اعتبرت دراسة صادرة عن “معهد دراسات الأمن القومي” الإسرائيلي، أن “الضعف الذي يشهده نظام الأسد في سوريا، يمنح العالم فرصة كي يثبّت الأوضاع السورية، بدون رأس النظام السوري بشار الأسد”.
وأشارت الدراسة التي حملت عنوان “20 سنة على حكم بشار الأسد.. قيمة الرئيس والليرة السورية في حضيض تاريخي”، إلى أن الأسد، “يواجه تحديات حكم وسيادة خلفتها الحرب غير المنتهية، علاوة على الحرب والتدمير الذي لحق بالبنى التحتية ووجود الغرباء على الأرض السورية، وفقدانه السيطرة على شرق البلاد وشمالها خاصة في إدلب”.
وأوضحت الدراسة أن “التوقعات والمطالب الجماهيرية، ارتفعت بعد انتهاء المرحلة القتالية الأهم في سوريا، ما يدل على خلخلة أركان النظام الحاكم وضعف الأسد مقابل التحديات الجمّة التي تواجهه”.
واعتبرت الدراسة أن “خوف الأسد الأكبر، هو تصدعات في علاقاته مع فئات سكانية داعمة له واجتازت عثرات الحرب وتبعاتها، لكنها الآن تتعرض لأضرار اقتصادية، وهذا يتجلى في منتديات التواصل الاجتماعي”.
وأشارت إلى “وجود تقديرات تؤكد تعمق أزمة الثقة بين الشعب والقيادة نتيجة انتشار فيروس كورونا في البلاد، خاصة أن حكومة النظام تواصل رحلات الطيران من إيران المصابة بتفشي الفيروس إلى سوريا، وتسمح بدخول حرّ لعناصر المليشيات الطائفية في ذروة تفشي كورونا”.
الدراسة تطرقت إلى شعارات يطلقها السوريون في عدّة مدن سوريّة مثل “خائن من يجوّع شعبه” و “لا أستطيع التنفس” و”الثورة مستمرة” و”الصحافة السورية كاذبة” و”نريد الحياة” و”سوريا حرة إيران وروسيا برا”.
وتقول الدراسة إنه مع انتهاء في المرحلة القتالية الأهم في سوريا، ترتفع التوقعات والمطالب الجماهيرية، معتبرة ذلك من عوارض خلخلة أركان النظام الحاكم ومن عوارض ضعف بشار الأسد مقابل التحديات الجمّة التي تواجهه.
السويداء
وعرّجت الدراسة الإسرائيلية على ما تشهده مدينة السويداء، وتقول إنهم “يطالبون في الشهور الأخيرة بتحسين الأوضاع الاقتصادية وشروط الحياة”. مشيرة إلى أن “السكان المحليين في جبل العرب كما في مواقع أخرى في الشرق الأوسط يحتجون على النفوذ الإيراني، وينشطون ضد النظام الحاكم”.
كما تطرقت إلى “استمرار تدني قيمة الليرة السورية التي وصلت إلى 3500 ليرة مقابل الدولار الواحد في السوق السوداء، ما تسبب بإغلاق محال تجارية وغلاء المعيشة، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بـ50% فيما يعيش 80% من الشعب السوري تحت خط الفقر، ويزداد الطين السورية بلة بسبب الأزمة في لبنان أيضاً”.
وتحدثت الدراسة عن “خوف الأسد الأكبر هو تصدعات في علاقاته مع فئات سكانية داعمة له واجتازت عثرات الحرب وتبعاتها، لكنها الآن تتعرض لأضرار اقتصادية، وهذا يتجلى في منتديات التواصل الاجتماعي”.
كما تشير الدراسة إلى إنه ورغم صعوبة الاطّلاع على الواقع الحقيقي لعدوى كورونا في سوريا، هناك تقديرات تؤكد تعمق أزمة الثقة بين الشعب والقيادة نتيجة انتشار العدوى. وترى أن مصدر هذه الأزمة في الثقة ترتبط بسياسات التحريض الرسمية للنظام ووسائل الإعلام الموالية له وبالعلاج الانتقائي للجائحة، إذ تتواصل رحلات الطيران من إيران المصابة بتفشي الفيروس إلى سوريا، ودخولٍ حرّ لعناصر المليشيات الشيعية في ذروة تفشي كورونا.
وتضيف الدراسة: “أظهرت كل هذه الأمور أن المصالح الذاتية والسياسية والعسكرية للأسد تغلب اعتبارات السلامة للسوريين”. وتعتبر أن “تفشيا متسارعا للكورونا في سوريا من شأنه أن يشكّل حافزا إضافيا لاحتجاجات شعبية واسعة”.
رامي مخلوف
وعرّجت الدراسة على الصراع الحالي بين بشار الأسد وابن خالته رامي مخلوف، الذي يعتبر من أثرياء الفساد بعد حيازته وإدارته لشركة الهواتف الخليوية الأكبر في سوريا “سيرياتل” وأحد أكبر مستوردي النفط ومنتوجات أخرى.
وتستذكر أن مخلوف دعم اقتصاديا وعسكريا النظام السوري الحاكم طيلة سنوات الثورة، وتصدعت العلاقات بينهما بعدما طولب بدفع ثلاثة مليارات دولار، وعندها بدأ النظام باعتقال موظفيه وعامليه ومصادرة أملاكه.
وتشير لرد مخلوف على ذلك بأشرطة فيديو يسخر فيها من خطوات بشار الأسد والمخابرات السورية التي حظيت بدعمه في الماضي، معتبرة أن هذا الخلاف يعكس التوتر بين بشار الأسد والدائرة المقربة منه، ويعبّر بالأساس عن الضغط الاقتصادي الملازم للنظام اليوم.
كما تحدثت الدراسة عن تدخل “الغرباء في سوريا، مشيرةً إلى الدور الروسي والتركي والإيراني ومختلف الميليشيات العراقية أو اللبنانية (حزب الله) وغيرها من الميليشيات.