعدات إغاثية وإنسانية شملت عشرات آلاف الأسر الفقيرة وذوي الاحتياجات والأرامل واليتامى، إلى جانب توزيع الأدوية والمستلزمات الطبية على المستشفيات والمراكز الصحية، وإعادة تأهيل وترميم المدارس بالمحافظات المحررة، وتعزيز قدرات الأجهزة الأمنية.
كما شملت المبادرات الإماراتية تنفيذ مشاريع جديدة لتحسين خدمات الكهرباء وإعادة صيانة شبكات المياه، وإقامة مشاريع سكنية للمتضررين في مختلف مناطق اليمن.
والجهود الإماراتية المتميزة في اليمن خلال العام الماضي، ليست جديدة، بل هي امتداد لجهودها ضمن قوات التحالف العربي لدعم الشرعية والذي انطلقت عملياته «عاصفة الحزم وإعادة الأمل» أواخر مارس 2015م لإنقاذ اليمن واليمنيين من الميليشيات الحوثية التي خلفت الخراب والدمار وكرست الطائفية وعملت على تنفيذ الأجندة الإيرانية التي تستهدف تهديد دول الجوار والملاحة الدولية.
هذه الجهود تعتبر امتداداً للجهود الإنسانية والتنموية والاهتمام الذي كان يوليه الوالد والمؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي لا تزال مشاريعه التنموية ودعمه لليمن شاهداً على روح الأخوة والعروبة التي كان يتمتع بها الفقيد.
وقد شهدت المحافظات المحررة خلال العام تنفيذ العديد من المشاريع التنموية والخدمية والتعليمية والصحية التي نفذتها خلال العام 2017م، إلى جانب جهودها الإغاثية والمساعدات الإنسانية التي استفادت منها كافة المحافظات والمناطق المحررة من سيطرة الميليشيات الحوثية، أسهمت بشكل كبير في تخفيف معاناة سكان اليمن وإعطائهم دفعة أمل نحو القادم الأفضل.
وصية زايد
جسدت «حملة وصية زايد بأهل اليمن» نهج دولة الإمارات الإنساني والإغاثي في اليمن، وأظهرت حقيقة المشاعر النبيلة التي تكنها القيادة الإماراتية وفخرها واعتزازها باليمن الشقيق وشعبه وسعيها المتواصل لدعمه.
فقد استهدفت الحملة إسعاد أبناء وأسر الشهداء والجرحى في كل مناسبة، وإدخال الفرحة على قلوبهم في الأعياد تكريماً وتقديراً من دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة لما قدمه آباؤهم من تضحيات، في نقلة نوعية في طبيعة المساعدات التنموية والإنسانية بهدف إيلاء كل الرعاية والتقدير لفئات الشعب اليمني كافة خاصة أسر الشهداء والجرحى تثميناً لما قدموه من تضحيات في ميادين الدفاع عن أرضهم.
وأسهمت الحملة التي استمرت حتى أيام عيد الأضحى الماضي، في توفير احتياجات أسر الشهداء والجرحى من الأضاحي وكسوة العيد وهدايا الأطفال وتوزيع أموال نقدية وأضاح وقسائم شرائية بهدف إسعاد هذه الأسر والوقوف إلى جانبها.
وانطلقت الحملة من العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، وشملت مختلف المحافظات اليمنية المحررة، لحج وأبين والضالع وشبوة وحضرموت وسقطرى ومأرب وتعز.
وقد تزامنت «حملة وصية زايد لأهل اليمن» مع حملة أخرى تحت عنوان «إسعادهم عيدنا»، والتي نفذت في 67 دولة حول العالم وتشمل أكثر من 215 ألف مستفيد.
عمل إغاثي متميز
وتعتبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، المنظمة الإنسانية الأولى في العمل الإغاثي في اليمن، وكانت السباقة لإغاثة المناطق المحررة من سيطرة الميليشيات الحوثية، واتسعت رقعة عملها مع اتساع المساحة المحررة، واستفادت عشرات الآلاف من الأسر الفقيرة والمحتاجة وذوي الدخل المحدود والاحتياجات الخاصة والأرامل واليتامى في المحافظات اليمنية من المساعدات الإغاثية التي وزعتها الهيئة.
