بينما يتحرّك النظام السوري داخليا بإصدار قرارات وإجراء انتخابات لمجلس الشعب التابع له، وفي أروقة مجلس الأمن الدولي بفيتو من داعميه (روسيا والصين) ضدّ مشروع قرار إدخال المساعدات عبر المعابر، تشير التقارير والتصريحات الأمريكية إلى أنّ النظام في “مرحلة الانهيار”.
حيث شدّدت الولايات المتّحدة الأمريكية على تمسّكها بخطّة ترسم سياستها في سوريا منذ خريف 2019، أمّا غايتها فهي ـ وفق التصريحات الجديدة ـ منع عودة تنظيم “داعش” إلى المنطقة، وسوق النظام السوري إلى طاولة الحل السياسي، وعدم تجاوز خرائط السيطرة في مناطق نفوذ واشنطن في البلاد.
ضربات اقتصادية قاضية
وترى واشنطن أنّ ضرباتها الاقتصادية للنظام ستجبره أخيرا للانصياع إلى الحل السياسي بموجب القرار 2254، بعد حرمانه من الاستفادة من الموارد المالية التي يستعملها في تمويل “حملات العنف والتدمير”، وفقا لمسؤول في الخارجية الأمريكية.
ولفت المسؤول إلى أنّ بلاده “ومجموعة العمل المصغّرة ودولا مثلها حول العالم، تعمل على منع بشار الأسد من الحصول على الموارد المالية التي يستعملها في تمويل حملة العنف والتدمير التي قتلت مئات آلاف المدنيين”، حسبما ذكر موقع العربية. نت.
وذكر الموقع أنّ أهداف إدارة الرئيس دونالد ترامب “تتركّز على إنتاج نظام جديد في سوريا، وليس فقط خروج بشار الأسد من السلطة، كما تريد أن يخرج الإيرانيون وميليشياتهم من سوريا”.
وفي 17 حزيران/ يونيو الماضي، دخل “قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا” حيّز التنفيذ، بحزمة عقوبات طالت شخصيات وكيانات داعمة للنظام، ضمن قائمة سوداء تصدّرها الأسد وزوجته أسماء الأخرس، بينما تحضّر الإدارة الأمريكية قوائم جديدة.
تثبيت خريطة السيطرة
وفي حين تتحدّث تقارير صحفية عن “شبح” معركة جديدة يلوح في أفق شمال شرق سوريا، قال المسؤول الأمريكي إنّ بلاده تتابع “العمل بشكل بناء مع تركيا على قضايا تتعلق بسوريا وتنتظر من أنقرة أن تحترم نص البيان المشترك بين نائب الرئيس الأميركي مايك بنس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتاريخ 17 أكتوبر 2019 بما في ذلك وقف العمليات الهجومية في شمال شرق سوريا”.
وتشير التصريحات الأمريكية إلى رفض واشنطن أي عمليات عسكرية في المنطقة ضدّ الأحزاب والقوات الكردية (شركائها الاستراتيجيين).
كما أنّ تثبيت خريطة السيطرة تعني حرمان الأسد من آبار النفط في شمال شرق سوريا، وكبح أي معركة من الممكن أن يفكّر فيها للسيطرة على الآبار التي قد تمكّنه من التخفيف من تضييق “قيصر”.
لا عودة لخلافة داعش المزعومة
وتقول الولايات المتّحدة إنّ قواتها في سوريا تهدف إلى منع عودة تنظيم “داعش” من إنتاج نفسه، بضمان هزيمة دائمة له.
ولفت المسؤول إلى أنّ “إدارة ترامب والتحالف الدولي كانا واضحين لجهة منع داعش من إعادة تشكيل ذاته، وفي حين تمّ القضاء على الخلافة المزعومة، ما زال هناك الكثير من العمل لضمان الهزيمة الدائمة للتنظيم”.
كما نوّه إلى أنّ “داعش” بعد هزيمته بدا أنّه قادر على “إعادة إنتاج قدراته وإن بشكل محدود”.