خرج الآلاف من أهالي حي التضامن بالعاصمة السورية دمشق اليوم الجمعة في مظاهرة حاشدة، رفضاً وتنديداً بعودة المدعو فادي صقر إلى الحيّ والتجوّل فيه، وسط استياء شعبي كبير على وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً.
من هو فادي صقر؟
فادي صقر هو قائد ميليشيا “الدفاع الوطني” في عهد النظام السوري المخلوع، والمتّهم بجرائم ضدّ الإنسانية.
وقالت مصادر من حي التضامن لـ تفاصيل برس إنّ المدعو فادي صقر عقد اجتماعاً مع عدد من الأشخاص في شارع نسرين في الحيّ تحت حماية أمنية مشددة.
وأثار ظهور فادي صقر في المنطقة استياء الأهالي الذين اعتبروا زيارته استفزازاً لمشاعرهم، خصوصاً أنه يعد أحد أبرز المتهمين بارتكاب مجازر وانتهاكات بحق المدنيين في جنوب دمشق، لا سيما في أحياء التضامن ومخيم اليرموك.
وقالت صحيفة المدن إنّ صقر مُتّهم بأنه المسؤول الرئيس عن مجزرة التضامن التي كشفت تفاصيلها في تحقيقات موثقة أظهرت إعدامات جماعية وحشية نفذتها مجموعاته المسلحة عام 2013.
وفي ردّ مباشر على هذه الزيارة، دعا ناشطون من حي التضامن إلى وقفة احتجاجية أمام موقع الحفرة التي دفن فيها ضحايا مجزرة التضامن اليوم بعد صلاة الجمعة، وذلك للمطالبة بمحاسبة جميع مجرمي الحرب وعلى رأسهم فادي صقر، الذي وصفه الناشطون بـ”سفاح سوريا”.
وجاء في دعوات التظاهر التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “غداً إن شاء الله مظاهرة في ساحة الأمويين وفي التضامن، للمطالبة بمحاسبة جميع المجرمين، وعلى رأسهم فادي الأحمد المعروف باسم فادي صقر. الرجاء مشاركة المنشور على أوسع نطاق”.
ويعرف فادي صقر بأنه أحد أبرز قيادات ميليشيا “الدفاع الوطني”، وكان من مؤسسيها في دمشق، حيث لعب دوراً مركزيأً في تنفيذ عمليات القمع والانتهاكات خلال الصراع السوري، مستغلاً الحرب لتحقيق ثروة ونفوذ داخل النظام. وقد تدرج في المناصب حتى أصبح قائدأً عامأً لهذه الميليشيا على مستوى سوريا، وساهم في حصار مناطق جنوب دمشق وتهجير سكانها.
ويخضع صقر لعقوبات اقتصادية أميركية منذ العام 2012، إلا أنه لا يزال يتحرك بحرية داخل سوريا، ويقيم بصفة شبه دائمة في فندق “فور سيزونز” بدمشق، في وقت يروج له على أنه عضو في لجان “السلم الأهلي”، بينما يسعى للظهور في إطار الحوار الوطني لإعادة دمجه في المشهد السياسي.
وربط بعض الناشطين بين “التسوية” التي أجراها فادي صقر وبين قضية لؤي طيارة في حمص، الذي كان أيضاً أحد عناصر ميليشيا الدفاع الوطني، لكنه قتل تحت التعذيب. وسأل مغرد: “كيف يمكن للنظام أن يقتل لؤي طيارة تحت التعذيب بحجة انتمائه لميليشيا الدفاع الوطني، بينما يطلق سراح فادي صقر، أحد قادة الدفاع الوطني والمدان بجرائم عديدة، أقلها حصار حي التضامن؟”