مازالت حاله من الغموض مستمره حول حثه الرئيس علي عبدالله صالح الذي اغتالته مليشيا الحوثي منذ 40 يوما رغم اعلان حزب المؤتمر بانه تم دفن جثمانه في حين اكدت العائله ان الجثه مع مجموعه من الشخصيات التي كانت معه وقت اغتياله بحوزة الحوثيين
كما ثار الجدل وتضاربت المعلومات حول مكان دفن جثته مع عدد من رفاقه الذين لم يعرف مصيرهم حتى اللحظة.
كما ظهر ياسر العواضي القيادي في حزب صالح، وهو الآخر ظل مصيره غامضا لأيام، ثم أطل من تويتر وقال في تغريدة له، إنه تم دفن صالح دون الإشارة إلى مكان الدفن، ودون نشر أي صور.
لم يتم دفن أي من رفقاء صالح الذين قتلوا مؤخرا بشكل علني عدا أمين عام الحزب عارف الزوكا، الذي سلمت جثته لمشايخ ونقلت إلى شبوة
يدور التاريخ دورته، فقد كان صالح أحد قادة اليمن الذين كانت لهم اليد الطولى في إخفاء جثامين المناوئين له منذ تولى الحكم، ابتداء بجثامين قادة انقلاب 1978 وحتى قادة حرب صعدة.
مع مقتل الرئيس صالح، يختفي ملف غامض ظل ذوو ضحاياه يطالبون لثلاثة عقود ونصف العقد بكشف أسراره، ذلك هو ملف القادة الناصريين الذين خططوا لعملية الانقلاب على صالح بعد أشهر من تسلمه السلطة في 1978، حيث فشل الانقلاب في لحظاته الأخيرة وتم القبض على قرابة 40 شخصية من المخططين للعملية.
حوكم المخططون للانقلاب بقيادة أمين عام التنظيم الناصري عيسى محمد سيف، والأمين العام المساعد سالم محمد السقاف، الذي كان نائبا لمدير مكتب رئيس الجمهورية، وكذلك عبد السلام مقبل وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، و17 شخصية عسكرية ومدنية أخرى.
حكم بالإعدام على 20 شخصية وأخفيت جثامينهم حتى اليوم، ومع رحيل صالح يمكن أن يطوى الملف نهائيا دون معرفة أماكن دفنهم.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وتمت ملاحقة عشرات الأسماء طوال عقدين، واختفت أكثر من ثلاثين شخصية سياسية بينهم قادة عسكريون وسياسيون، ولا أحد يعرف مصيرهم حتى اللحظة.قادة الجنوب
في الجنوب اختفت أيضا جثامين قادة كان من بينهم رؤساء وزراء وقادة سياسيون.
قحطان الشعبي أول رئيس للجمهورية بعد الاستقلال عن الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن
تولى قحطان الرئاسة لعامين وقدم استقالته مجبرا من الحكم عام 1969، لكنه ظل في سجون النظام الذي تلاه حتى 1981 حيث توفي في سجنه.
من رفقاء قحطان أخفيت جثة أول رئيس للوزراء فيصل عبد اللطيف الشعبي إلى اليوم منذ مقتله وهو في سجن (الفتح) في مدينة التواهي بعدن.
يعتبر فيصل الشعبي مؤسس حركه القوميين العرب في اليمن التي تأسست عام 1956م فرعا لحركة القوميين العرب في بيروت بزعامة المناضل الفلسطيني جورج حبش، ثم تحولت الحركة إلى مسمى (الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل)، وكان الشعبي أبرز قادة الجبهة، وأول رئيس حكومه بعد الاستقلال ووزير خارجية.
عقب الانقلاب على الرئيس قحطان الشعبي في 1969 اعتقل فيصل مع عدد من رفاقه وزج به في السجن وتمت تصفيته في الزنزانة في فبراير 1970 وأخفيت جثته حتى اليوم.
مثله أيضا رفيقه علي عبد العليم أحد أبرز قيادات الجبهة القومية، والذي تم إعدامه في زنزانته في أكتوبر عام 1970 بعد محاكمة وصفت في المراجع التاريخية بالصورية.
تولى سالم ربيع علي الملقب بـ (سالمين) الرئاسة في الجنوب عام 1969 عقب الانقلاب على قحطان الشعبي، واستمر حتى 1978 كأطول فترة رئاسة لرئيس جنوبي، لكن نهايته كانت أبشع من نهاية خلفه.
