لم يبقى إلا الضربات الماحقة لإيران، كل الترتيبات لهذه الضربة تم إنجازها، ومن شبه المحال أن تنجو إيران منها، ذلك لأن الفرصة المتاحة اليوم هي فرصة نادرة ولن تتكرر وفق تصريح نتنياهو، واليوم استطيع أن أؤكد أن نتنياهو استطاع جرّ أمريكا لضرب إيران معه، وإيران تدرك جيداً أن موضوع قصف المنشآت الحيوية والإستراتيجية والنووية بات امراً واقعاً ولا مفر منه.
الامر الذي دفع برئيسها زيارة المملكة العربية السعودية وتهديدها بضرب المنشآت النفطية في حال تعرضت إيران لضربة إسرائيلية أمريكية، وقد حاولت المملكة العربية السعودية أن تعقد هدنة أو اتفاق مع إيران برعاية سعودية، واستقدمت بشار الأسد لحضور مؤتمر القمة في جدة وبقية مؤتمرات الجامعة العربية، وتعيين سفير لها في دمشق من أجل تحييد السعودية من أي ردود أفعال إيرانية في حال نشبت الحرب، مما يدلل على أن المملكة تعي تماماً ما الذي سيحصل، ناهيك أن بوتين قد صرح منذ بدايات حرب غزة أن الشرق الأوسط قادم على حرب واسعة، ونصح بشار الأسد بعدم المشاركة فيها.
ومن الملاحظ أيضاً أن الأصوات التي تنادي بوقف الحرب بدأت بالتخافت والاضمحلال والتخافت تحت إصرار إسرائيل على مواصلة تقطيع الأطراف الإيرانية، واستطاعت أيضاً أن تفصل الساحات وتنفرد في كل ساحة لوحدها، وإن تخللت الحرب بعض المفرقعات الحوثية والحشد الشعبي ومشتقاتهم في سوريا، والذين ينتظرون حتفهم ريثما يتم الإنهاء من حزب الله، ومن المتوقع أيضاً في حال أقدمت المليشيات في الجنوب السوري على المشاركة أن يتم اجتياح مناطق جديدة على طول الجولان وبأعماق متوسطة تصل إلى عشرين كيلو متر، بعد تمهيد جوي ومدفعي يطال كل المنطقة لحرقها وتدميرها.
نحن على بعد أيام قليلة لضرب رأس الأفعى في طهران، والتي ستنعكس في تمزق المكونات العرقية وانتفاضها في إيران والدول المجاورة، نعم وبكل تأكيد فإن إسرائيل ستغير الشرق الأوسط وتغير التحالفات الدولية، وربما تتطور الحرب أو تخرج عن السيطرة لتدخل قوى أخرى في الحرب، ورغم كل المخاطر والآثار المتوقعة المترتبة على ضرب طهران فإن إسرائيل ماضية في تنفيذ استراتيجيتها دون تردد، وإن لم تخوض هذه الحرب فإنها تقامر بوجودها، من أجل هذا فلا خيار أمام إسرائيل سوى تقطيع أوصال المحور وضرب الرأس قبل انتهاء الانتخابات الأمريكية وبمشاركة أمريكية.
وما يؤشر على توافق أمريكي – إسرائيلي على ضرب إيران، أن المرشحة الديمقراطية “كمالا” تقول اليوم إن فزت في الانتخابات فلن أسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي، هذا التصريح يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الضغط اليهودي على إدارة بايدن قد أثمر وأينع وحان قطاف محور الدجل والرذيلة والإرهاب، ذلك المحور الذي بلغ حد لا يعقل في التمرد على الله وقوانينه، {وتلك الأيام نداولها بين الناس} تلك هي نواميس الوجود، ومن نواميس الوجود أن يعطي الكافر به كل ما يريد في دنياه، ولكن الطامة الكبرى عند من يرتدي رداء الله ويتحدث ويضل الناس باسمه فهذا يأخذه أخذ عزيز مقتدر بفعل نواميس التدافع.
ولهذا فإن أخذ ربك أليم شديد لهؤلاء الذين يتذاكون ويقدموا بين يدي الله ورسوله، سواءً أفراداً أو جماعات أو شعوب، ولهذا قال ربنا {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم} والعكس حكماً صحيح، تلك هي قوانين الله، الله سبحانه ليس غافلاً عن آهات وأنين وعذابات الشعب السوري وما اقترف محور الدجل بحقهم، ذلك هو الله سبحانه، وتلك هي سننه، وبانتظار الواقعة التي ستقع بمحور الرذيلة والفجور ليسقط من حالق بعون الله، وكل من يداهن لهؤلاء الفجرة الكفرة فهو مارق من كل الأديان السماوية والأعراف الإنسانية وهو المنافق حقاً، ولنطمئن أن ربنا قد حجز لهم طابقا خاصاً يليق بهم في أسفل دركات الجحيم، والعبرة لمن اعتبر.