وانتقلت جهود الهلال الأحمر الإماراتية الإغاثية من غرب اليمن إلى شرقه وجنوبه بالتزامن مع عمليات التحالف العربي العسكرية، فسارعت إلى إغاثة أهالي المناطق المحررة في الساحل الغربي ووزعت عشرات الآلاف من المساعدات الغذائية والإيوائية للسكان القاطنين في مناطق جزيرة ميون ومناطق ذوباب والمخا والنابيه والسقيه وبيرعيسي والحبيلين، إضافة إلى العديد من القري المتفرقة وكذا بلدة يختل الساحلية.
كما قامت بإغاثة سكان وأهالي مدينة الخوخة الساحلية التابعة لمحافظة الحديدة، والتي حررتها قوات الشرعية بإسناد من القوات المسلحة الإماراتية.
وأطلقت «الهيئة» حملة إغاثية في محافظة شبوة الواقعة شرق البلاد، بالتزامن مع عمليات تحرير المحافظة من سيطرة الميليشيات وتطهيرها من العناصر الإرهابية، استفاد منها الآلاف من الأسر الفقيرة والمحتاجة في مديريات المحافظة.
كما تتواصل المساعدات الإغاثية الإماراتية بالتدفق إلى مختلف مديريات محافظة حضرموت والمناطق النائية فيها، وقرى مدينة رأس عمران والفلاحين بمحافظة عدن، وذلك في إطار خطة الهيئة لسد الاحتياجات الإنسانية ومساعدتهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
وكثفت دولة الإمارات العربية المتحدة عبر مؤسساتها الإنسانية تواجدها في المحافظات اليمنية المحررة خلال شهر رمضان المبارك، حيث نفذت العديد من المشاريع الرمضانية منها مشروع «إفطار صائم» وتوزيع المساعدات الغذائية وأطنان التمور على الأسر الفقيرة والمحتاجة في كل من عدن وأبين وتعز ولحج والضالع وحضرموت وشبوة ومأرب وسقطرى.
وفي إطار المساعدات الموسمية التي تقدمها «الهيئة» حرصت خلال شهر رمضان الماضي توزيع 75 ألفاً و600 سلة غذائية و110 أطنان من التمور و50 طناً من السكر و3 آلاف بطانية، وكذلك الأدوية، إلى جانب آلاف الوجبات الرمضانية اليومية للأسر الفقيرة والمحتاجة في المحافظات المحررة.
دعم صحي للعام الثالث
واستمرت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال عام 2017م في دعمها لقطاع الصحة داخل المحافظات اليمنية المحررة، وذلك ضمن خطة متكاملة تبنتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية لإعادة الحياة إلى طبيعتها شملت تأهيل وترميم المستشفيات العامة في المحافظات المحررة وتزويدها بالمستلزمات الطبية إلى جانب المساهمة في مكافحة الأوبئة والأمراض التي شهدتها البلاد خلال العام المنصرم.
كما قدمت هيئة الهلال الأحمر مساعدات طبية تضمنت أدوية ومعدات إلى مستشفى المخا من بينها أدوية، خاصة بالأطفال والمواليد وأخرى غذائية، إضافة إلى معدات خاصة بإجراء الفحوصات والتشخيص للحوامل ومواد إسعافية.
ومع تحرير مدينة الخوخة الساحلية في محافظة الحديدة، سارعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية إلى تسليم مستشفى الخوخة شحنة من المستلزمات الطبية والأدوية، إضافة إلى توفير طاقم طبي مدرب للتعامل مع الحالات الحرجة.
وتكفلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية خلال العام الماضي، بإعادة تأهيل وترميم وصيانة ثلاثة مستشفيات حكومية هي مستشفى المخا العام بمحافظة تعز، ومستشفى عتق المركزي في محافظة شبوة، ومستشفى مديرية حجر في محافظة حضرموت، إلى جانب ترميم سكن الأطباء ومبنى الأمومة والطفولة في مدينة المخا الساحلية.
وافتتحت الهيئة مبنى مركز الصدر والسل بمديرية المكلا بعد إعادة تأهيله وصيانته ورفده بالأجهزة والأدوات والمستلزمات الطبية اللازمة، وثلاث وحدات صحية هي الوحدة الصحية بمنطقة ربوة خلف بمديرية المكلا، والوحدة الصحية بمنطقة الغيظة شرق مديرية الديس الشرقية ومركز عرقة الصحي بمحافظة شبوة بعد استكمال صيانتها وترميمها وتزويدها بالمستلزمات والأدوات الطبية اللازمة.
كما قامت الهيئة بافتتاح عيادة السقيا في محافظة لحج بعد اكتمال بنائها، حيث تم تجهيزها بعدد من الأسرة والكراسي المتحركة لتلبي الحاجة الملحة للمرضى في منطقة لحج.
وسلمت مختلف المستشفيات والمراكز الصحية في العديد من المحافظات المستلزمات الطبية والأدوية والعلاجات اللازمة، ودعمتها بأسطول من سيارات الإسعاف.
كما دعمت مكتب الصحة العامة في عدن وحضرموت بثلاجات تعمل بالطاقة الشمسية لحفظ الأدوية واللقاحات، إلى جانب أدوية خاصة بعلاج الحميات تم تسليمها إلى المركز الإقليمي للإمداد الدوائي في عدن.
كما سلمت شحنة من المواد الطبية والأدوية إلى مركز بئر علي الصحي في مديرية رضوم بمحافظة شبوة، ورفدت مستشفى المكلا للأمومة والطفولة بأجهزة ومعدات طبية حديثة، وقدمت إلى مركز الإمارات الطبي الخيري بالقطن في حضرموت، جهاز طبي متطور لفحص الدم، وسلمت مستشفى مديرية تريم أجهزة متطورة للأشعة التلفزيونية «سونار» ومراقبة العلامات الحيوية «مونيتر» وأجهزة الأكسجين، إضافة إلى ستة أسرة طبية للمعاينة والعلاج.
وحرصت هيئة الهلال الأحمر على المساهمة الفعالة في محاربة وباء الكوليرا بتسيير جسر جوي لنقل الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية الخاصة بمكافحة الوباء بهدف الحد من تداعياته الصحية والإنسانية على الأشقاء في اليمن، وأرسلت 100 ألف لتر من السوائل الوريدية المضادة للوباء و150 ألف علبة من المحاليل المخبرية لتشخيص المرض.
ووزعت «هيئة الهلال الأحمر الإماراتية» أدوية ومحاليل غسيل الكلى للمرضى المصابين بالفشل الكلوي، وذلك في مراكز غسيل الكلى بمدن ميفعة وعتق وبيحان في محافظة شبوة.
كما وزعت «هيئة الهلال الأحمر الإماراتية» أدوية نوعية على مستشفى إعادة الأمل بمديرية رماه بصحراء حضرموت بهدف الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية وتوفير أهم الاحتياجات النوعية والتجهيزات الضرورية للمستشفيات والمراكز الصحية في اليمن.
وقدمت دولة الإمارات 10 سيارات أدوية – عبر منظمة الصحة العالمية – إلى القطاع الصحي في محافظة عدن، وذلك استجابة لمناشدة الإخوة في وزارة الصحة اليمنية ومنظمة الصحة العالمية وحرصاً من دولة الإمارات على تقديم المساعدة والعون للشعب اليمني لمواجهة الضرر والصعوبات.
كما قامت الهيئة في أكتوبر الماضي بتوزيع شحنة أدوية نوعية مقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة تقدر بـ 108 أطنان من الأدوية العلاجية والمستلزمات الطبية على المستشفيات والمراكز الصحية بمدينة عتق عاصمة محافظة شبوة اليمنية.
ووقعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي اتفاقية تعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة /يونيسف/ بشأن «إنقاذ الأرواح والتعافي المبكر للأطفال والنساء المتضررين في اليمن»، بقيمة 7.3 مليون درهم «2 مليون دولار أميركي». كما أقامت الهيئة «المخيم الجراحي المجاني الأول» في مديرية عتق عاصمة محافظة شبوة ضمن برامج المساعدات الإماراتية التي تنفذها الهيئة على الساحة اليمنية.
تأهيل قطاع التعليم
شمل الدعم الإماراتي المقدم لقطاع التعليم في المحافظات اليمنية المحررة خلال عام 2017، مختلف المجالات العام والفني والأكاديمي، حيث تكفلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بإعادة تأهيل وترميم وصيانة 16 من المدارس الثانوية والأساسية في المحافظات اليمنية، منها: سبع مدارس في مديريات شبوة وخمس مدارس في مديريات حضرموت، وأربع مدارس في مدينة المخا، كما رفدت مدارس المحافظات المحررة بأكثر من 60 حافلة، وأطلقت مشاريع توزيع الحقيبة المدرسية في العشرات من المدارس مع بدء العام الدراسي.
وفي قطاع التعليم الفني، افتتحت الهيئة أربعة مشاريع هي معهد أبو مدين المهني الصناعي والمعهد الصحي في محافظة لحج، عقب إعادة تأهيله ضمن مشاريع الهلال الأحمر الإماراتية في المحافظة وتجهيز مختلف أقسامه ورفدها بالمعدات الخاصة بالمعهد، ومقري المعهدي المهني ومكتب وزير التعليم الفني والتدريب المهني.
وفي قطاع التعليم الأكاديمي، رفدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية أربع قاعات دراسية في كلية العلوم بجامعة عدن بمائتي مقعد وجهازي عرض «داتا شو» وحاسوبين إلى جانب أربعة مكيفات سعة 2 طن، وذلك ضمن المرحلة الأولى من مشروع التأهيل الجامعي.
وقدمت الهيئة دعماً لسكن الريادة الجامعي لأبناء شبوة الدارسين في الجامعات والمعاهد العلمية بمحافظة حضرموت بـ 100 سرير مزدوج و200 فراش و200 بطانية، وذلك ضمن برنامج لدعم قطاع التعليم الجامعي.
تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب
أسهمت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال عام 2017م، في تعزيز قدرات الأجهزة الأمنية في المحافظات المحررة، حيث قدمت لإدارة أمن عدن، دعماً خاصاً بأدلة البحث الجنائي «التكنيك الجنائي» وفدتها بأكثر من 30 مركبة لتعزيز جهودها في مجال نشر الأمن وبث السكينة في أرجاء المدينة.
وعملت على صيانة وتأهيل سجن المنصورة وإصلاحية بئر أحمد الذي جرى افتتاحه في منتصف نوفمبر من العام 2017م، وذلك في إطار برنامج لتأهيل البنى التحتية يهدف إلى تثبيت دعائم الأمن والاستقرار وفق أعلى المعايير الحقوقية.
كما رفدت أمن مديريات ساحل حضرموت بعدد من السيارات المجهزة والخاصة بدوريات الأمن العام والشرطة، وقدمت دعماً لوجستياً لجهاز الدفاع المدني مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، شملت صيانة وإعادة تأهيل ثلاث سيارات إطفاء وتوفير جميع المعدات والأدوات اللازمة لتعزيز قدرات الدفاع المدني في اليمن للقيام بدوره في توفير الأمن والسلامة وإنقاذ الأرواح وحماية المدنيين والممتلكات.