دبر رفاقه عملية انقلابية له عقب اغتيال رئيس اليمن الشمالي بساعات، حيث اتهم بترتيب اغتيال رئيس الشمال حسين الغشمي.
اعتقل سالمين وتمت محاكمته ووصفت بالصورية أيضا، وأعدم وأخفيت جثته حتى اللحظة، ليكون المصير مشابها لمصير فيصل الشعبي ورفاقه.
توالت الصراعات بين رفقاء النضال في الجبهة القومية والتي أصبحت في 1978 الحزب الاشتراكي اليمني وهو الحاكم الوحيد لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية
انفجر صراع دام بين فصائل الحزب في 1986 وقتل عدد من القادة العسكريين والحزبيين، كان أبرزهم الزعيم الاشتراكي عبد الفتاح إسماعيل أمين عام الحزب منذ تأسيسه في 1978 حتى 1980.
وكان منصب الأمين العام يعتبر كمنصب رئيس الجمهورية، كون الحزب الاشتراكي هو الحزب الوحيد والحاكم أيامها.
أطلق الحارس الشخصي للرئيس علي ناصر محمد النار على عبد الفتاح إسماعيل وعدد من الوزراء والقادة، وانفجرت المواجهات العسكرية المعروفة بـ (أحداث 13 يناير) 1986 في عدن.
اختفى عبد الفتاح إسماعيل وجثته منذ ذلك التاريخ حتى اليوم وأصبح الحديث عنه بمثابة أسطورة.
بعد اختفاء عبد الفتاح ومعارك 1986 التي راح ضحيتها الآلاف بينهم المئات من القيادات السياسية والعسكرية، كان أحد أبرز الأسماء في المشهد السياسي صالح منصر السيلي الذي تولى منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية في مرحلة ما بعد يناير 1986.
ظل السيلي في منصبه حتى قيام دولة الوحدة في 22 مايو 1990م فشغل منصب نائب رئيس الوزراء وزير شؤون المغتربين في أول مجلس وزراء لدولة الوحدة اليمنية برئاسة حيدر أبو بكر العطاس، وذلك لمدة عامين ونيف.
صدر بعد ذلك قرار رئاسي بتعيينه محافظا لعدن واستمر يمارس مهام منصبه حتى انفجار الأوضاع في صيف 1994م بين الشريكين الصانعين للوحدة.
عقب انتصار القوات الشمالية اختفى أثر السيلي حتى اللحظة ولم يعرف مصيره مطلقا.
آخر الجثث المخفية كانت جثة حسين الحوثي مؤسس جماعة الحوثيين وشقيق عبد الملك الحوثي، حيث اختفت جثته لمدة تسعة أعوام وكشف عن مصيرها أثناء انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في 2013.
قتل حسين الحوثي في 2004 في صعدة، وانتهت الحرب الأولى بين الدولة والحوثي بمقتله وهو المؤسس للجماعة الحوثية، وتسلم زمام قيادة الجماعة بعده شقيقه عبد الملك الذي أنجز رحلة الثأر لشقيقه ولوالده الذي قتل هو الآخر في عملية غامضة.
ظهرت جثة الحوثي في أحد أسوار سجون العاصمة صنعاء، وتم تسليم الرفات لشقيقه ونقل إلى صعدة.
ورتبت له جنازة باذخة وبني له ضريح أشبه بأضرحة بلاد فارس وعلى ذات النسق، لكن طيران التحالف قصف الضريح ضمن عملياته العسكرية في 2015.
إضافة إلى هذه القوائم والأحداث مئات الجثث المخفية من الأسماء التي لم تبرز إلى المشهد السياسي، لكنها كانت ضحية لكل هذه الصراعات التي شهدتها اليمن شمالا وجنوبا منذ قيام الجمهورية في الشمال عام 1962 والتحرر من الاستعمار في الجنوب في 1967.
ونولت جماعه الحوثي عمليات اخفاء الجثث فوقا لتقارير حقوقيه هناك اكثر من 200 جثه مختفيه منذ الانقلاب علي الشرعيه بجانب الاف المعتقلين في سجونهم منهم وزير الدفاع اليمني الذي لايعرف مصيره حتي الان