يرى محللون ان مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بعد استعداده لفتح صفحة جديدة مع السعودية، قد يؤجج “الحرب بالوكالة” في هذا البلد بين الرياض وطهران.وفي تقرير لوكالة الصحافه الفرنسيه قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في صنعاء ماجد المذحجي ان “مستقبل السياسة في اليمن تغير بشكل كلي، كان صالح احد اهم المرتكزات فيها، لكنه انتهى الان”.
واضاف المذحجي انه بعد وصول النزاع الى طريق مسدود بعد ثلاث سنوات من سيطرة المتمردين على صنعاء، “اثار صالح آمالا كبيرة في انهاء سيطرة الحوثيين. وهذا لا يعني ان الناس يحبونه، لكنه شكل فرصة لانهاء ميليشيا تثير مخاوف”.
وتابع الخبير ان انتشار شريط الفيديو الذي يظهر جثة صالح ادى الى احساس “الناس بالضيق لانهم شعروا بأن فرصة مهمة قد ضاعت”.
– لا بديل عن صالح –
في رد فعلها الأول على مقتله، عبرت السعودية عن الامل في “تخليص اليمن من الحوثيين الارهابيين المدعومين من إيران”.
وبدات السعودية تدخلها العسكري لاعادة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي اللاجئ في الرياض، الى صنعاء. لكنه يفتقر إلى الكاريزما، كما انه لا يحظى بإجماع في معسكره.
وفي هذا السياق، سيجد السعوديون صعوبة في العثور على رجل آخر مماثل لصالح الذي حكم اليمن بين العامين 1978 و2012.
وافاد تحليل لمركز صوفان انه “ليست هناك شخصيات سياسية يمنية يمكن مقارنتها من حيث التأثير والنفوذ”.
واضاف ان “نتيجة مقتل صالح في المدى القصير يمكن ان تكون زيادة حدة المعارك بين القوى المحلية، ما قد يؤدي الى مضاعفة التدخل الاجنبي”وخصوصا السعودي والايراني.
وتعبر رندا سليم من “ميدل ايست انستيتيوت” عن اعتقادها ان مقتل صالح يبعد احتمالات التوصل الى اتفاق اقليمي.
وتقول لوكالة فرانس برس “الجميع على المستويين المحلي والاقليمي يريدون استمرار الجولات العسكرية لبعض الوقت قبل ان يكونوا مستعدين للجلوس على طاولة المفاوضات”.
واوضح مركز صوفان ان التحالف المناهض للمتمردين الذي تسيطر عليه السعودية والامارات قد يشهد اختلافا حول الجهة التي سيتم التعامل معها في غياب صالح، مشيرا الى ان السعوديين يفضلون حزب الاصلاح الاسلامي.لكن سليم تعتبر ان الامارات تفضل احمد علي، الابن الأكبر لصالح الموجود على اراضيها.
وتقول سليم “الشيء المؤكد هو ان اليمن يتجه نحو مزيد من النزاع في ظل سعي جميع الاطراف الى تغيير المسار لصالحهم”.
– “اطفال مذعورون” –
في نيويورك، دعا مجلس الامن الدولي الثلاثاء جميع الاطراف الى “الالتزام بشكل غير مشروط بالعملية السياسية التي تقودها الامم المتحدة من اجل وقف دائم لاطلاق النار”.
في الوقت نفسه، دعت وكالات الامم المتحدة الى “هدنة” إنسانية لمساعدة السكان في صنعاء حيث اسفرت الاشتباكات الأخيرة بين قوى التمرد عن مقتل ما لا يقل عن 230 شخصا وجرح 400 آخرين، بينهم مدنيون.
وقال منسق الشؤون الانسانية للامم المتحدة في اليمن جيمي ماكغولدريك لفرانس برس “هناك اطفال اصيبوا بالذعر وحوامل محاصرات”.
واثنا تظاهرة في صنعاء الثلاثاء، حاول الحوثيون اللعب على وتر الوطنية برفعهم اعلام اليمن وشعارات الوحدة “اليمنيون شعب واحد”، مع وعدهم عدم المس بعناصر حزب صالح.
لكن المذحجي يعتبر ان الاحباط الذي يصيب سكان صنعاء وحرص البعض على وضع آمالهم في صالح يتجاوز غضبهم ازاء الحصار السعودي المفروض على اليمن.
ويقول في هذا الصدد “الوضع في صنعاء كارثي والحوثيون يفرضون قانون الميليشيات، لم تعد هناك تجارة كما ان السوق السوداء تزدهر والوضع الأمني مرعب”.
ويضيف “الناس يريدون دولة وقوانين، انهم مستعدون لفتح ذراعهم لكل من يستطيع ان يضع حدا لمعاناتهم”.