“سبتمبرنت”
حولت المليشيا الحوثية الانقلابية العاصمة صنعاء إلى سجن كبير ومدينة أشباح وخوف وتصفيات واعتقالات ونهب وهتك حرمات وأعراض, واقتحام بيوت, ونزوح جماعي شبه يومية بالرغم من العراقيل التي وضعتها امام المواطنين.
أصبحت صنعاء اليوم مدينة غير صالحة للعيش في ظل سيطرة المليشيا الحوثية الانقلابية, ضاق الناس فيها لجأ المواطنين إلى الهروب منها بطرق مختلفة.
وكشفت مصادر أمنية في العاصمة صنعاء أن المليشيا الحوثية الانقلابية أعدت قوائم لقياديين وكوادر ونواب في حزب المؤتمر الشعبي وتقوم بملاحقتهم.
إعدامات وتصفيات:
قامت المليشيا الانقلابية بتصفية عدد من القيادات التابعة والمقربة من الرئيس السابق صالح ,وكشف كامل الخوداني القيادي بحزب المؤتمر أن المليشيا الحوثية قامت بتصفية أكثر من 1200 عضو مؤتمري وضابط ومقربين من الرئيس السابق, وضباط كبار موالين للرئيس السابق منذ اغتيال صالح.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في 6 ديسمبر الجاري قد أعلنت عن مقتل 234 شخصا وإصابة 486 آخرين من العسكريين والمدنيين، في العاصمة صنعاء خلال الأربعة الأيام الأولى من المواجهات المسلحة بين قوات مليشيا الحوثي وقوات صالح في العاصمة صنعاء وحدها.
الاختطافات والاعتقالات
وأضاف الخوداني في تغريدة له على حسابه في “تويتر” إن المليشيا الحوثية اعتقلت منذ اغتيال الرئيس السابق صالح أكثر من 3000 ألف من أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام منهم نواب وقادة عسكريون ومقربون من الرئيس السابق.
مصادرة ممتلكات
وعن المقرات والمؤسسات التي استولت عليها المليشيا الانقلابية منذ اغتيال الرئيس السابق صالح قال إن المليشيا استولت على أكثر من50 مقراً ومؤسسة تابعة لحزب المؤتمر, كان أخرها جمعية كنعان التي يرأسها بن شقيق صالح”يحي صالح” وجمعية الصالح التابعة للرئيس السابق.
تفجير ونهب
وبحسب مصادر في العاصمة صنعاء فإن المليشيا الانقلابية فجرت أكثر من35 منزل لقيادات موالية ومقربة من صالح, بالإضافة إلى نهب واقتحام أكثر من 110 منزل.
النزوح
أكد وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة في اليمن عبد الرقيب فتح، نزوح أعداد كبيرة من سكان العاصمة صنعاء والمحافظات المجاورة لها الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية إلى المناطق المحررة
وبحسب تقرير لمنظمة الهجرة الدولية الأسبوع الماضي عن نزوح أكثر من 25 ألف نازح من العاصمة صنعاء منذ اغتيال الرئيس السابق صالح بداية ديسمبر واعتقال وتصفيات العديد من القيادات المقربة من الرئيس السابق صالح وكوادر وضباط موالين له, وملاحقة ومداهمات وتنكيل بحق أنصار ومؤيدي حزب المؤتمر.
وكانت مصادر رسمية بمحافظة حضرموت تحدثت عن وصول أكثر من 1500 نازح من العاصمة صنعاء خلال الأيام الأولي للانتفاضة الشعبية في صنعاء.
مضايقات وتفتيش المارة في الشوارع
بالرغم من المعاناة والخوف الذي يعيشه المواطنين في العاصمة صنعاء منذ اغتيال صالح, فإن انتشار النقاط المليشيا المكثفة وكثرة التحقيق والتفتيش التي يتعرض لها المواطنون في الحارات والشوارع زادت من خوف وتضايق المواطنون من هذه التصرفات .
وقال احد المواطنين لـ”سبتمبرنت” إن كثرة التفتيش والتحقيق معهم في النقاط التي استحدثتها المليشيا في الحواري والشوارع جعلتهم يخافون أكثر, ويعيشون في قلق دائم , ومضيفاً أن هذه التصرفات زادت من احتقان وغضب المواطنون على المليشيا.
