تضاربت الأنباء حول مصير القيادي الحوثي، رئيس ما يسمى باللجنة الثورية محمد علي الحوثي، ورئيس ما يعرف بالاستخبارات، عبدالله يحيى الحاكم، الملقب بـ«أبو علي الحاكم»،
حاول عضو اللجنة الثوريةالحوثيه ، صادق أبو شوارب، طمأنة أنصار الميليشيات، عبر إرسال رسالة ضمن مجموعة تضم بعض القيادات الحوثية والإعلاميين، في أحد تطبيقات المراسلة. وبحسب تأكيدات مصدر خاص، فقد جاء في نص الرسالة الموجهة إلى المجموعة الإعلامية «أبو أحمد الحوثي، وأبو علي الحاكم، وأبو حسين المداني، يديرون المعارك في الجبهات، ولا صحة لما تتداوله وسائل إعلام العدوان ومطابخ الخونة» حسب الرسالة، فيما لم يجرؤ أبو شوارب على ذكر ذلك في تصريح رسمي أو وسيلة إعلامية.
أكد مصدر مقرب من مستشفى العلوم والتكنولوجيا في صنعاء، في تصريح خاص لجريدة «الوطن» السعوديه ، أن المستشفى شهد ليلة الأحد الماضي، تجمعا كبيرا غير مسبوق، حيث تم تطويقه بعدد كبير من الأطقم العسكرية الحوثية. وأشار المصدر إلى وجود معلومات تفيد بأن قيادي حوثي كبير لقي مصرعه، إلا أن الميليشيات تحاول التكتم على الخبر، نظرا لأهمية الشخصية وتأثيرها بدرجة كبيرة على الجماعة الانقلابية.
ولوح المصدر إلى وجود إصابات كبيرة لعدد من القيادات الحوثية الموجودة في موقع الضربة، وأن المستشفى يحظى برقابة مشددة في الوقت الراهن.
شدد مصدر خاص خلال حديثه لـ«الوطن»، أن وضع القياديين، محمد علي الحوثي، وأبو علي الحاكم خطير جدا، ويوجد تكتم كبير على حالتيهما، مبينا أنهما مختفيان عن الأنظار منذ 3 أيام، في وقت كان يعد ظهور محمد الحوثي الإعلامي والميداني أمرا اعتياديا، ونادرا ما كان يتغيب عن المشهد العام، فيما يعد أبو علي الحاكم مرافقا دائما له.
وتطرق المصدر إلى وجود حالة استنفار غير طبيعية في 3 مستشفيات وسط العاصمة صنعاء، وهي مستشفى «المؤيد» و«المتوكل» و«العلوم والتكنولوجيا»، مشيرا إلى أن مسؤولي مستشفى «العلوم» راسلوه مؤخرا، وبرروا حالة الاستنفار بوجود خطأ طبي أدى إلى اقتحام المستشفى، مؤكدا أن حساب المشفى يحتمل أن يكون تحت سلطة الحوثيين.
وأضاف المصدر «أن أطقم جيش المتمردين لا تزال تحيط بالمستشفى، مبينا أن معلوماته تشير إلى أن هنالك جناح تم تفريغه بالكامل، ولا يعلم أحد بما يدور داخله، حيث تم إحضار أطباء من مستشفيات «المؤيد» و«عبدالقادر المتوكل» و«الثورة» للاستعانة بهم، قبل أن يتم سحب هواتفهم الشخصية والتحفظ عليهم»، مشددا على أن المعلومات من داخل العاصمة أصبحت شحيحة، نظرا للإرهاب الذي تمارسه الميليشيات بحق الأهالي والموظفين.
