في تقرير لوكالة الانباء اليمنيه حول ثوره 14 اكتوبر كتب المحرر السياسي لها ان هذه الثوره اعادت للوطن والشعب حقه في الحريه والاصتقلال
وقال :جاءت ثورة الرابع عشر من أكتوبر التي نحتفي اليوم بذكراها الرابعة والخمسين، وليدة معاناة مريرة وثمرة كفاح طويل، لذلك بقيت واستمرت وحققت وأنجزت، ولسوف تبقى وتستمر.. كيف لا، وقد أعادت هذه الثورة الخالدة للوطن والشعب حقه في الحرية والاستقلال واستكملت مسيرة الخلاص الوطني من الحكم الإمامي الرجعي المتخلف، لتتجسد واحدية الثورة اليمنية وانتصارها بنيل الاستقلال الناجز في 30 نوفمبر 1967م.
وبين الرابع عشر من أكتوبر 1963م و الثلاثين من نوفمبر 1967م ظلت أنظار العالم تتجه نحو الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية حيث الشعب الثائر والأمة الحرة التي تناضل بشجاعة الأبطال، وهدفها الانتصار الكامل وحده، غير عابئة بقوة وجبروت الخصم الذي تقابله.
واختط أولئك الرعيل من المناضلين الأبطال في جنوب الوطن، بإرادتهم الجسورة وشجاعتهم الفذة، طريق الحرية والاستقلال والكرامة، في انصع مثال على إن إرادة الشعوب، حين ترسم قدرها، وتعلن التمرد على الإذلال وتنتهج طريق الثورة فإنها لابد أن تنتصر، لذلك كنا ولازلنا عبر الأجيال المتعاقبة نفاخر بثوارنا الابطال الذين حققوا تلك الانتصارات الأسطورية، ولا غرابة ان يظل ذلك الوهج الثوري مشتعلا وقيمه العظيمة متوارثة حتى يومنا هذا.
لقد أشعل شعبنا اليمني خلال عامين ثورتين من أعظم ثورات التاريخ، ففي الشمال أشرقت شمس الجمهورية في سبتمبر 62 على أنقاض اسوأ نظام حكم إمامي كهنوتي ورجعي متخلف، وبعد عام أشعل في جنوب الوطن ثورة أكتوبر التي اندلعت شرارتها في ردفان، ضد امبراطورية لا تغرب عنها الشمس، وظل ثائرا حتى اعلان الاستقلال ورحيل اخر جنود الاحتلال وقيام الجمهورية في 67م.
فالشعب اليمني الحر والأبي شمالاً وجنوباً، اختار طريق الحرية ورفض الكهنوت وخلع عباءة الطغيان والاحتلال، مدركا وقد عاش معاناة وتجربة مريرة أنه لا فرق بين الاستبداد وبين الاستعباد ولا بين الإمامة العنصرية والاستعمار، ولذا ثار عليهما في وقت واحد، محققا معجزة بكل المقاييس ونموذج فريد في كفاح الإنسانية من أجل الحرية والاستقلال.
وفي هذه اللحظات الحرجة من تاريخ اليمن، ونحن في غمرة الاحتفال بذكرى ثورة أكتوبر المجيدة، ينبغي ان نتذكر ونتمثل، ونحن نعيش فصلا جديدا من فصول النضال الثوري والتحرر الوطني، الجهود الجبارة التي بذلها شعبنا في معركة التحرير، وعلينا ان نعي جيدا انه لولا تكامل الجهود وتنظيم الطاقات واستيعاب القضية والالتفاف حول الغايات الكبيرة والسامية ما نجحت الثورة بإمكاناتها البسيطة في مواجهة دولة حكمت العالم وكهنوت مدجج بالخرافة والضلال والجهل .
وخلاصة صناعة الانتصار الكبير آنذاك، ان الجموع الشعبية والقبلية، كانت تقاتل الى جانب الثوار الاحرار في معركة السلاح، يساندهم ويدعمهم جهود الساسة والمفكرين والطلاب والحركات العمالية والنسوية والشبابية وغيرها، فمن بوتقة هذا التكامل والتنسيق، تحقق الهدف والغاية بالتخلص من الاستبداد والاستعمار.
لذا ليس هناك غرابة او مجال للتساؤل عند قراءة تاريخنا الوطني والثوري النضالي، ما نراه اليوم من بسالة وصمود شعبنا اليمني، في مواجهة بقايا الامامة الكهنوتية وأذناب ايران، والذي يعكس عظمة شعبنا وعدم قبوله بغير العيش حرا وكريما، فقد تخطى الحواجز وشب عن الطوق وكسر الأقفاص الحديدية التي أراد المستبدون الزائلون والطارئون الجدد، أن يعيش فيها وجعل السماء سقفه الوحيد والحرية نشيده الخالد، فالتاريخ يمضي الى الأمام والشعب لا يمكن أن يركع لنزوة فرد مريض أو جماعة طائفية بلا أخلاق.
من هنا، نستمد ثقتنا المطلقة اننا سنحتفل قريبا جدا بإذن الله تعالى، بيوم النصر الأكبر، وقد استكملنا معركتنا الأخيرة وآخر الحروب، بإنهاء الانقلاب الغاشم ولفظه الى مزبلة التاريخ دون رجعة، ونمضي بقوة وأمل نحو اليمن الاتحادي الجديد، الذي يتسع لجميع أبنائه ويضمن التوزيع العادل للسلطة والثروة، ولا مكان فيه للإقصاء والتهميش.
وبين احتفالنا بذكرى ثورة أكتوبر المجيدة العام الماضي وهذا العام، هناك فرق ملموس وكبير، من سير خطوات التطبيع في المحافظات المحررة والعاصمة المؤقتة بشكل يستحق الاشادة والتقدير، والحكومة تمارس اعمالها وتدير شؤونها من داخل الوطن، وتقوم بجهود كبيرة لتخفيف معاناة المواطنين وتقديم الخدمات الضرورية لهم، ومعالجة تداعيات وآثار الحرب التي اشعلتها المليشيات الانقلابية.
كما ان ابطالنا الميامين من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبدعم وإسناد اخوي صادق من تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، يضيقون الخناق على فلول المليشيات الانقلابية التي باتت في اضعف حالاتها، وأصبحنا على مقربة أكثر من اي وقت مضى من تحقيق حلم كل اليمنيين بالانتصار الكبير، وإن غدا لناظره قريب.
ويقتضي واجب الوفاء والإنصاف، ان نوجه الشكر والتقدير الى كل دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، على ما بذلوه ويبذلونه دعما لعمقهم العربي والحضاري واسنادا له للخروج من محنته.
الرحمة والمغفرة والخلود لشهداء ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة وكل شهداء النضال الوطني في مختلف مراحله المتعددة والطويلة الذين سطروا بدمائهم الطاهرة انصع صفحات اليمن ، والشفاء للجرحى الميامين.
المجد والنصر للأبطال الميامين جيشا وطنيا ومقاومة باسلة، في كل الجبهات والميادين، الذين يذودون اليوم عن شرف وكرامة اليمن والمنطقة العربية، والتحية والإجلال لكل شعبنا الصابر والصامد وهو يتحمل كل صنوف المعاناة من اجل مستقبل لا يليق الا بالاحرار.