بعد عدائهم الدموي للشعب السوري لأكثر من عقد من الزمن ومحاربة حقوقه المشروعة وقمع ارادتهم المصونة وسط صمت مريب من العالم أجمع عن آلة الإجرام التي لحقت بالسوريين، فما الذي حل بأعداء الشعب السوري اليوم؟.
عند الحديث عن أعداء الشعب السوري فهم اليوم ملاحقون قضائياً، مفضوحون إعلامياً، مُنهكون سياسياً. ومن دون أدنى شك نشير بأعداء الشعب السوري إلى ثالوث الشر الخارجي “روسيا، إيران وحزب الله”.
إيران المفضوحة إعلامياً والمهددة وجودياً
يواجه النظام الإيراني أصعب مرحلة مرت عليه منذُ تأسيسه سنة 1979، ولعل هذهِ الأيام أصعب عليه من حرب الثمان أعوام التي خاضها مع العراق ثمانيات القرن المنصرم.
تبدأ صعوبة المرحلة التي يمر بها النظام الإيراني اليوم من طبيعة شكل نفوذه الخارجي المهدد بالكثير من التحولات، بدءً من المستقنع السوري الذي كشف النظام أمنياً وعسكرياً، مروراً بتدمير رأس الهرم بحزب الله اللبناني وقيادته، وصولاً لرد إسرائيل المقترب في عقر دار الملالي.
هذه الأسئلة تلامس ما كان يملكه النظام الإيراني من أدوات القوة، وتفتح النقاش بعيداً في ما كان يُصرّ على إظهاره للداخل والخارج بأنه متين وسيستمر طويلاً.
فعلياً، ومن الثبات داخلياً إلى محاولات الثبات خارجياً، تواجه إيران للمرة الأولى في تاريخها متحولات خارجية كبرى تعصف بفائض خريطة الجغرافيا (السياسية والاستراتيجية) أي مناطق نفوذها، واحتمال انتقال المتحول الخارجي إلى الداخل الإيراني ، وتنتقل معه معادلة الدفاع عن الثورة المزعومة في الخارج إلى الدفاع عن النظام في الداخل لاسيما أن النظام الإيراني يخوض بالأساس صراعات تيارات داخل النظام نفسه.
روسيا الملاحقة حقوقياً والمهزومة سياسياً
ليست روسيا بأحسن حال من صديقتها بالإجرام إيران بحق الشعب السوري إذ لم تكن جرائم المحتل الروسي في سوريا بمعزل عن جرائمه اليوم في أوكرانيا، وفي الشيشان قبل كليهما.
وكان صمت العالم والمجتمع الدولي عن جرائم روسيا بحق الشعب السوري، جعلته يمتد لحدود أوربا الشرقية وارتكاب أفظع الجرائم على حدود القارة العجوز في أوكرانيا.
فباتت روسيا مفضوحة إعلامياً بسبب جرائمها ضد الإنسانية وبات عراب جرائمها ورئيسها بوتين ملاحق قضائياً، بعدما أعلنت محكمة الجنايات الدولية عن مذكرة اعتقال بحق بوتين على جرائمه ضد الإنسانية .
الأسد المأزوم ثورياً والمهزوم محلياً
لم يكن تعويل الأسد على حلفاءه بالانتصار إلا هزيمة نكراء له، فبعد تدخل كلاً من روسيا وإيران في قمع الشعب السوري، بات رأس عصابة النظام السوري وميليشياته الطائفية حلفاءه المجرمين يعيشون أزمات استئصال لكل نظامٍ على حد سواء فالحليف الروسي يعيش حرب استئصالٍ غرباً.
والحليف الإيراني يعيش برفقة ميليشياته حرب استئصال شرقاً وهو الأخر أي الأسد، مأزوم ثورياً بصلابة فصائل الثورة وثبات شعبها، فبات الأسد اليوم بعد ثلاثة عشر عام من إجرامه بحق السوريين، مهزوم محلياً، ومفضوح حقوقياً، وعصابته ملاحقة قضائياً، ومجازره مكشوفةٌ دولياً. وباتت صلابة خيام السوريين الثائرين بعد أكثر من عقدٍ من الزمن وثابتهم على حقيقة وأحقية الثورة السورية، أكثر صلابةً من تحالفات الأسد المأزوم وحلفه المهزوم.