كما أسهمت القوات الإماراتية المتواجدة بعدن، في نجاح العمليات العسكرية التي نفذتها قوات الحزام الأمني والقوات اليمنية خلال عام 2017 لتطهير مديريات محافظة أبين من جيوب وأوكار تنظيم القاعدة الإرهابي، ودربت وأهلت قوات النخبة الشبوانية التي طهرت مديريات محافظة شبوة المحررة من سيطرة الميليشيات من تواجد العناصر الإرهابية، وقدمت لها الإسناد والدعم اللوجستي الذي مكن قوات النخبة من النجاح في مهامها وبسط سيطرتها على مختلف المديريات التي كانت تتمركز فيها العناصر الإرهابية.
قطاع الكهرباء والمياه
وتنوعت المساعدات الإماراتية المقدمة لقطاعي الكهرباء والمياه في عدن خلال عام 2017م، والتي جاءت استمراراً للدعم المقدم خلال الأعوام الماضية.
ففي قطاع الكهرباء، قامت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بإعادة تأهيل محطة كهرباء المخا ورفع قدرتها التوليدية إلى 120 ميجا وات، وساعدت في إعادة التيار الكهربائي لمديرية رضوم جنوب محافظة شبوة عقب انقطاع استمر عامين، قبل أن تزود المؤسسة العامة لكهرباء محافظة شبوة اليمنية بناقلة من المشتقات النفطية من مادة الديزل للمساهمة في تحسين خدمة التيار الكهربائي الذي يستفيد منها بشكل مباشر نحو 45 ألف منزل.
وفي قطاع المياه نفذت الهيئة مشروعين جديدين شمل إعادة تأهيل مبنى مؤسسة المياه القديم في مديرية الحوطة التابعة لمحافظة لحج وبناء سور وغرفة ضخ للمياه في منطقة مغرس ناجي في مديرية صبر التابعة للمحافظة نفسها، وأسهمت في إعادة صيانة شبكة المياه في مدينة المخا الساحلية.
كما تكفلت الهيئة بتنفيذ مشروع مياه الفيش صعيد باقادر بمديرية ميفعة بمحافظة شبوة اليمنية والذي يستفيد منه نحو 5 آلاف نسمة. وفي منتصف ديسمبر الماضي أطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية المرحلة الأولي لحملة سقيا أهالي مديرية جحاف بمحافظة الضالع اليمنية وتوفير عدد من صهاريج المياه الصالحة للشرب لإغاثة خمسة وثلاثين ألف نسمة يعانون كارثة إنسانية حقيقية. وفي قطاع الصرف الصحي، تكفلت الهيئة بإعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي في محافظة عدن اليمنية بقيمة /3/ ملايين درهم.
مشاريع للمكفوفين وذوي الاحتياجات
وطالت المشاريع الإنسانية والخيرية التي نفذتها الإمارات خلال عام 2017، فئة المكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تكفلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية باستكمال وتجهيز مبنى المكفوفين في مدينة تريم التابع للجمعية.
كما قدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية عدداً من أجهزة الكمبيوتر والأثاث المكتبي والألعاب الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة لجمعية حضرموت للتوحد التي تهدف للتخفيف من حجم المعاناة الملقاة على عاتق هذه الشريحة.
واستهدفت الهيئة في مشاريعها الإغاثية شريحة واسعة من ذوي الاحتياجات الخاصة في العديد من المحافظات اليمنية المحررة، حيث خصصت لهذه الشريحة جزءاً من المساعدات الغذائية التي قامت خلال عام 2017م.
علاج جرحى الحرب
وتكفلت دولة الإمارات خلال عام 2017م، عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية بعلاج المئات من جرحى الحرب في اليمن، في أحدث مستشفى الهند ومصر. كما تحملت الإمارات تكاليف المرافقين الصحيين للجرحى لضمان تهيئة الظروف الصحية والنفسية لهم ضمن برنامج الدعم النفسي والمعنوي الذي توفره الهيئة للحالات التي تتكفل بعلاجها.
