عمد الحرس الثوري الإيراني عبر ذراعه الضارب في سورية فيلق القدس إلى اختيار المراكز الرئيسية لقياداته في القواعد الجوية العسكرية في جيش الأسد، ومقرات القيادة لبعض الفيالق والفرق العسكرية.
وقد عمدت إيران عبر ميليشياتها إلى حفر أنفاق ومستودعات تحت الأرض لتخزين أسلحة وصواريخ في المنطقة الممتدة بين دير الزور والرقة شرقي سوريا.
وتفيد وسائل الإعلام أن ميليشيا “الحرس الثوري”، بدأت منتصف الأسبوع الفائت بإنشاء مخازن للأسلحة والصواريخ بعيدة المدى والمتوسطة بشكل متزامن في ريفي دير الزور والرقة المتصلين، عن طريق حفر خنادق يصل عمقها إلى 8 أمتار تحت الأرض في منطقة “جبال البشري”.
لم يكن التدخل الإيراني العسكري والأمني في سورية عند بدء الثورة السورية وليد لحظته، بل كانت إيران تسعى لتصدير إرهابها إلى دول الجوار خاصة العربية منها، إذ بدأت بمحاولات عديدة للتغلغل في سوريا، والسيطرة عليها لتحقيق ما أطلق عليه الهلال الشيعي، وبدأت إيران تنفيذ مخطط التغلغل في سورية منذ نهاية، عبر طرق وأساليب ركزت على الناحية الدينية والثقافية، واستمرت على هذه الحال حتى لحظة اندلاع الثورة السورية التي كانت فرصة ذهبية لتحقيق حلمها بالتدخل العلني العسكري، وهذا يبين مدى حجم الكارثة التي جلبها الأسد الابن على سورية وعلى الشعب السوري الذي سيدفع الثمن غاليًا لإخراج هؤلاء الغزاة.
عمليات الحفر وعمليات التهريب تشرف عليها ميليشيات “فاطميون والنجباء”، وبإشراف أوسع من قيادة “الحرس الثوري”، كما أن ميليشيات “الحرس الثوري” استقدمت 10 صواريخ متوسطة المدى من البوكمال إلى المستودعات الجديدة التي انتهت من تجهيزها في بادية معدان بريف الرقة، وقد جرى نقلها في جنح الظلام تحت حراسة مشددة من قبل ميليشيا “فاطميون”.
يشير خبراء إلى أن هذه التحركات الأخيرة التي تقوم بها ميليشيات إيران في سوريا بسبب الغارات الإسرائيلية بينها نقل مقر قيادي من دمشق إلى منطقة جبلية شمال العاصمة، حيث أن الطائرات الحربية الإسرائيلية ضربت خلال العام الأخير مواقع يشتبه أنها مراكز لأبحاث وإنتاج الصواريخ الإيرانية دقيقة التوجيه إلى مستودعات تخزين السلاح.
كما تؤكد تقارير عدّة أن بشار الأسد تجاهل النصائح الروسية بالالتزام بالحل السياسي وعدم الالتفاف حول إيران لأن ذلك من شأنه أن يؤجج الوضع في البلاد، كما تتزايد الضربات الإسرائيلية على المواقع العسكرية السورية التي تتواجد بها العصابات الإيرانية.
كما أن بشار الأسد انقلب على حليفه الروسي الذي درس عدّة مرات خيارات اللجوء إلى الحلّ السياسي والتقى مع معارضين سوريين، لكنّ غوص النظام في العمق الإيراني دفع الأسد إلى مزيد من العنف أكثر، رغم أنّ روسيا حققت له مكاسب على الأرض أكثر من إيران وذلك عبر استعادة مناطق عديدة لسيطرته.
وبالرغم من أن هذه الضربات تستهدف بشكل مباشر مخابئ الأسلحة الإيرانية والمنشآت المرتبطة بإيران في سوريا، فإن جيش الاحتلال يسعى أيضا من خلالها “لأن تدفع سوريا ثمن السماح لإيران بالعمل على أراضيها، في محاولة لإقناع الأسد بالتوقف أو تقليص الدعم”.
وتشعر إسرائيل بقلق بالغ إزاء وجود مقاتلين موالين لإيران وحزب الله بالقرب من حدودها، وترغب في إخراجها جميعا من سوريا، من خلال تكثيف الهجمات على مواقعهم.
كما أن إيران تسرق المساعدات الإنسانية الأممية، عبر منظمات إيرانية، وتوظفها للسيطرة على عدة مناطق سورية حيث أن إيران تستعين بالمنظمات بنشر التشيع، عبر إغراء الناس بالمساعدات، وتركيز الاهتمام على مناطق معينة لهذا الهدف، كما تقوم بدعم العناصر المنتمين لها بشكل أكبر. وذلك بهدف المحافظة على وجود طويل الأمد لها في سوريا.