عقدت تركيا ورسيا وإيران جولة جديدة من المحادثات في العاصمة الكازاخية أستانا حول الملف السوري، حيث شدد المجتمعون من الدول الثلاث، في بيان مشترك، على ضرورة استئناف الجهود لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، متطلعين إلى مزيد من التنسيق فيما بينهم في هذا السياق.
وأعربت الأطراف المشاركة عن اتفاقها على عقد جولة جديدة من المحادثات في النصف الأول من عام 2025، في إشارة إلى رغبتهم في استمرارية التعاون حول الشأن السوري. وأكد البيان على ضرورة الالتزام بتنفيذ الاتفاقات القائمة حول إدلب، حيث دعت الدول الثلاث إلى ضرورة الحفاظ على الهدوء ومنع “أي أنشطة تخريبية من قبل أطراف ثالثة قد تزعزع الاستقرار”، على حد زعمهم، مشيرين إلى وجود جهات تسعى لإثارة الفوضى والتوتر في المنطقة.
كما أعربت أنقرة وموسكو وطهران عن عزمهم المشترك على محاربة الإرهاب بجميع مظاهره والتصدي “للمخططات الانفصالية” التي يزعمون أنها تهدف إلى تقويض سيادة سوريا وسلامة أراضيها.
وفي ظل هذا البيان، تظهر الأطراف المشاركة، التي تدعي الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها، كمن يكرس هيمنته على الأرض السورية ويعرقل أي مسار حقيقي نحو الاستقلال الكامل للشعب السوري وحقوقه. إن هذا التنسيق المستمر بين تلك الدول لا يهدف إلا إلى الحفاظ على مصالحها على حساب معاناة السوريين، في وقتٍ يتطلع فيه الشعب السوري إلى التحرر من تدخلات الخارج وفرض الوصاية.