وأكدت قيادة الدولة أكثر من مرة متابعتها للرعاية الصحية في مختلف مراحل علاج الجرحى اليمنيين ممن تأثروا جراء الحرب في مستشفيات الهند ومصر، حيث تقدم الهيئة كل أشكال الدعم والرعاية طوال رحلتهم العلاجية. وجاء علاج هؤلاء الجرحى تزامنا مع مبادرة عام 2017 عاماً للخير التي أطلقها صاحب السمو رئيس الدولة وتعليمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في هذا الشأن.
تجميل المدن المحررة
ساهمت دولة الإمارات خلال العام 2017م على تحسين وتجميل المدن المحررة من سيطرة الميليشيات الانقلابية، حيث دعمت قطاع صندوق النظافة وتحسين المدينة، بـ 600 شجرة نوع «الغاف» لزراعتها في المنطقة الواقعة بين العريش وساحل أبين.
ونفذت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية حملة نظافة شاملة بمدينة عتق في محافظة شبوة استمرت خمسة أيام وسط ترحيب شعبي واسع وشملت تنظيف شوارع وأحياء المدينة السكنية والتجارية ورفع ونقل المخلفات المكدسة.
إشادات دولية ويمنية
وحظيت دولة الإمارات بإشادات دولية ويمنية لجهودها ودورها الإنساني الكبير في اليمن.
وثمنت القيادة السياسية اليمنية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، ورئيس حكومته، الدكتور، أحمد عبيد بن دغر، الدور الكبير لدولة الإمارات في اليمن في المجالات الإغاثية والإنسانية والتنموية والخدمية، مؤكدين أن الإمارات كان لها دور فعال ومتميز في اليمن خلال العام الماضي. وتجاوزت الإشادة بجهود الإمارات النطاق اليمني والعربي، إلى النطاق الدولي، حيث أكد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر ماورير، أن اللجنة تقدر كثيراً الدور الأساسي الذي تلعبه دولة الإمارات في المجال الإنساني بالمنطقة والعالم بأسره وتقدر جهودها الإنسانية البارزة في اليمن. وقال ماورير إنه على امتداد العامين الماضيين كنا نتعاون بشكل متزايد وفعال مع الدولة من خلال تواجد اللجنة في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، مؤكداً أن قنوات التعاون والتنسيق تعززت بين الجانبين عبر المشاركة سوياً في مهام إنسانية متعددة.
وأشاد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بنهج دولة الإمارات للعمل الإنساني الذي لا ينظر إلى دين أو عرق أو لون، مشيراً إلى أنها ذات الفلسفة التي يعمل بموجبها الصليب الأحمر الدولي وتقوم على تلبية الاحتياجات الإنسانية فقط دون النظر إلى نوعية التحالفات أو الديانات أو الثقافات.
مشاريع سكنية للمتضررين
كما شهد عام 2017م افتتاح هيئة الهلال الأحمر الإماراتية عدداً من المشاريع السكنية التي استفاد منها المتضررون من الحرب والكوارث الطبيعية.
ومن أهم المشاريع التي تم افتتاحها، المرحلة الأولى من مدينة الشيخ زايد بأرخبيل سقطرى، والتي شملت 161 منزلاً وعيادة ومدرسة مشتركة ومجلس عام للأهالي ومسجد يسع 600 مصل، إضافة إلى مرافق ترفيهية تضمنت حديقة للأطفال وملعباً لكرة القدم.
وفي الساحل الغربي، افتتحت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، مشروع بناء 17 مسكناً في مدينة المخا كمرحلة أولى لصالح المتضررين من الأوضاع التي يمر بها اليمن الشقيق، وسلمت منتصف العام الماضي المستفيدين مفاتيح منازلهم بعد تأثيثها بشكل كامل.
كما استأنفت الهيئة أعمال تجهيز البنية التحتية لمدينة الشيخ خليفة السكنية في منطقة «جول الرماية» غرب مدينة المكلا، بمحافظة حضرموت، وأطلع فريقها عن كثب على مستوى تنفيذ أعمال البنية التحتية من ربط مشروع المياه ورصف للشوارع بجانب ربط أنابيب الصرف الصحي وتمديد الكهرباء.