تلفزيون سوريا
خلال الخريف الماضي، حطت طائرة تجسس أميركية فوق بيت يقع على طرف أحد بساتين الزيتون في شمال غربي سوريا، ثم سعت الكاميرا الخاصة بتلك الطائرة لتصوير رجل ملتحٍ يعيش في ذلك البيت بحسب ما ذُكر. كان ذلك الرجل الذي يطلق عليه أحياناً اسم “البروفسور” قد فقد ساقه في الحرب، ولهذا كان لا يبارح بيته في الطابق الثالث إلا نادراً، ولهذا ثبتت الطائرة عدسات كاميرتها على سطح البناء، وأخذت تنتظر.
ثم انضمت أجهزة استخباراتية أخرى مزودة بكاميرات ومعدات استشعار عن بعد لعملية المراقبة، فوق البيت ومن جميع جوانبه، ولم تذهب تلك الجهود سدى في نهاية المطاف. إذ شوهد الرجل في أيام معينة إن كان الطقس يسمح وهو يمشي بعرجته ومعه منشفة ويغتسل على السطح. كما كان بين الفينة والأخرى يغامر بالخروج والسير لفترة قصيرة خارج المبنى.
كانت الإعاقة الجسدية التي يعاني منها ذلك الرجل واضحة، فقد خسر ساقه اليمنى، وهذا يطابق بالضبط أوصاف الرجل المستهدف بالبحث المكثف، أي أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية.
مع زيادة المراقبة، أكد محللون لدى الاستخبارات الأميركية هوية الرجل، إذ بعد مطاردة استمرت لعامين، تم تحديد موقع القرشي الهارب، وقد تم ذلك في بداية الأمر عبر الوشاة والمخبرين الموجودين على الأرض، ثم تم تأكيد تلك المعلومة من خلال عدسات مكبرة مثبتة على طائرة استطلاع.