إن خطورة الوضع الذي أوصلنا إليه الانقلاب، والانهيار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والإنساني وحجم المعاناة المهولة التي يعيشها شعبنا اليمني في المناطق التي ترزح تحت سيطرة المليشيا الانقلابية، يتفاقم يوما بعد يوم وينذر بكارثة مدمرة على كل المستويات والأصعدة.
لقد اتسعت دائرة الفقر والمجاعة لتشمل الشعب بأكمله، ووصلت حداً باتت تهدد ملايين اليمنيين بالموت جوعاً، نتيجة مغامرات الانقلابيين وحروبهم العبثية والمدمرة للوطن والشعب، فمن لم يمت بآلة الحرب المليشاوية الحوثية، أو تحت التعذيب والصعق بالكهرباء في معتقلاتهم وسجونهم السرية، حتما سيموت جوعاً، ومن لم يمت جوعاً، حتماً سيموت بالكوليرا والأوبئة الفتاكة.
الناس فقدوا مصادر دخلهم ومعاشهم، لأنها ذهبت مجهوداً حربياً لتحقيق طموحات إيران التوسعية في اليمن والمنطقة العربية، وأصبحوا لايملكون حتى ما يسد قوت أسرهم، وباتوا بلا غذاء ولا مياه نظيفة ولا كهرباء ولا صحة ولا دواء، وتفشت الأوبئة والأمراض التي فتكت بالناس بشكل خطير وغير مسبوق.
إن السلالة العنصرية العدوانية والحاقدة، تعمل على فرض المشروع الإمامي الكهنوتي والسلالي الطائفي من جديد وبقوة السلاح، وتعمل على إحياء إرثها الماضوي الأسود الذي أهان شعبنا ودمره، وأثقل كاهله وصادره قروناً طويلة، كما أنها تعمل على فرض المشروع الخميني، وفرض النفوذ الفارسي على اليمن ودول المنطقة العربية، وفرض ثقافته الدخيلة على حساب دماء اليمنيين ووحدتهم وسيادتهم وهويتهم الوطنية والعربية، وعلى حساب سلمهم وأمنهم، وعلى حساب عيشهم وأوجاعهم وعذاباتهم.
يخطئ تماماً من يعتقد أن السلالة الاستعلائية العنصرية كانت على مدى 1200سنة وحتى اليوم أو ستكون في المستقبل جزأً من النسيج الاجتماعي اليمني؛ في ظل بقاء خرافة التميز والاصطفاء العرقي ومزعوم فكرة الحق الإلهي الحصري لهذه السلالة في الحكم والسلطة والثروة والعلم، ولا يجوز منازعتها فيه.
ومن يفكر أنها كانت جزأً من نسيج المجتمع، وتفكيره هذا مثاليا وطوباوياً لايمت للحقيقة والواقع بصلة .
وتاريخياً لم تكن جزءاً من نسيجه المجتمعي، ولم ترتبط باليمن أو بتاريخه الحضاري العريق، ولم تذب بهويته الوطنية على الإطلاق، بل كانت سلالة غازية وقوة جباية واحتلال غاشم، فهي تستند إلى فكرة كهنوتية ماضوية عنصرية، وتستند إلى خرافة وإلى إرث تاريخي أعطاها بغير حق امتياز طغياني إجرامي على حساب كرامة اليمنيين وهويتهم وثقافتهم وقيمهم الحضارية والإنسانية النبيلة.
نحن أمام مليشيا طائفية سلالية الإصطفاء العرقي العنصري وتتدثر زيفا بالدين .. سلالة لاترى إلا نفسها فقط، ولاترى اليمنيين إلا كائنات حية من الدرجة الثانية والثالثة تابعين لها، وخلقوا عبيدا لخدمتها وإسعادها.
لقد آن أوان التفاف اليمنيين حول مشروع التحرر الوطني الكبير ومساندة الجيش الوطني الباسل الذي يقدم التضحيات ويسطر البطولات والإنتصارات العظيمة، والذي بات على أبواب العاصمة صنعاء؛ لكسر الانقلاب المليشاوي والقطيعة مع هذا الإرث الماضوي المخزي والمهين.
إنها عصابة إجرامية مليشاوية طائفية نازية، نهبت ثروات البلد ومخازنه وخزائنه ومدخراته، وأموال الناس ومنازلهم، وفرضت الجبايات والإتاوات، وسطت على أملاك المواطنين وممتلكاتهم غير عابهة أو مكترثة بمعاناتهم.
أكثر من ثلاث سنوات وتحديداً منذ النكبة في 21سبتمبر 2014م، وشعبنا اليمني يعيش وضعاً مأساوياً صنعته يد مغول العصر.
مليشيا تدير شؤون الناس بالعصابات والمجرمين وقطاع الطرق وبالسوق السوداء .. تتاجر بالغاز حتى وصل سعر الإسطوانة الواحدة إلى أكثر من (6000) ريال وتتاجر بالمشتقات النفطية والمساعدات الإنسانية المجانية التي تقدمها الدول والمنظمات وتتاجر بقوت البسطاء والجوعى، ليحصد المجرمون من ورائها الثراء الفاحش بعشرات المليارات من الدولارات، وجزأً منه يذهب مجهوداً حربياً، تستنزف المواطنين وتثقل كاهلهم بالجبايات تحت هذا المسمى وهي تخوض حربا شعواء على الشعب وتحاصر المدن وتدمره كما هو الحال في تعز وترتكب المجازر البشعة بحق الأطفال والنساء والعزل..
الجوع لم يعد كلمة أو مفردة تقال في الأخبار أو تنشر في تقارير المنظمات الإغاثية .. الجوع في اليمن أصبح واقعا يهدد ملايين اليمنيين بالموت .. مليشيا الحوثي وإيران تقودان مذبحة كبرى تطال وجود اليمنيين وتعمل على تغيير هوية اليمن الجامعة.
لايمكن إيقاف تلك الجرائم إلا من خلال دعم الجيش الوطني والالتفاف حوله كطوق النجاة، لإنهاء معاناة شعبنا، وتحرير العاصمة صنعاء والمحافظات التي ترزح تحت سيطرة الانقلاب، وإنهاء أطماع إيران في اليمن والمنطقة العربية وعودة الشرعية الوطنية المنتخبة وبناء اليمن الاتحادي من ستة أقاليم.