تواصل الميليشيات الانقلابية عمليات تجنيد إجبارية للشباب والفتيات، في إجراء وصفه مراقبون بأنه يؤكد مضي تحالف الانقلاب على استمرار الحرب التدميرية ضد اليمنيين وجيرانهم في المنطقة.
وأكدت مصادر يمنية في صنعاء لموقع24 الاماراتي ، أن الميليشيات الحوثية أجبرت طلاب المدارس والفتيات على الانخراط في صفوف التجنيد لمواجهة ما تصفه بـ “العدوان”.
تجنيد النساء
وقالت المصادر إن “المليشيات الانقلابية افتتحت العديد من المراكز الخاصة بتجنيد النساء وتدريبهن، في المناطق التي تسيطر عليها شمالي البلاد، خاصة محافظات (صنعاء، عمران، صعدة حجة)، التي تمثل كبرى الحواضن للميليشيات الانقلابية في البلاد”.
وتحدثت صحف يمنية عن أن الميليشيات الحوثية جهزت العديد من المراكز التدريبة، والمجهزة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة لتدريب النساء على استخدام الأسلحة والتمارين العسكرية المختلفة، والتي تضم كذلك جوانب للتعبئة الثقافية.
والشهر الماضي أكدت مصادر صحفية بينها صحيفة “الوطن” السعودية، أن مقربات من زعيم الميليشيات الانقلابية عبد الملك بدر الدين الحوثي، يعملن على إدارة مراكز تدريبة وتثقيفية لاستدراج النساء وتجنيدهن لتنفيذ مهام خاصة، مثل (صد التظاهرات النسائية) وتنفيذ مهام قتالية وأمنية متعلقة في الجانب النسوي.
وتأكيداً لهذه الأنباء، نقلت صحيفة يمنية عن معلمة تعمل في إحدى مدارس صنعاء، اشترطت عدم ذكر اسمها، أن الميليشيات الانقلابية دفعت بفرق نسائية قبل شهرين في منطقة “حزيز” وقمن بمداهمة بيوت المدرسات ليلاً واعتقال اثنتين منهن في تكتم شديد، وذلك رداً على تظاهرات نسائية أقيمت في المدينة للمطالبة بصرف مرتباتهن.
دورات لنشر الطائفية
وتؤكد العديد من المصادر أن دورات تدريبية مكثفة تقيمها الميليشيات الانقلابية في المراكز الخاصة للطالبات، من خلال تعبئتهن بأفكار طائفية وتعصبية، ويجري إقامة الدورات بشكل منتظم ومستمر في المراكز المخصصة.
وبين مصدر أمني أن المراكز تضم أيضاً جوانب متعلقة بالعمل العسكري، ويتم فيها تلقين المتدربات دروساً في التعامل مع الأسلحة مثل البنادق وقواذف الآر بي جي، وكيفية إطلاق النيران والتعامل مع الأهداف العسكرية، حد قوله.
ونُفذت الكثير من العروض العسكرية النسائية في العاصمة صنعاء، ومدن شمالية أخرى، وهو ما يعتبر خرقاً واضحاً للعادات والأعراف الإنسانية.
عسكرية لاستهداف السعودية
وأكد خبراء وسياسيون يمنيون إن العاصمة اليمنية باتت قاعدة عسكرية تديرها قطر وإيران لاستهداف المملكة السعودية، في أعقاب إطلاق الحوثيين صاروخاً ناحية العاصمة الرياض قبل أسبوعين، قبل أن تدمره الدفاعات الجوية.
والأحد أكدت مصادر في صنعاء لـ24 أن “مشروعاً سكنياً لقطر حولته الدوحة وطهران إلى معسكر لتدريب الميليشيات على عملية اقتحام المدن في جنوب السعودية”.
وقال الصحافي اليمني محمد مساعد سكرتير تحرير صحيفة اليوم الثامن اليمنية، إن “إيران سعت منذ نحو عقدين للسيطرة على صنعاء وإسقاطها كعاصمة عربية رابعة في يد النفوذ الإيراني لاستهداف دول المنطقة العربية والخليج على وجه التحديد، وزودت الحوثيين بالخبراء العسكريين والأسلحة ولو تذكرنا السفن التي تم ضبطها وهي تحمل أسلحة في طريقها إلى الحوثيين ليؤكد ذلك”.
وأضاف الصحفي اليمني أن “قطر باتت تدعم وتساند إيران بشكل علني وهناك تنسيق كبير بينهما، وإن كان هذا التنسيق ظهر قبل 2011، إلا أنه الآن أعلنت الدوحة بشكل صريح دعمها لطهران في مواجهة الأشقاء في الخليج العربي والسعودية تحديداً”.
وتابع “هناك معسكرات في صعدة وصنعاء وتعز أنشأت لتدريب عناصر حوثية على يد خبراء إيرانيين ومن حزب الله اللبناني، وهذا ليس أمراً مخفياً على أحد”.
