في تطور خطير في مسار الصراع السوري، بدأت القوات الروسية باستخدام طائرات مسيرة من نوع FPV، حيث تعتمد عليها بتكلفة أقل من غيرها من الطائرات المسيرة لاستهداف المدنيين في المناطق الشمالية من سوريا. وعلى الرغم من صغر حجمها، أثبتت هذه الطائرات فعالية مدمرة في العمليات العسكرية.
التكلفة التقديرية وسهولة التصنيع
تُعد طائرات FPV من المسيرات الرخيصة نسبيًا، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للقوات الروسية التي تبحث عن تقنيات منخفضة التكلفة لإلحاق الأضرار. يمكن تصنيع هذه الطائرات بمواد تجارية متاحة وبأسعار منخفضة نسبيًا تصل تكلفتها ل 400 $، مما يمنحها القدرة على تنفيذ هجمات متكررة دون استنزاف الموارد العسكرية بشكل كبير.
الاستخدام الواسع وآثار الاستهداف
منذ بداية استخدامها في أغسطس 2023، نفّذت الطائرات المسيرة من هذا النوع 649 هجمة على مدن وبلدات سورية، خصوصًا في ريف إدلب الشرقي وسهل الغاب بريف حماة الغربي. ووفقًا للمركز الإعلامي العام، أسفرت هذه الهجمات عن 23 شهيدًا بينهم 4 أطفال، إضافة إلى عشرات الإصابات بجروح متفاوتة الخطورة، مما يظهر الدمار الكبير الذي تتسبب به هذه الطائرات.
قدرات تكنولوجية ومرونة في التحكم
تتميز طائرات FPV بقدرتها على المناورة السريعة والتحكم المباشر، حيث يوجهها المشغّل من منظور الشخص الأول، ما يمنح القدرة على إصابة أهداف دقيقة بدقة عالية. كما تتيح الكاميرات المثبتة على هذه الطائرات إمكانية توجيهها في بيئات صعبة، مما يعزز من فعاليتها في إصابة أهداف في أماكن يصعب الوصول إليها.
ردود الفعل وتحديات التصدي
في مقابل هذا الخطر، تمكنت المقاومة الشعبية في المناطق المستهدفة من إسقاط 112 طائرة مسيرة، رغم محدودية الإمكانيات الدفاعية المتاحة. ومع ذلك، يشكل العدد الكبير من الطائرات المسيرة المستخدمة تحديًا كبيرًا، حيث لا يكفي إسقاط طائرة واحدة لوقف الهجمات المستمرة التي تتبعها.
يعكس استخدام الطائرات المسيرة من نوع FPV تحولًا خطيرًا في تكتيكات الحرب، حيث يتم استغلال التكنولوجيا منخفضة التكلفة لتحقيق أهداف عسكرية واسعة. ويظل التحدي الأكبر أمام المجتمعات المستهدفة هو قدرتها على التصدي لهذا الخطر، خاصةً في ظل نقص الإمكانيات الدفاعية المتاحة للتعامل مع مثل هذه الهجمات المتكررة.