حزام الصدأ (Rust Belt) هو منطقة جغرافية تقع في شمال شرق ووسط الغرب الأمريكي، وتضم ولايات مثل أوهايو، ميشيغان، بنسلفانيا، إنديانا، وويسكونسن. حصلت هذه المنطقة على اسمها “حزام الصدأ” في منتصف القرن العشرين، حيث بدأت تشهد تراجعًا في الصناعات الثقيلة التي كانت تشكل العمود الفقري لاقتصادها، مثل صناعة الصلب والسيارات. ومع تحول الاقتصاد الأمريكي نحو قطاعي التكنولوجيا والخدمات، أدى ذلك إلى تدهور المصانع وإغلاقها، مما جعل العديد من المدن تكتسي بطبقات من الصدأ على منشآتها الصناعية المهجورة، فتولد هذا اللقب الذي يعكس أثر التراجع الصناعي على المنطقة.
أهمية حزام الصدأ في الانتخابات الأمريكية
تتمتع منطقة حزام الصدأ بأهمية كبيرة في السياسة الأمريكية، ولاسيما في الانتخابات الرئاسية. هذا يعود لأسباب عدة:
1. كتلة سكانية مؤثرة: يشكل سكان حزام الصدأ كتلة كبيرة من الناخبين، ويعتبرون قوة انتخابية يصعب تجاهلها. فالتغيرات السكانية والديموغرافية فيها تجعلها أحد أبرز المناطق المتنافس عليها في السباقات الانتخابية.
2. تذبذب الناخبين: تميل العديد من ولايات حزام الصدأ إلى الانتقال بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وهو ما يُعرف بالولايات “المتأرجحة” أو “غير المحسومة” (Swing States). هذا التذبذب يجعل أصواتها حاسمة في نتائج الانتخابات الرئاسية.
3. القضايا الاقتصادية: سكان حزام الصدأ يعانون من مشكلات اقتصادية تتمثل في فقدان الوظائف الصناعية، وتراجع مستوى المعيشة في بعض المناطق، وزيادة البطالة. لذا، فإن وعود المرشحين الانتخابيين المتعلقة بإعادة إحياء هذه الصناعات أو إيجاد حلول اقتصادية ملموسة تلقى صدى كبيرًا لديهم، مما يجعل من هذه المنطقة نقطة جذب للاهتمام الانتخابي.
4. دور الانتخابات الرئاسية في السياسات المحلية: لأن هذه المنطقة كانت عمود الاقتصاد الأمريكي الصناعي، فإن السياسات التي قد تؤدي إلى إحياء أو دعم الصناعة تكتسب اهتمامًا خاصًا من الناخبين.
العيون تترقب نتائج حزام الصدأ
مع كل انتخابات رئاسية، تتجه أنظار الإعلاميين والمحللين والسياسيين نحو ولايات حزام الصدأ، مترقبين بفارغ الصبر النتائج التي ستصدر عن هذه المنطقة المحورية. إن تأرجح ولايات هذا الحزام بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي يجعلها بمثابة “مفتاح” البيت الأبيض، حيث أن أي تغيير طفيف في نتائجها يمكن أن يقلب موازين السباق الرئاسي بأكمله. لذلك، فإن نتائج حزام الصدأ تحظى بترقب شديد من الجمهور والمحللين السياسيين، إذ غالباً ما تحدد هذه الولايات مصير الرئاسة، وتجعل المنطقة نقطة انطلاق لتوقع مسار السياسة الأمريكية للأربع سنوات المقبلة.