وقال بن مساعد “شمال اليمن وصنعاء العاصمة تحديداً، أصبحت قاعدة عسكرية إيرانية لاستهداف السعودية، من خلال الصواريخ التي يجري تطويرها على يد خبراء من إيران”، مؤكداً أن الحرب التي تشنها الميليشيات ضد الشعب اليمني يديرها عناصر من حزب الله اللبناني وهناك قتلى في صفوفهم سقطوا ليتأكد للعالم أجمع أن إيران انتهكت السيادة اليمنية وباتت تهدد الجيران منها”، مشدداً على ضرورة إنهاء الانقلاب واقتلاع ما وصفها بالنبتة الخبيثة في أقصى الشمال اليمني.
من جهته، قال المحلل السياسي اليمني مراد محمد سعيد، ورئيس مركز (هاي كواليتي) للتوثيق الإعلامي، إن “الصواريخ التي تطلق ناحية أو المدن اليمنية يجب أن تتوقف، وذلك من خلال سرعة الحسم العسكري وإنهاء الانقلاب”.
وأضاف سعيد ، أنه يجب على الحكومة الشرعية أن تتحرك بشكل جدي عسكرياً على الأرض يوازي الغارات الجوية المكثفة التي تشن على معسكرات الانقلابيين، حتى يتم إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، ومنع أي تهديد لليمن أو لجيرانها.
قطع أذرع حزب الله
“هل قررت السعودية قطع أذرع حزب الله اللبناني؟”، تحت هذا العنوان كتبت صحيفة يمنية أن “حسن نصر الله القائد الروحي لحزب الله اللبناني، المصنف سعودياً وأمريكاً على أنه جماعة إرهابية، ظهر متحدثاً لكنه كشف أبعاداً جديدة لحالة التوتر القائمة في لبنان نتيجة تمادي حزبه في شؤون المنطقة ودول الجوار، ومساهمته في إحلال الفوضى وزعزعة أمن المنطقة”.
كانت السعودية والإمارات وبعدهما الكويت دعت مواطنيها في لبنان إلى مغادرة البلاد فوراً، وهو على ما يبدو مقدمة لمرحلة جديدة من التوتر ستدخل فيها لبنان لا محالة. فبالعادة لا تدعوا الدول رعاياها للمغادرة إلا وهي تعلم جيداً أن الوضع يتجه إلى الأسوأ.
وقالت صحيفة اليوم الثامن اليمنية إن “خطاب نصر الله أظهر أنه شعر بالخطر المحدق به وحزبه الذي شارك إيران في تنفيذ مشاريع الفرقة والتشتت وسط عدة بلدان عربية، أحدها اليمن إلى جانب سوريا والعراق ومحاولات يائسة في البحرين والقطيف السعودية”.
سياسة “النفس الطويل”
وللمتابع أن يعرف سياسة السعودية في التعامل مع مثل هذه القضايا بمراجعة الأحداث التي عصفت بالمنطقة مؤخراً. فالمملكة تنتهج سياسة “النفس الطويل” للرد على المخاطر التي تحوم حولها، ولعل تعاملها مع الحوثيين عبر عاصفة الحزم ينطبق فعلياً على هذه النظرية.
وضع لبنان تغير في غضون ستة أيام فقط، وهي الفترة التي انقضت منذ أن أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته عن رئاسة الحكومة. وكان الرجل هدد في خطاب الاستقالة بقطع أذرع إيران في لبنان، في إشارة منه إلى حزب الله. ومنذ تلك الفترة شهدت لبنان تطورات متسارعة قد تفضي على الأرجح إلى تحجيم حزب الله بشكل كبير ولا يستبعد أن يكون ذلك عبر عملية عسكرية.
ويقول مراقبون إن السعودية أصيبت باليأس وهي تتعامل سياسياً ودبلوماسياً لردع خطر حزب الله اللبناني الذي وصل إلى جانبين من حدوده، سواء في العراق أو اليمن التي يشارك فيها عناصر من حزب الله في مساندة الميليشيات بحربها ضد السعودية، وقررت أن تخطوا خطوات جدية وحازمة للتعامل مع هذه المخاطر.
ويحاول نصر الله في خطابه التبرير بعكس ما كان يقوله في السابق، حيث كان زعيم الحزب يطلق تصريحات التهديد والوعيد والاعتراف الصريح بالموالاة لإيران التي يتلقى منها الدعم كما أفصح في أحد خطاباته، وهو على ما يبدو شعورٌ بالخطر ومحاولة تبرئة الذات من تهمة باتت مؤكدة لا تقبل الجدل.
وقبل أيام أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موقفه من الخطوات التي تتخذها المملكة العربية السعودية ضد إيران، والمتمثلة بمواجهة حلفاء إيران في المنطقة بشكل مباشر، حيث أيد الرئيس الأمريكي تلك الخطوات ورحب بها.
كل المعطيات تشير إلى أن لبنان قادم على مرحلة عصيبة قاده إليه حزب الله الذي أصبح يتحكم في مجريات البلاد ويسوق البلد الصغير إلى مستنقع جديد لا يرحب به اللبنانيين الذين عاشوا مرارة حرب أهلية سابقة، ولا يرغبون بتجربتها مرة أخرى، لكن السعودية تصر على كف الخطر عنها، وإذا ظل حزب الله يكابر بموقفه الذي تعارضه قوى إقليمية ودولية كبيرة فهذا يعني أن القادم يتجه إلى الأسوأ.