تعد القبيطه شمال لحج نموذج للجرائم التي ترتكبها مليشيات الحوثي ضد المدنين هذه الانتهاكات تتم تحت سمع وبصر المنظمات الدوليه والامميه العامله في اليمن
فمنذ ألف يوم اهلها يصارعون الموت، ويتنفسون الخوف عند نومهم وصحوهم.. يتخيلون في كل لحظة حمم الموت الحوثية حينما تتقاذف فوق منازلهم -بعد أن أخذت أرواح الكثير منهم-، وفي كل أحوالهم يتجرعون مرارة الحياة التي تسقيه لهم مليشيا الحوثي من كؤوسها التي لا تختلف عما تجرعه لباقي اليمنيين في مختلف المحافظات التي يسيطرون عليها لا سيما وأن المليشيا أسرفت في قتل المدنيين ونهب الممتلكات العامة والخاصة وهجرت مئات الاسر قسريا من مناطقهم.. لكن بالمقابل تبلي المقاومة هناك بلاء حسنا حيث تمكنت من تحرير نصف المديرية رغم شحة الإمكانيات وكبدت المليشيا خسائر تصل إلى أكثر من80 قتيلاً وجريحاً خلال الأسابيع الأخيرة فقط.
تقع مديرية القبيطة شمالي محافظة لحج جنوبي البلد ويبلغ عدد سكانها -بحسب إحصائية رسمية- 160 ألف نسمة تقريباً.. ويرزح سكان المديرية تحت وطأة الجبروت والاجرام الحوثي بشكل مباشر بحق منهم في مناطق سيطرتهم أو من كانوا في مناطق محررة الذين تستهدفهم بقذائفها وصواريخها المتواصلة.
جرائم متنوعة
يعيش نصف سكان مديرية القبيطة الذين ما تزال مناطقهم تحت سيطرة مليشيا الحوثي تحت وطأة الخوف الرهيب الذي تصنعه المليشيا من خلال جملة من الجرائم والانتهاكات الواسعة التي ترتكبها بحقهم، فيما سكان النصف الآخر من المديرية- الواقعة تحت سيطرة الشرعية بعد تحريرها يواجهون كل يوم شبح الموت والدمار القادم من أفواه مدافع ومنصات صواريخ الجماعة الارهابية الحوثية والتي تتساقط على منازلهم بين الفينة والأخرى.. فحسب مصادر محلية خاصة – فإن الحوثيين قاموا خلال الفترة الماضية بقتل واعتقال وتعذيب العشرات من السكان المدنيين بما فيهم اطفال من جهة، واجبار الشباب على القتال في صفوفهم من جهة أخرى.
ووفقاً للمصادر فإن عمليات القتل الحوثية للمواطنين تنوعت بين القنص المباشر وقصف المنازل الآهلة بالسكان وكان آخرها -الثلاثاء الماضي- حيث استشهد وأصيب عدد من المدنيين جراء قصف مدفعي للعدو على منطقة صوله وقبل ذلك بيومين استشهد المواطن صالح احمد القباطي بمنطقة ثوجان بعد ان استهدفته قناصة المليشيا المتمركزة في منطقة نجد قفل اثناء تواجده بجوار منزله والذي يعد احد مناظلي ثورة 14 اكتوبر.. وقبل ذلك قتل عدد من الاطفال والنساء بقصف للجماعة على قرى شمال المديرية.
تهجير قسري
وفقاً لمصادر محلية خاصة لصحيفة «26 سبتمبر» فإن مليشيا الحوثي أجبرت عشرات الأسر في مناطق شرار الأعلى وثوجان والحنكة العليا والرماء على النزوح من مناطقهم إلى محافظة عدن ومدينة لحج، وأضافت المصادر أن السكان النازحين يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة بعد فقدانهم لمساكنهم ومصادر دخلهم في الوقت الذي يعاني فيه الأطفال من أمراض مختلفة أبرزها أمراض سوء التغذية الحادة.. مشيرة إلى أنه لم يلتفت لهم أحد من المنظمات الانسانية الدولية أو المحلية.. الأمر الذي ضاعف من معاناتهم.
نهب للممتلكات
لم تتوقف سلسلة جرائم مليشيا الحوثي بحق مديرية القبيطة وأبنائها حيث تعرضت الكثير من ممتلكاتهم العامة والخاصة للنهب الممنهج بشكل مباشر وغير مباشر وهذا الأخير عبر فرض إتاوات وجبايات على أصحاب المحلات التجارية. ومؤخرا قامت المليشيا بنهب محتويات المركز الصحي بسوق الخميس وباعت معداته في منطقة الراهدة وعيرين أمام مرئى ومسمع الجميع.. حيث قامت ببيع الأشعة الخاصة بالمركز الصحي والمختبر وأدوات طبية أخرى، وهي في طريقها لبيع مولدات المركز الصحي والثلاجات الذي تحفظ الادوية.
من جهة أخرى قامت المليشيا بنهب المواد الغذائية التابعة لمنظمة اليونسيف والتي كانت مخصصة للسكان كمساعدات إنسانية.
الجيش يعاقب المليشيا
لم يقف أبناء مديرية القبيطة مكتوفي الأيدي إزاء ما تقوم به مليشيا الحوثي الارهابية بحق المنطقة والسكان حيث شكلوا قوات مقاومة شعبية مناهضة للمليشيا اندرجت لاحقاً ضمن قوات الجيش الوطني وتمكنوا رغم شح الامكانيات من خوض معارك قوية ضد المليشيا الحوثية ليتمكنوا خلال الفترة الماضي من تحرير نصف المديرية وهم يعدون أنفسهم لتحرير النصف الأخر منها الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني بالمديرية على القباطي أكد أن قوات الجيش الوطني عازمة على استكمال تحرير المديرية.
مشيراً إلى أن المليشيا الحوثية تلقت خلال معركة جبل الحمام والتبه الخضراء التي حدثت قبل أيام خسائر فادحة في الأروح والعتاد حيث تجاوز عدد ضحاياها 80 مسلحا بين قتيل وجريح منهم 30 قتيلا بينهم قيادات وتدمير عدد من الأسلحة والآليات العسكرية المختلفة.
وفي مواجهات يوم وليل الثلاثاء الماضي قتل خمسة حوثيين في منطقة نجد الوزف بعد محاولة الحوثيين اقتحامها. وكانت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بالقبيطة قد تمكنت قبل أيام من استعادة السيطرة على جبل الحمام الاستراتيجي المطل على قاعدة العند الجوية والتي تبعد عن مدينة عدن حوالي 60 كيلو متر.
إسناد الجيش وإنقاذ السكان
القباطي تحدث عن الإمكانيات التي يمتلكها الجيش بالمديرية مشيرا إلى أنهم بحاجة ماسة لدعم من التحالف العربي والحكومة الشرعية والمنطقة العسكرية الرابعة ومحافظ لحج ليتمكنوا من تحرير ما تبقى من المديرية وتأمين المناطق المحررة .. مطالبا بسرعة عودة العميد مهران القباطي قائد ألوية الحماية الرئاسية وقائد المعارك في القبيطة والمشرف المباشر عليها وذلك بهدف سرعة استكمال التحرير.
من جهة أخرى ناشد سكان القبيطة الحكومة الشرعية والمنظمات الانسانية الدولية والمحلية الالتفات إلى معاناة السكان خصوصا النازحين منهم حيث يعيشون أوضاعا انسانية مأساوية.