كشفت تقارير إعلامية، عن دور سوريا ولبنان في تصنيع وتهريب المخدرات، وكيف تحولت إلى منبع ومصدر للمخدرات التي يتم توزيعها ونشرها في أنحاء العالم.حيث أن تجارة المخدرات في سوريا ازدهرت على أنقاض الحرب الأهلية التي دمرت البلاد.
كما تشير التقارير إن شركاء متنفذين ومقربين من الرئيس السوري بشار الأسد، متورطون في صناعة وترويج مخدر الكبتاغون -وهو عقار غير قانوني يستخدم كمنشط للجهاز العصبي مما يؤشر على قيام “دولة مخدرات” جديدة في حوض البحر الأبيض المتوسط.حيث اعتمد نظام الأسد على عائدات المخدرات وحولتها إلى دولة منتجة للمخدرات بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.وقد كشف تقرير أعده مركز التحليل والبحوث العملياتي في قبرص، أن قيمة صادرات الكبتاغون من سوريا عام 2020 وصلت إلى 3.46 مليار دولار في ذلك العام”.
ويزعم نظام الأسد أنه يضبط تجارة في سوريا، حيث تنشر وسائل إعلام النظام أخبار متعلقة في ضبط الحبوب المخدرة. حيث أفادت وسائل إعلام موالية منذ فترة أن وزارة الداخلية ضبطت كميات من حبوب الكبتاغون المخدرة، في دمشق، مخبأة بطريقة “فنية”، وتم القبض على اثنين من المتورطين.
يشير الخبراء أن صناعة المخدرات، خاصة أقراص الكبتاغون، يديرها أقارب رأس النظام “بشار الأسد” مع شركاء أقوياء، حيث بلغت قيمتها مليارات الدولارات، متجاوزة الصادرات القانونية لسوريا.كما يضيف الخبراء، أنّ الحرب السورية التي دمرت الاقتصاد ودفعت معظم السوريين إلى الفقر، تركت النخب العسكرية والسياسية يبحثون عن طرق جديدة لكسب العملة الصعبة والالتفاف على العقوبات الأميركية.
ويؤكد الخبراء أنّ قسطاً كبيراً من الإنتاج والتوزع لحبوب الكبتاغون تشرف عليه الفرقة الرابعة المدرّعة في قوات النظام، وهي وحدة النخبة بقيادة ماهر الأسد، الأخ الأصغر لرئيس النظام وأحد أقوى الرجال في سوريا.بالإضافة إلى أن النظام السوري استخدم التجارة غير الشرعية ومنها المخدرات، للحصول على أموال مجمدة، لتدخل هذه الأموال في تجارات شرعية، كالأغذية والنفط، لأن أرقام هذه الأموال كبيرة جدًا.كما تمكّن الأموال المجنية من تجار المخدرات من دفع رواتب مقاتلي النظام والميليشيات التي استقدمها، وحاول من خلالها أيضًا دعم الليرة، بينما لم تُستخدم في أي صناعة حقيقية سورية أو في دعم قطاع خدمي، كالقطاع الصحي، بل حافظ عليها كأداة من أدوات الحرب.
ويقول الخبراء: أن عائلة الأسد تربطهم علاقة قوية مع تاجر المخدرات اللبناني نوح زعيتر الذي يعتبر أحد أبرز تجار المخدرات في لبنان، وهو مطلوب للعدالة بمئات مذكرات التوقيف الصادرة بحقه بسبب تهم متنوعة منها تجارة الحشيش والمخدرات. وذقد ذكر القضاء اللبناني أن مجموعات نوح زعيتر ونوح نفسه فروا إلى المنتجعات السياحية في منطقة طرطوس، حيث انتشرت صورة نوح زعيتر عبر فيس بوك في حزيران 2018، برفقة أحد أفراد عائلة الأسد في سوريا، وهو وسيم بديع الأسد، وكانت الصورة ملتقطة في مدينة حمص.تعتبر منطقة طرطوس واللاذقية معقلًا لمن يطلق عليهم الشبيحة، وهم مسلحون تابعين للأسد وأقربائه يعملون بتجارة وتهريب الأسلحة والمخدرات والأموال لصالح عائلة الأسد، ودعموه في مواجه الاحتجاجات التي اندلعت ضده منذ عام 2011، دون الانخراط بصفة رسمية في صفوف الجيش والقوى الأمنية.