أضاف القباطي «لدي معلومات تفيد بهروب مجاميع من القيادات والعناصر الحوثية إلى أماكن مجهولة، بالتزامن مع تهريب أموالهم ومقتنياتهم»، مؤكدا أن المواطنين أصبحوا يلاحظون الخوف والانهزامية عليهم بشكل مباشر، مشيرا إلى لجوء الميليشيات لدفن قتلاهم ليلا بشكل سري، وعدم إظهار الخسائر أمام ذويهم، مبينا أنه بعد مقتل صالح أصبحت المعادلة بين عروبة اليمن أو فرسنتها. وحذر قباطي من أن محاولة نشر تغريدة لمحمد الحوثي كدليل على حياته، ليست كافية أو دليل قاطع على حياته، حيث إنه من المعلوم أن الرجل لا يجيد الكتابة بشكل سليم، فضلا عن إمكانية استخدامه لوسائل التقنية الحديثة، وأن الحسابات المزعومة له يديرها عناصر من ميليشيا حزب الله، وخبراء إيرانيون آخرون. واستشهد القباطي بحادثة مقتل طه المداني، الذي لم يكشف عن مقتله إلا بعد عام، مبينا أن هذه السياسة التعتيمية تعكس حالة الهزيمة في صفوفهم، مؤكدا أن التحالف قادر على رصد أماكن تجمعاتهم، وأسقط منشورات في صنعاء مؤخرا، تحذر المدنيين من التمركز في تلك الأماكن.
شكك وزير السياحة اليمني، محمد عبدالمجيد قباطي، في حديث لـ«الوطن»، حول تكتم الحوثيين عما يدور داخل مستشفيات العاصمة، وإيهام الرأي العام بأن الأمور تسير على ما يرام، لافتا إلى أن عدم نفيهم للمعلومات في هذا الشأن، يعكس وجود أمر خطير يحصل بينهم.
وأوضح القباطي أن مستشفى «العلوم»، نقل إليه كل الجرحى المصابين، وهناك معلومات تفيد بمقتل أبو علي الحاكم، لافتا إلى أنه في بداية الأمر خرجت تسريبات حول وقوع إصابات خطيرة، قبل أن تؤكدها مصادر مطلعة من مشايخ أرحب، الذين لديهم جرحى في ذات المستشفى.
وأشار القباطي إلى أن أحد المشايخ أكد له مقتل محمد علي الحوثي، وأن التكتم على مقتله يأتي في سياق خوفهم من الهزائم والانكسارات في الجبهات القتالية، وتراجع معنويات المقاتلين نتيجة ذلك.
ولفت القباطي إلى أن مصرع أي شخص عادي من الجماعة يتسبب في تراجع معنويات المقاتلين، فضلا عن مصرع كبار القيادات المؤثرين على المشهد السياسي والميداني.
أوضح القيادي المنشق في صفوف الحوثيين والخبير في الجماعة، عبدالناصر العوذلي، لـ«الوطن»، أن إحدى الممرضات العاملات في مستشفى «العلوم»، أقسمت على مشاهدتها جثة أبو علي الحاكم، مؤكدا أن مصرع القيادات الحوثية الكبيرة يتم التكتم عليها بشكل كبير نظرا لحساسية الموقف.
وأشار العوذلي إلى أن إغلاق الأطقم العسكرية لمستشفى «العلوم» في صنعاء، يعكس وجود إصابات أو وفيات لقيادات كبيرة في الجماعة، وذلك بعكس عدم اكتراثهم لقتلاهم على الجبهات وتركها دون اهتمام.
وتوقع العوذلي أن يكون القياديان محمد الحوثي وأبو علي الحاكم قد قتلا في الغارة الجوية التي استهدفت تمركزهما في أرحب، لافتا إلى أن الزيارات التي قام بها القياديان للقبائل في المنطقة، عقب اغتيال صالح، تؤكد صحة هذه المعلومات. وأشار العوذلي إلى أن القياديين كان لهما برنامج ميداني مشترك مؤخرا، للالتقاء بمشايخ طوق صنعاء، وقبائل «حاشد» و«بني مطر»، وقبائل «سنحان»، مبينا أن عملية تصفيتهما ستنعكس سلبا على الوضع الميداني للجماعة من جهة، والزيارات للقبائل من جهة ثانية، واجتماعات ما يعرف باللجنة الثورية والمجلس السياسي من جهة أخرى.