ويعاني المواطنون في منطقة الاصبحي جنوب أمانة العاصمة صنعاء, من مضايقات المليشيا الانقلابية حيث كثفت المليشيا نقاط التفتيش في المنطقة وتقوم بتفتيش الداخل والخارج من المنطقة.
أحكام غيابية
أصدرت المليشيا الحوثية حكما غيابيا بالسجن تسعة أشهر وغرامة مالية تقدر باثنين مليون ريال يمني, على الأستاذ محمد انعم رئيس تحرير صحيفة الميثاق الناطقة باسم المؤتمر الشعبي العام.
مصير مجهول
قال مصدر في حزب المؤتمر الشعبي العام أنهم فقدوا الاتصال بشكل كامل مع اغلب قيادات الصف الأول في الحزب، ومصير معظمهم لا يزال مجهولاً، والاقتحامات والاعتقالات لم تتوقف حتى اليوم.
وكشف القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام كامل الخوداني لـ”العربية نت” أن أكثر من 250 قيادي من قيادات الحزب مصيرهم مجهول ولم يعرف عنهم شيء.
مغادرة المنظمات الدولية
دعا وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح، أمس الأحد, الجهات المانحة إلى استخدام ميناء عدن والمطارات والموانئ في المحافظات المحررة لتسليم وتلقي المساعدات الإغاثية، لافتاً إلى إن العاصمة المؤقتة عدن مستقرة ومؤهله للعمل المنظمات الدولية والإنسانية.
وكان التحالف العربي أعلن في بيان له، السبت الماضي، أن منظمات إنسانية وإغاثية أخلت موظفيها من صنعاء, بسبب تزايد إجرام المليشيا الانقلابية في العاصمة صنعاء, مشيراً إلى المليشيا الحوثية تخالف القانون الدولي بعدم حماية موظفي الإغاثة, بالرغم من مناشدة التحالف العربي لهذه المنظمات بعدم مغادرة صنعاء، مشدداً على ضرورة أن توفر هذه الميليشيات الإجرامية الحماية حسب القانون الدولي.
إدانات دولية لتصرفات المليشيا
بالرغم من الإدانات المتكررة للمليشيا الحوثية من دول ومنظمات دولية والمجتمع الدولي لتصرفات المليشيا والقمع الوحشي والممنهج الذي يتعرض له أنصار الرئيس السابق ومقربون منه كان أخرها إدانة المبعوث ألأممي إلي اليمن إسماعيل ولد الشيخ، مساء الجمعة، إلا أن المليشيا الانقلابية ما زالت تواصل انتهاكاتها وتصرفاتها بحق المواطنين وقيادات حزب المؤتمر.
وشدد ولد الشيخ على أن “ما يجري حالياً في صنعاء غير مقبول ومخالف للقانون الدولي العام”، في إشارة لما ترتكبه مليشيا الحوثي الانقلابية من حملات تصفية واقتحام منازل واختطاف يطال الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح ومعارضيها, مشيراً إلى وجوب “وضع حد فوري لما يتعرض له قادة المؤتمر الشعبي العام والناشطون وأسرهم من تعنيف وترهيب”.
مشرفين على مؤسسات الحزب
وفي سعى المليشيا الانقلابية للسيطرة والاستيلاء على كل الممتلكات التابعة للرئيس السابق صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام قامت بالاستيلاء على معظم المؤسسات التابعة لحزب المؤتمر وكذلك مؤسساته الإعلامية في محاولة منها لتجنيد الإعلام التابع للحزب لصالح الجماعة, وقامت بتعيين مشرفين على بعض المؤسسات الاعلامية التابعة لحزب المؤتمر وقامت بتعيين أقارب من المليشيا على هذه المؤسسات.
وتداول ناشطون أسماء مشرفين عينتهم المليشيا الحوثية على مؤسسات إعلامية تابعة لحزب المؤتمر وهم طارق الشامي مشرفاً على حزب المؤتمر, وأحمد الكبسي مشرفاً على قناة اليمن اليوم, وأحمد الحبيشي مشرفاً على وسائل إعلام الحزب الأخرى.
بالإضافة الى ذلك تعتزم المليشيا تعيين مواليين لها كمشرفين على فروع الحزب في مختلف المحافظات والمديريات الخاضعة لسيطرتها وتكليفهم بالملف المالي ومنحهم سلطات حل المشكلات حتى يصبحون أصحاب تأثير قوي داخل الحزب.