تتسارع وتيرة الأحداث في الأزمة الأوكرانية حيث لم يعد صوت الدبلوماسية والحوار مسموعا بوضوح، وذلك بعد أن فشلت محادثات كثيفة في الأيام الأخيرة في إحراز تقدم نحو حل لهذه الأزمة التي يصفها الغربيون بأنها الأخطر منذ نهاية الحرب الباردة قبل ثلاثة عقود.
وفي مؤشر الى هشاشة الوضع، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة إن روسيا قد تغزو ‘في أي وقت’ أوكرانيا بعدما حشدت على حدودها أكثر من 100 ألف جندي وأسلحة ثقيلة.
وفيما يلي نستعرض إليك 7 أسئلة مع أجوبتها عن الحرب المحتملة:
1-كيف نشب التوتر العسكري الحالي بين روسيا وأوكرانيا؟
منذ نهاية العام الماضي، يتزايد التوتر العسكري بين موسكو وكييف وسط توجيه اتهامات إلى روسيا بحشد قواتها على الحدود مع أوكرانيا، بينما توجه ‘جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الشعبيتان’، المعلنتان من طرف واحد، اتهامات إلى السلطات الأوكرانية بالحشد العسكري على خط التماس في منطقة دونباس، شرقي أوكرانيا.
كما تطالب موسكو بضمانات أمنية بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) خوفا من نشر صواريخ أميركية على الأراضي الأوكرانية، على بعد دقائق من التحليق إلى موسكو، في حال تم قبول عضوية كييف في الحلف.
منذ عام 2014، تعتبر أوكرانيا أن روسيا تحتل أراضيها عن طريق ضم شبه جزيرة القرم ودعم منطقة دونباس المطالبة بالاستقلال عن كييف، إلا أن موسكو تنفي هذه التهم، بحجة أن عملية ‘استعادة الوحدة’ بين القرم وروسيا جاءت نتيجة لاستفتاء تقرير المصير الذي أجري في شبه الجزيرة، نافية ضلوعها في الحرب الأهلية في دونباس، ومؤكدة أنها من الدول الضامنة لاتفاقات مينسك للتسوية الأوكرانية، وليست طرفا فيها.
3- كيف وصلت العلاقات الروسية الأوكرانية إلى هذه المرحلة من التدهور؟
أوكرانيا هي دولة شابة للغاية، يبلغ عمرها ثلاثة عقود فقط، ونشأت على أطلال تفكك أكبر دولة في العالم، الاتحاد السوفييتي، في عام 1991، ونالت على أثره استقلالها عن موسكو. ومنذ ذلك الحين، تتابع في أوكرانيا رؤساء موالون ومناهضون لروسيا.لكن منذ عام 2014، تحولت أوكرانيا إلى نموذج الدولة القومية بلا رجعة، وقطعت طريقا طويلا نحو التكامل مع الغرب، وصل إلى حد إعفاء المواطنين الأوكرانيين من التأشيرات للسفر إلى الاتحاد الأوروبي.
4-كيف بدأت أعمال القتال في منطقة دونباس الواقعة شرقي أوكرانيا؟
بعد انضمام القرم إلى روسيا، دعا النشطاء الموالون لروسيا في دونباس إلى إجراء استفتاء تقرير المصير لحذو حذو القرم، معلنين بشكل أحادي الجانب عن قيام ما يعرف بـ’جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين’، ما أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية في ربيع 2014، والتي راح ضحيتها أكثر من 13 ألف قتيل حتى الآن، وفق أرقام الأمم المتحدة.
قبل انتخابه رئيسا، كان زيلينسكي ممثلا كوميديا نال شهرته ببطولته في المسلسل السياسي الساخر ‘خادم الشعب’، الذي يتناول قصة انتخاب أستاذ تاريخ بسيط ومتواضع يدعى فاسيلي غولوبورودكو رئيسا لأوكرانيا، قبل أن يتحقق هذا السيناريو على أرض الواقع في عام 2019، وسط آمال الأوكرانيين في أن يضع حدا للحرب في دونباس. إلا أنه بعد انتخابه، وجد زيلينسكي نفسه رهينة للتجاذبات السياسية والتيار القومي الراديكالي داخليا، والضغوط الروسية المتزايدة خارجيا، ما يحول دون تحقيق السلام حتى الآن.
6-ما هي الهوية الثقافية واللغوية للمجتمع الأوكراني؟
تعد أوكرانيا دولة ذات انقسام مجتمعي عميق بين المناطق الغربية التي تعتمد اللغة الأوكرانية وترى مستقبلها مع الاتحاد الأوروبي، والمناطق الشرقية ذات الأغلبية الناطقة بالروسية والتي تدين بالولاء لموسكو. ولهذا السبب تحديدا، وصف المفكر السياسي الأميركي صاموئيل هنتنغتون، في كتابه الشهير ‘صراع الحضارات’، أوكرانيا بأنها ‘بلد منقسم ذو ثقافتين مختلفين’.
7- ما هي سيناريوهات الحرب المحتملة بين روسيا وأوكرانيا؟
أشار تقريرلصحيفة ‘زود دويتشه’ إلى أن نشر القوات يوفر لموسكو عددا من الخيارات العسكرية، والسيناريو الأكثر شمولا هو غزو على ثلاث جبهات، وهو الأخطر.
وتخشى أجهزة الاستخبارات الغربية بحسب صحيفة العربي الجديد من نقل المزيد من الجنود إلى منطقتي بيلغورود وكورسك القريبتين من الحدود مع بيلاروسيا.
وبعدما شوهدت، في أوقات سابقة من العام الماضي، تحركات أساسية للقوات الروسية في شرق أوكرانيا، بالقرب من روستوف أون دون وفورونيج، يبدو أن موسكو نقلت أخيرا بطاريات دفاع جوي حديثة من طراز ‘إس 400’ و12 طائرة مقاتلة من نوع ‘سوخوي إس يو 35″، إلى بيلاروسيا، والهجوم على هذا المحور يمكن أن يستهدف مناطق على طول نهر دنيبر والعاصمة كييف.
ووفق مسؤول عسكري، فإن الجبهة الشمالية التي يتعين على الأوكرانيين الدفاع عنها تمتد فعليا من لوغانسك حتى بولندا، علما أن المناورات المشتركة التي أعلنت روسيا وبيلاروسيا إجراءها في فبراير المقبل ستشمل القوات الخاصة المناسبة للغزو.
ومن ناحية الجنوب، الوضع يبدو صعبا على أوكرانيا، حيث يمكن للجنود الروس التقدم نحو أوديسا، وهي إحدى أكبر المدن، وإطلاق عملية برمائية لعزل أوكرانيا تماما عن البحر الأسود.
وبذلك، يصبح هذا السيناريو أكثر خطورة، لأن موسكو يمكنها إرسال 6 سفن إنزال من الشرق وبحر الشمال باتجاه البحر الأسود، وهذا لا يستغرق سوى أسابيع قليلة، لا سيما أن الصور تظهر وجودها في عرض البحر ومحملة بالمعدات العسكرية.