تجددت موجات النزوح في شمال غرب سوريا، حيث شهدت الأيام الأخيرة تحركًا مكثفًا للأسر من القرى والبلدات الواقعة بالقرب من خطوط التماس، بعد توقف قصير دام بضعة أيام. وقد أفادت “منسقو استجابة سوريا” أن التصعيد العسكري المستمر أجبر عددًا من العائلات التي كانت قد عادت إلى مناطقها على المغادرة مجددًا.
وأوضح التقرير أن المناطق المتأثرة بالنزوح تشمل ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي والجنوبي، حيث بلغ عدد النازحين أكثر من 1843 شخصًا خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية فقط. وأكدت الإحصاءات أن النساء والأطفال يشكلون النسبة الكبرى من النازحين بنسبة وصلت إلى 81%، مما يعكس حجم المعاناة الإنسانية المتزايدة في هذه المناطق.
يأتي هذا النزوح المتجدد في وقت تواجه فيه سوريا أزمة إنسانية معقدة، حيث يعيش العديد من السكان في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، فيما تتفاقم التحديات المتعلقة بالأمن الغذائي والرعاية الصحية نتيجة التصعيد العسكري والضغوط الاقتصادية. ويثير هذا التصعيد المخاوف بشأن إمكانية استمرار عمليات النزوح في ظل غياب حلول سياسية تضمن سلامة المدنيين وعودتهم إلى مناطقهم بأمان.
في غضون ذلك، تواصل المنظمات الإنسانية محاولات تقديم الدعم للنازحين، إلا أن تزايد أعداد النازحين يشكل ضغطًا متزايدًا على الموارد المتاحة، ويضاعف الحاجة إلى استجابة دولية مستدامة للتعامل مع الأزمة المتفاقمة.