نداء بوست- قسم التحليل والمتابعة- خاص
تعاني معظم شرائح المجتمع السوري أزمة اقتصادية حادة في ظل تحديات اقتصادية كبرى وتدهور مستمر في الأوضاع الإنسانية في مختلف المناطق السورية، لا سيما تلك التي تقبع تحت سيطرة نظام الأسد.
ما يعكس سُوء إدارة حكومة النظام الاقتصادية والمالية، وأدت عقود طويلة من الفساد وسُوء الإدارة والحرب في سورية لدمار البلاد التي كانت توصف يوماً بأنها “سويسرا الشرق”.
ويستمر بشار الأسد وحاشيته بمحاولة السيطرة الكاملة على الأسواق السورية حيث تقوم الشركات التابعة لبشار الأسد منذ فترة طويلة بالتحايل على العقوبات الغربية المفروضة عليها باستخدام النظام المصرفي اللبناني لغسيل الأموال التي كان بشار الأسد يجنيها من شركاته السورية.
الجدير ذكره، أن عائلة الأسد تحكم سورية لأكثر من 5 عقود بمساعدة أجهزة الأمن والجيش، فيما تهيمن الأقلية العلوية على شؤون البلاد، وكل هذا يحدث في ظلّ غياب القانون واستمرار الأسد في وسائله القذرة، هذا وقد قال بشار الأسد بنفسه: إن أموال الشعب السوري، حسب زعمه، والتي تقدر بما بين 40 مليار دولار و60 ملياراً مجمدة في لبنان، وأن هذا أحد الأسباب الرئيسية للأزمة الاقتصادية في سورية. ما أدى إلى استياء الوسط اللبناني، بما يتعلق بحجم المبلغ الذي تحدث عنه، والسبب الذي دفع بالسوريين لإيداع أموالهم في مصارف لبنانية.
وخسرت سورية أكثر من 100 مليار دولار، جراء فقدان السيطرة على حقول النفط التي تم تطويرها على مدار السنوات الماضية، وهي تدفع حتى اليوم ثمناً مضاعفاً لاستيراده من الدول المجاورة، بالإضافة إلى خسارة الأسد أمواله في البنوك اللبنانية.
وقد بدأ الأسد يفكر بكيفية جمع الأموال من جديد، بعد هذه الخسائر الكبيرة، فبدأ إقامة علاقات دولية مع دول الجوار مثل الإمارات وسلطنة عمان، وذلك للتوسُّط لدى دول الاتحاد الأوروبي لفك الحظر عن العقوبات المفروضة عليه، بالإضافة إلى تحسين الاقتصاد السوري.
ويرى خبراء أنّ بشار الأسد يهدف إلى تحسين علاقته بالدول الغربية، وذلك عن طريق الإمارات والدول العربية الأخرى، بعد أن رفضت روسيا الاستثمار في الاقتصاد السوري على نطاق واسع، بالإضافة إلى رغبة بشار الأسد في العودة إلى جامعة الدول العربية، بدعم من دول الغرب.
ويشير الخبراء إلى أن آل الأسد يستمرون في عمليات غسيل الأموال وتهريبها خارج البلاد، وذلك بعد أن قامت أسماء الأسد بتأسيس العديد من المنظمات والمؤسسات غير الحكومية مثل الصندوق السوري للتنمية الريفية المتكاملة “الفردوس”، و”مؤسسة مورد” لتقديم القروض للنساء وتفعيل دور المرأة في الاقتصاد، و”مؤسسة بداية”، والجمعية السورية لرواد الأعمال الشباب “سيا”، و”الأمانة السورية للتنمية”.
وفي الوقت نفسه تستمر معاناة الشعب السوري، بالإضافة إلى استمرار أزمة الطوابير التي تشهدها المحافظات السورية، وتجدر الإشارة إلى أنّ 80% من الشّعب السوري حتى الموالين منه يعيشون تحت خطّ الفقر في ظلّ الأرقام المرعبة والخياليّة التي يتمّ الكشف عنها بين الحين والآخر في أرصدة بنوك سويسرا والتي تعود للأسد وعائلته.